محمود نصر يحتفل بمواصلة حصد "وشم الريح" الجوائز العالمية
يواصل فيلم "وشم الريح" مسيرته الناجحة في الساحة الدولية، مؤكداً حضوره كواحد من أبرز الأعمال السينمائية العربية في السنوات الأخيرة. فقد أضاف الفيلم إنجازاً جديداً إلى رصيده بعد فوزه بالجائزة الكبرى "الشاشة الذهبية" في مهرجان الشاشات السوداء الذي استضافته العاصمة الكاميرونية ياوندي مؤخراً ليعزز مكانته ضمن خريطة المهرجانات العالمية.
محمود نصر يشارك فرحته مع الجمهور
النجم السوري محمود نصر، الذي يؤدي البطولة في الفيلم، أعرب عن سعادته الغامرة بهذا التتويج عبر حسابه على "إنستغرام"، حيث نشر البوستر الرسمي للعمل في خاصية القصص القصيرة مرفقاً بكلمات شكر لجمهوره ولفريق العمل. وحرص نصر على مشاركة متابعيه فرحة الفوز، مؤكداً أن الجائزة ليست تكريماً شخصياً له فحسب، بل اعتراف عالمي بالقضية الإنسانية التي يطرحها الفيلم وبالقيمة الفنية للسينما العربية.
هذا التفاعل من نصر عكس حالة الفخر التي يعيشها الفنان مع جمهوره، خصوصاً أن "وشم الريح" مثّل له تجربة فنية وإنسانية استثنائية، إذ يخوض من خلاله رحلة درامية تحمل الكثير من العمق، وتمنحه مساحة للتعبير عن أسئلة الهوية والمنفى التي يعيشها ملايين حول العالم.
شاهدي أيضاً: محمود نصر يكشف سبب عدم زواجه حتى الآن
قصة عن الهوية والمنفى
يروي الفيلم حكاية "ريان"، الشاب السوري الذي يقرر ترك وطنه والسفر إلى فرنسا بحثاً عن بداية جديدة بعيداً عن أزمات الحرب ومآسيها. في باريس، يؤسس فرقة مسرحية، فتقوده الصدفة إلى لقاء "صوفيا" (تجسد دورها الفنانة المغربية الفرنسية وداد إلما)، وهي مصوّرة تبحث عن والدتها المفقودة.
تتشابك قصة ريان مع رحلة صوفيا، لتتشكل خيوط درامية تسلط الضوء على قضايا الهوية والمنفى والصراع الداخلي، بأسلوب يمزج بين الشعرية البصرية والتجربة الإنسانية الواقعية. ويحمل عنوان الفيلم "وشم الريح" دلالات فلسفية عميقة، إذ يشير إلى الأثر الدائم الذي تتركه التجارب الحياتية، مثلما تترك الرياح بصمتها على الحجر.
العمل من إخراج المخرجة المغربية ليلى التريكي، التي جمعت بين خبرتها في السينما الأوروبية وحسّها الفني المغاربي لتقديم معالجة بصرية مؤثرة. أما الإنتاج فجاء ثمرة تعاون مشترك مغربي–فرنسي، وصُوِّر بين طنجة المغربية ومدينة بوردو الفرنسية، بمشاركة نخبة من الفنانين منهم نادية النيازي والجيلالي فرحاتي. واستند السيناريو إلى قصة حقيقية تعكس التحديات المعقدة التي يعيشها المهاجرون بين فقدان الجذور والسعي إلى الاندماج في بيئات جديدة.
جولة مهرجانات ناجحة
منذ عرضه الأول في سوق الفيلم الأوروبي بمهرجان برلين السينمائي 2024، خطف "وشم الريح" الأنظار وبدأ جولة ناجحة في المهرجانات العالمية. فبعد برلين، نال جائزة نور الدين الصايل في مهرجان خريبكة الدولي للسينما الإفريقية بالمغرب، تقديراً لقوة طرحه الفني والإنساني. ثم حصد جائزة لجنة التحكيم في مهرجان قازان الدولي للسينما الإسلامية بروسيا 2025، ليؤكد على البعد العالمي لقضيته، وصولاً إلى تتويجه الأخير في الكاميرون بالجائزة الكبرى.
هذه النجاحات المتتالية جعلت الفيلم أحد أبرز الإنتاجات العربية التي استطاعت اقتحام الساحة الدولية خلال العامين الماضيين، وهو ما يعكس جودة الرؤية الإخراجية وقوة الأداء التمثيلي، خصوصاً من محمود نصر الذي منح شخصية "ريان" عمقاً إنسانياً بعيداً عن أي خطاب مباشر.
مهرجان الشاشات السوداء في الكاميرون
جاء التتويج الأخير في إطار الدورة الـ29 من مهرجان الشاشات السوداء، الذي يعد من أهم المنصات السينمائية الإفريقية. انعقدت فعالياته في العاصمة الكاميرونية ياوندي تحت شعار يناقش تحديات توزيع السينما الإفريقية داخل القارة وخارجها، بمشاركة أكثر من 50 فيلماً طويلاً وقصيراً من مختلف الدول.
المهرجان لم يقتصر على العروض السينمائية، بل تضمن أيضاً ورش عمل وندوات متخصصة حول الإنتاج والتوزيع، مما أتاح مساحة للتبادل الثقافي بين صناع السينما. كما اتسمت أجواء الفعاليات بالاحتفالية الشعبية، إذ فُتحت الأبواب للجمهور مجاناً، إلى جانب تنظيم معارض فنية وأنشطة ثقافية موازية، ما جعل المهرجان حدثاً فنياً متكاملاً يعزز موقع السينما الإفريقية على الخارطة العالمية.
شاهدي أيضاً: فوز فيلمين مصريين بجوائز مختلفة بمهرجان فينيسيا 2024