لحظة خروج زياد الرحباني من المستشفى للجنازة: موكب مهيب ودموع الآلاف

  • تاريخ النشر: الإثنين، 28 يوليو 2025 زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
مقالات ذات صلة
مشاهير لبنان يودعون زياد الرحباني في جنازة مهيبة
لحظة خروج جثمان حسن حسني من المستشفى ومحبوه يودعونه بالدموع
زياد الرحباني

توافد المئات من محبي الموسيقار اللبناني زياد الرحباني صباح الاثنين 28 يوليو 2025، إلى مستشفى فؤاد خوري في منطقة الحمراء بالعاصمة بيروت، لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمانه قبل انطلاق الموكب الجنائزي.

احتشد الحضور وسط أجواء امتزجت فيها الهتافات بالدموع، وارتفعت أغاني الراحل التي ردّدها جمهوره بصوت واحد، فيما رفع آخرون صوره والورود البيضاء تكريمًا لرحلة فنية لا تُنسى.

موكب جثمان زياد الرحباني من المستشفى للكنيسة

الموكب تحرّك من الحمراء متجهًا إلى بلدة بكفيا، حيث تُقام مراسم صلاة الجنازة داخل كنيسة رقاد السيدة المحيدثة في تمام الساعة الرابعة عصرًا، ويتوقّع حضور شعبي وثقافي كبير لمرافقة الراحل في رحلته الأخيرة إلى مدافن العائلة.

وعند خروج الجثمان من المستشفى، أُحيط بالآلاف الذين حرصوا على التواجد لإلقاء نظرة الوداع، وبدأوا بالتصفيق والبكاء لحظة رؤيتهم السيارة التي تحمل الراحل.

فيديو خروج جثمان زياد الرحباني من المستشفى

This browser does not support the video element.

مراسم الدفن واستقبال المعزّين

تُقام الصلاة لراحة نفس زياد الرحباني عصر الإثنين داخل الكنيسة، على أن يُوارى الثرى في مدافن العائلة في بكفيا بعد انتهاء المراسم مباشرة.

ومن المقرر أن تستقبل عائلة الراحل التعازي اليوم حتى الساعة السادسة مساءً، على أن يُستأنف استقبال المعزّين غدًا الثلاثاء ضمن التوقيت ذاته داخل صالون كنيسة رقاد السيدة – المحيدثة.

رحيله المفاجئ وتفاصيل الأيام الأخيرة

توفي زياد الرحباني صباح السبت، 26 يوليو 2025، عن عمر 69 عامًا، بعد صراع مع تليّف حاد في الكبد. وكان قد أُدخل المستشفى لتلقي العلاج، غير أن حالته الصحية استدعت عملية زراعة كبد، إلا أنه لم يخضع لها، وسط تضارب الروايات حول موقفه من الإجراء.

وأكدت إدارة مستشفى فؤاد خوري نبأ الوفاة في بيان رسمي صدر عند الساعة التاسعة صباحًا، مشيدة بمسيرة الراحل ووصفته بـ"الفنان الاستثنائي" الذي خلّد بصمته في وجدان الأجيال. وقدمت الإدارة التعازي لعائلة الرحباني وللشعب اللبناني الذي فقد أحد رموزه الثقافية والفنية.

إرث فني لا يتكرر

زياد هو ابن السيدة فيروز والموسيقار الراحل عاصي الرحباني. منذ نشأته، حمل هوية فنية متفرّدة جمعت بين التمرد والالتزام، وبين الكلمة الساخرة واللحن العميق.

بدأت مسيرته الفعلية عام 1973 بتلحين أغنية "سألوني الناس"، وتوالت بعدها أعماله التي لامست السياسة والمجتمع والناس بجرأة وبصمة خاصة.

أعماله المسرحية مثل "بالنسبة لبكرا شو؟"، "نزل السرور"، "سهرية"، و"فيلم أميركي طويل" لم تكن عروضًا تقليدية بل لوحات نقدية توازي الواقع اللبناني وتعكس تمزقاته بروح فنية حرّة.

عبقرية زياد الرحباني وتفرّده

لم يكن زياد الرحباني موسيقيًا فحسب، بل كان موقفًا فنيًا واضحًا في وجه التكرار والجمود. رفض الانصياع لأي قواعد سائدة في صناعة الفن، وصاغ لنفسه مسارًا مستقلًا لا يشبه ما سبقه أو ما لحقه.

لم يعش زياد في عزلة عن الشارع، بل كان جزءًا منه؛ يستلهم منه أبطاله وحواراته، ويضعهم على الخشبة بلا تجميل أو زيف. ولعل أبرز ما ميّز تجربته هو المزج الذكي بين النكتة الموجعة والتحليل السياسي، فحوّل الخشبة إلى منبر تعبيري يشبه الصحافة الساخرة.

زياد لم يهادن ولم يقدم أعمالًا ترضي السوق، بل صاغ فنه بما يؤمن به، حتى وإن دفع ثمنه من النقد أو العزلة. ظل حتى أيامه الأخيرة رمزًا للفن الرافض للتطبيع مع التفاهة، ومثالًا نادرًا لمثقف فنان لم يفرق يومًا بين اللحن والموقف، ولا بين المسرح والحياة.

وفي حياته الشخصية، ارتبط زياد الرحباني بداية بدلال كرم قبل أن تنتهي العلاقة بالانفصال. وبعدها عاش علاقة طويلة مع الممثلة كارمن لبّس استمرت 15 عامًا، وانتهت باحترام متبادل رغم الاختلافات حول الاستقرار.

كما اختار الراحل الحفاظ على خصوصيته وابتعد عن الإعلام في سنواته الأخيرة، مفضلًا أن يبقى صوته حاضرًا فقط من خلال موسيقاه وأعماله الخالدة.