قصة الحمامة المطّوقة

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 18 مايو 2022
مقالات ذات صلة
قصة المشهد الأخير بين فاتن حمامة و عمر الشريف
الحمام
الحمام

إن الكتّاب من العرب وغيرهم اهتموا بكتابة قصص الأطفال المتنوعة التي تناسب أعمار الأطفال، وجاءوا بأساليب عدة، ليلفلتوا انتباه الطفل لقراءة هذه القصص، والاستفادة منها، وأخذ ما في هذه القصص من الدروس والعبر، وكان لهذه القصص خاصة ما كانت في الكتب القديمة مثل كتاب (كليلة ودمنة) الانتشار الأكبر بين كتب القصص، ولها الأثر الكبير على الطفل عند سماعها، أو قراءتها، أو مشاهدتها على أرض الواقع كمسرحية بشخصيات تمثل ما جاء بالقصة من أحداث ووقائع.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

قصة الغراب مع الصياد

كان الغراب يعيش في الوكر الذي بناه على شجرة كبيرة، كثيرة الفروع، والأغصان، وكان هذا المكان يعيش فيه العديد من الحيوانات والطيور بكافة أشكالها، ولكثرة الحيوانات في هذه الأرض كان الصيادون يستمرون في القدوم من أجل صيد هذه الحيوانات، محضرين معهم الشباك التي يستخدمونها من أجل الصيد، وفي مرة من المرات حضر صياد وكان معه شبك للصيد، ورأى الغراب بأن هذا الشبك يستخدمه الصياد لاصطياد الطيور، وعصا سميكة، وبقي تحت الشجرة التي عليها الغراب، فخاف الغراب على نفسه فقد يريد الصائد قتله، أو قد يقتل غيره من الحيوانات التي تسكن على هذه الأرض، فقرر أن يبقى في وكره ولا يخرج منه حتى يذهب الصياد من مكانه، وينتهي من صيده، لأن الصياد حرص على وضع الشبك بطريقة لا يمكن لأحد رؤيتها وتجنب الوقوف عليها، ووضع عليها الطعام ليلفت انتباه الطيور للمكان، واستمر الغراب يراقب ما يحدث دون أي حراك خوفاً على نفسه.[1]  

قصة الحمامة المطوقة مع شريكاتها

إن الشبك الذي وضعه الصياد كان من مصير الحمامة المطوقة وهي الحمامة التي كانت مسؤولة عن جميع الحمام في هذه المنطقة، فعند رؤيتهم للطعام نزلوا للأرض وبدأوا في الأكل، ووقعوا في الشبك، وحاولت كل واحدة من الحمام أن تحرر نفسها من الشبك وتنجو بنفسها، دون أن تفكر بغيرها، فاقترحت عليهم المطوقة بأنه لا بد لهم من أن يتعاونوا ويحرصوا على نجاة الجميع، وكان قرارها بأن يطيروا جميعهم للأعلى مع الشبك، فوافقوها الرأي؛ لعلمهم بأنها كانت صاحبة ذكاء، عبقرية، فعندما فرح الصياد بما اصطاد وأراد أخذ ما وقع في الشبك طار الحمام مع الشبك بعيداً عن الأرض، لكنه لم يخف لأنه تأكد من أن الحمام لن تستطيع تحمل الطيران مع الشبك لمسافة طويلة، وكان يسير معهم ويتبعهم حتى يستطيع إمساكهم عند وقوعهم، وخافت المطوقة على رفيقاتها فاقترحت عليهم بأن يذهبوا إلى العمران حتى لا يصل إليهم الصياد ويتمكنوا من الابتعاد عنه، وفك الشبك قبل أن يصيبهم التعب، وكان لديها صديق جرذ في جحر قريب، فذهبت إليه وطلبت منه المساعدة، وعندما رأى المطوقة بالشبك خاف عليها وبدأ يأكل بالشبك ليساعدها، لكنها طلبت منه أن يحاول فك باقي الحمام قبلها، والسبب في ذلك؛ خافت أن يتعب الجرذ بعد أن ينقذها ويترك الباقيات في الشبك، فأعجب الجرذ بكلامها وبأ بفكهم أولاً ومن ثم رجع للمطوقة وحررها من الشبك، فكانت نجاة الجميع بسبب فكر ورأي المطوقة ومساعدة الجرذ لهم، وبتعاون الجميع معاً.[2]  

العبر المستفادة من قصة الحمامة

احتوت قصة الحمامة المطوقة على العديد من الفوائد والدروس التي يستفاد منها، مثل: إن في كل اتحاد وتعاون قوة، وفي الاختلاف والتفرق ضعف، عدم الأنانية والتفكير بمصلحة الجميع وتقديمها على مصلحة الفرد، وأن الصديق الحقيقي هو من يقف إلى جانب صديقه في الشدة قبل الرخاء، ويحاول مساعدتهم بأي شكل، وأن اتخاذ أي قرار لا بد أن يكون بروية، وبمنطق، وتأني حتى يصل لنتائج صحيحة لا يندم عليها بعد ذلك، وأن الشخص قد يختلف مع غيره في اتخاذ القرارات لكن هذا الاختلاف لا يفسد العلاقات بين الآخرين، والود يجب أن يبقى دائم ومستمر.[3]  

  1. "مقال الحمامة المطوقة" ، المنشور على موقع ebook.univeyes.com
  2. "كتاب كليلة ودمنة" ، المنشور على موقع al-maktaba.org
  3. "مقال قصة الحمامة المطوقة والدروس المستفاده منها كاملة" ، المنشور على موقع mosoah.com