مينة كيليتش تودّع "المدينة البعيدة" برسالة مؤثرة
شهدت الحلقة الثلاثون من المسلسل التركي الشهير "المدينة البعيدة – Uzak Şehir" تطوراً درامياً غير مسبوق قلب مسار الأحداث رأساً على عقب. فبينما ودّع الجمهور شخصية "مينة" بموت مأساوي في مشهد مؤثر، جاءت المفاجأة الكبرى بعودة "بوران" من الموت، ما أثار حالة واسعة من الجدل بين المتابعين.
وداع مؤثر لمينة كيليتش
في حلقة عاطفية عُرضت مساء 22 سبتمبر، قُتلت شخصية مينة على يد "صداقات"، لتغادر الممثلة مينة كيليتش العمل بعد مشاركتها فيه على مدار الموسم الأول وبداية الموسم الثاني. مقتلها جاء خلال محاولة كشف الحقيقة لـ"أجمل" بشأن "بوران"، لكن رصاصات الغدر أنهت رحلتها فجأة، لتترك وراءها صدمة كبيرة لدى المشاهدين.
الممثلة التركية لم تترك جمهورها من دون كلمة أخيرة، إذ نشرت رسالة وداع عبر حسابها على "إنستغرام"، أرفقتها بمجموعة صور من موقع التصوير. كتبت كيليتش: "بعض القصص تجد معناها عند اكتمالها. وبينما أودع بفخر، في الوقت المناسب تماماً، أشعر بالامتنان لكوني جزءاً من هذا الفريق الرائع، ولكل من رافقني في هذه الرحلة، لكل لحظة وكل وقت... شكري اللامحدود لكم جميعاً".
كلماتها المؤثرة وجدت صدى واسعاً بين محبيها، الذين اعتبروا أنها استطاعت أن تترك بصمة قوية رغم خروجها المفاجئ.
تطورات صادمة في الحلقة 30
لم يتوقف عنصر المفاجأة عند رحيل "مينة"، بل حملت الحلقة أيضاً منعطفاً درامياً صادماً مع عودة شخصية "بوران"، التي كان يُعتقد أنه فارق الحياة منذ فترة طويلة. المشهد الأخير كشف أن "بوران" لا يزال على قيد الحياة، في وقت كان فيه الجمهور يتابع تطور قصة الحب بين "جيهان" و"علياء".
هذا التطور الدرامي قلب التوقعات، إذ رأى بعض المتابعين أن عودة "بوران" ستفتح الباب أمام خطوط درامية جديدة، بينما اعتبر آخرون أن هذا الالتفاف على الأحداث يضر بمنطق القصة ويهدد البناء العاطفي الذي استمر طوال الحلقات الماضية.
غضب الجمهور بين المنطق والمبالغة
على مواقع التواصل الاجتماعي، انفجرت موجة من ردود الفعل. واعتبر عدد كبير من المشاهدين أن عودة "بوران" بعد إعلان وفاته يُفقد العمل واقعيته، ووصفوه بـ"التحول إلى دراما هندية". فيما كتب آخرون أن "قصة الحب بين جيهان وعلياء فقدت قيمتها"، لأن الكشف عن بقاء "بوران" حيّاً يعيد الخيوط إلى نقطة البداية.
لكن في المقابل، عبّر آخرون عن حماستهم لمشاهدة ما سيحدث لاحقاً، معتبرين أن المسلسل نجح في شد الانتباه وخلق حالة من الترقب، حتى لو جاء ذلك عبر أحداث مثيرة للجدل.
أداء الأبطال وإشادة خاصة
رغم الجدل، حظيت الحلقة بإشادات واسعة على مستوى الأداء التمثيلي. فقدّم أوزان أكبابا (جيهان) وسينام أونسال (علياء) مشاهد مؤثرة، خاصة لحظة انهيار علياء بعد مقتل مينة أمام عينيها. كما برزت أدوار الشخصيات الثانوية مثل "صداقات" و"أجمل" في تصعيد الأحداث ومنحها زخماً درامياً إضافياً.
المسلسل الذي تنتجه شركة AyNA Yapım ويُعرض على شاشة Kanal D، يضم نخبة من النجوم بينهم جونجا جيلاسون، مفيد كاياجان، ألبير تشانكيا، فريد كايا، وسهرا شاش. ويُحسب لصناع العمل أنهم استطاعوا جمع هذا الطاقم القوي ليقدّموا عملاً يحافظ على حضوره في المنافسة الدرامية التركية.
هل يفقد المسلسل واقعيته؟
منذ انطلاقه، عُرف "المدينة البعيدة" بواقعيته وجرأته في معالجة قضايا اجتماعية وإنسانية. لكن ما حدث في الحلقة الأخيرة دفع البعض للتشكيك في حفاظه على هذا الخط، إذ رأوا أن المفاجآت غير المنطقية قد تهدد مصداقية العمل. ويبدو أن صناع المسلسل باتوا أمام تحدٍ صعب: إما تبرير عودة "بوران" بطريقة مقنعة، أو مواجهة غضب الجمهور.