محمد القس يكشف مفاجآت عن حياته: مهن شاقة سبقت نجوميته
كشف الفنان السوري محمد القس عن جوانب إنسانية ومهنية عميقة من مسيرته الفنية، مؤكدًا أن وصوله إلى عالم التمثيل لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة سنوات طويلة من التجارب القاسية والعمل الشاق، التي صقلت شخصيته وأسهمت في بناء أدواته الفنية والإنسانية. حديث القس جاء خلال لقائه مع الإعلامي عمرو الليثي في برنامج واحد من الناس، حيث فتح قلبه للحديث عن البدايات، والأحلام، والتحديات، والتحولات التي شكّلت مسيرته.
مهن شاقة قبل التمثيل
استعاد محمد القس ذكرياته مع العمل المبكر، موضحًا أنه خاض العديد من المهن قبل دخوله المجال الفني، من بينها العمل في الميكانيكا، والسباكة، والكهرباء، والنقاشة، حيث كان يعمل كمساعد للـأسطى في الورش المختلفة. وأكد أن هذه التجارب لم تكن مجرد محطات عابرة، بل دروس حياة حقيقية علمته الصبر والانضباط واحترام قيمة العمل اليدوي.
وأشار القس إلى أن والده كان حريصًا منذ طفولته على تعليمه الاعتماد على النفس، وعدم التفرقة بين الناس على أساس اجتماعي أو مادي، وهو ما منحه قدرة كبيرة على التواصل مع مختلف فئات المجتمع، وساعده لاحقًا على فهم الشخصيات الإنسانية بعمق، وهو ما انعكس بوضوح على أدائه التمثيلي.
الواقع مصدر الإلهام الأول
أوضح القس أن احتكاكه اليومي بأنماط بشرية متنوعة شكّل مخزونًا إنسانيًا هائلًا استفاد منه في التمثيل، معتبرًا أن الحياة الواقعية هي المصدر الأول والأصدق للإلهام. وكشف عن تأثره بشخصية سيدة شامية تُدعى أم شوكت من مدينة حمص، كانت تتمتع بخفة ظل وحضور قوي وأسلوب مميز في الكلام والتفاعل مع الآخرين.
وأكد أن هذه الشخصية تركت أثرًا كبيرًا في وجدانه، واستلهم منها ملامح إنسانية قدّمها لاحقًا في أحد أدواره الدرامية، مشددًا على أن التفاصيل الصغيرة في حياة الناس العاديين هي ما يصنع الفارق الحقيقي في التمثيل.
الصدق أساس النجاح
وعن المقولة الشائعة اللي يعرف يبيع يعرف يمثل، شدد محمد القس على أن الصدق هو حجر الأساس في أي أداء فني ناجح، موضحًا أن القدرة على لمس مشاعر الجمهور لا تأتي من الأداء المصطنع، بل من الإحساس الحقيقي بالشخصية وفهم دوافعها النفسية والإنسانية.
وأضاف أنه يحرص دائمًا على اختيار أدوار تحمل مفاجأة للمشاهد، بعيدًا عن التكرار أو الوقوع في فخ النمطية، مؤكدًا أن التحدي الحقيقي لأي ممثل هو أن يقدم كل مرة شكلًا جديدًا يضيف إلى رصيده الفني ولا يكرر نفسه.
من الكوميديا إلى أدوار الشر
بعد النجاح الكبير الذي حققه في مسلسل موضوع عائلي، حيث قدم شخصية كوميدية نالت إعجاب الجمهور، قرر محمد القس خوض تجربة مغايرة تمامًا من خلال مسلسل تلت التلاتة أمام النجمة غادة عبد الرازق، مجسدًا شخصية شريرة.
وأوضح أن اختياره لهذا الدور جاء عن قناعة تامة برغبته في إثبات قدرته على التنوع الفني، ورفضه القاطع لأن يتم حصره في إطار واحد، معتبرًا أن التنقل بين الكوميديا والدراما والشر هو ما يصنع ممثلًا حقيقيًا قادرًا على الاستمرار.
دمشق والسعودية وبدايات التكوين
استعاد محمد القس تفاصيل نشأته الأولى، موضحًا أنه من مواليد دمشق، لكنه عاش سنوات طويلة من عمره في المملكة العربية السعودية، حيث بدأت علاقته بالفن من خلال مسرح المدرسة. كما شارك في مسرحية الحقيقة العارية من إخراج شقيقه أسامة القس، والتي شكّلت إحدى المحطات المهمة في وعيه الفني المبكر.
وكشف القس أن والده كان إمام مسجد وعسكريًا في الوقت نفسه، إضافة إلى كونه رسامًا، وهو ما خلق داخل الأسرة مزيجًا فريدًا من الانضباط والحس الفني. وأشار إلى أن والده كان حريصًا على تحقيق توازن بين الدراسة والفن، ورغم تخوفه في البداية من احتراف ابنه للتمثيل، إلا أن نجاحه في أول عمل درامي أدخل الفرحة إلى قلبه ومنحه دعمًا معنويًا كبيرًا.
الحلم المصري يتحقق
أكد محمد القس أن حلم العمل في الدراما المصرية ظل يراوده لسنوات طويلة، إلى أن تلقى دعمًا وتشجيعًا من عدد من المخرجين، في مقدمتهم المخرج أحمد الجندي، الذي جمعه لاحقًا بالفنان ماجد الكدواني في مسلسل موضوع عائلي.
ووصف القس هذه التجربة بأنها من أهم المحطات في مسيرته الفنية، مشيدًا بروح التعاون والاحترام داخل فريق العمل، والتي ساعدته على تثبيت أقدامه في الدراما المصرية، وفتح آفاق جديدة أمامه
دعم النجوم وطموحات المستقبل
أشاد محمد القس بمواقف الدعم التي تلقاها من عدد من نجوم الفن، وعلى رأسهم الفنان أحمد السقا، الذي وصفه بأنه مثال للشهامة والجدعنة، مؤكدًا أنه دعمه بقوة بعد نجاحه في موضوع عائلي.
كما كشف أن لقاءه بالفنان كريم محمود عبدالعزيز جاء وديًا على هامش إحدى الفعاليات الفنية في السعودية، مشيرًا إلى أن الأجواء كانت مليئة بالاحترام والتقدير المتبادل.
وعن طموحاته المستقبلية، أعرب القس عن رغبته في التعاون الفني مع الفنانة منى زكي، وكذلك منة شلبي، مؤكدًا أنه سبق أن التقى منى زكي ويتمنى العمل معها في تجربة فنية مختلفة تضيف إلى مسيرته وتقدم للجمهور عملًا يحمل قيمة إنسانية وفنية حقيقية