الصوتُ‭ ‬الشجيُّ‭ ‬لا‭ ‬يرحل

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 19 أغسطس 2015 آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
رئيس تحرير ليالينا السعودية

لم يحقق مذيعٌ سعوديٌّ مثلما حققه سعود الدوسري من نجومية و«كارزيما» على مستوى العالم العربي وليس محلياً فقط، كان رحمه الله مثالاً حياً للإعلامي المؤهل، فقد تدرّج حتى وصل إلى ما وصل إليه من تمكّنٍ واحترافيةٍ، كان مثالاً للنجم المتواضع، بكى عليه وحزن لوفاته جميع مَن عرفه أو تعامل معه، كانت وفاته قصةً تدمي القلب؛ حيث إنه تناسى صحته من أجل زيارة والدته، كان يملك إيثاراً منقطع النظير، ويملك هدوء النجم وثقته، إذا كان يعرف أن أجمل حياة تكمن في البساطة والتواضع وإنكار الذات، قضى سنواتٍ من عمره في مدينة لندن مذيعاً لقناة mbc fm ؛ مما مكّنه من تكوين ثقافةٍ إعلاميةٍ عميقةٍ من خلال احتكاكه بجميع الإعلاميين والمثقفين العرب، الذين لا يجدون مكاناً يحتويهم ويطلق أجنحتهم كما تفعل لندن، تاريخ إعلاميٍّ سعوديٍّ طُويت صفحاته وبقيت أمجاده وصوته الشجيّ الذي لا يشبه أيّ صوتٍ آخر، الصوت الإذاعي العميق المليء بالأصالة وسلامة اللغة ومخارج الحروف، رحل خاتماً حياته بذكر القرآن الكريم مثلما بدأ حياته بالقرآن، رحل والملايين من الناس تدعو له بالرحمة والمغفرة، وهذا مكسبٌ حقيقيٌّ، إنه نموذجٌ إعلاميٌّ فخمٌ، ونموذجٌ للإعلامي السعودي النجم الذي لم تزده نجوميته إلا تواضعاً وبساطةً. كلنا راحلون، وكلنا على طريق سعود الدوسري -رحمه الله- سائرون، نسأل الله العلي القدير له المغفرة والرحمة، وأن يجعل قبره روضةً من رياض الجنة، إنا لله وإنا إليه راجعون. بقلم رئيس التحرير: ياسر اليامي 

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار