رشا شربتجي: لا أصنع “ترينداً”… أنا أصنع لحظة تشبه الناس

رشا شربتجي: تجربة فنية ملتزمة بالصدق والإنسانية، تلامس القلوب بدون تكلف وتصنع لحظات لا تُنسى.

  • تاريخ النشر: منذ 5 ساعات زمن القراءة: 5 دقائق قراءة

رشا شربتجي ليس مجرد اسم لامع في الإخراج، بل تجربة فنية متكاملة تستمد قوتها من نبض المكان الذي جاءت منه؛ شارع سوري مليء بالتعب والتناقض والدفء. 
منذ بداياتها اختارت أن تلاحق الحقيقة لا الزينة، وأن تمنح الإنسان أولوية على الشكل. لذلك لا يظهر المجتمع في أعمالها كخلفية محايدة، بل ككائن حي يتكلم بلهجته، يخطئ ويحب، يتعثر ثم يستعيد توازنه، وتلخّص علاقتها بهذا العالم بعبارة بسيطة: «أنا واحدة من الناس… أراقبهم وأحبهم، والتقط تفاصيلهم لتعود لاحقاً في عملي».

في هذا الحوار، تظهر رشا شربتجي بوجه آخر: امرأة تراقب الحياة من الداخل لا من الشرفة. حديثها هادئ لكنه ممتلئ بالتجربة، يشرح كيف تتحول التفاصيل الصغيرة إلى دراما، وكيف يمكن للمشهد أن ينتشر دون خطة مسبقة حين يلامس شيئاً حقيقياً في الجمهور.

بالنسبة لها، البقاء لا يأتي من المبالغة أو الصدمة، بل من صدقٍ كافٍ ليجعل اللحظة تعيش أطول من وقت عرضها، تصفحوا مجلة ليالينا وعدد خاص بمناسبة موسم الأعياد.

  • كيف تنظرين اليوم إلى سلسلة النجوم ووجود اسمك في شارتها؟

تبتسم رشا قبل أن تجيب: «سلسلة النجوم ليست مجرد عمل بالنسبة لي، هي جزء من ذاكرتي الشخصية والدرامية معاً. من خلالها تعلّمت من والدي كيف يمكن لفكرة مكتوبة على ورق بسيط أن تحمل مضموناً كبيراً وثقيلاً، وكيف يمكن تقديم أفكار معقّدة بأسلوب سهل يصل إلى الناس ويقرّب الشخصيات من الشارع والعائلة».

تضيف: «رغم جديته وصرامته في العمل، كان يمتلك روحاً خفيفة وقدرة كبيرة على إدارة الممثلين. تعبنا كثيراً، لكننا كنا عائلة، وربما لهذا السبب لا يزال العمل حاضراً حتى اليوم».

المخرجة السورية رشا شربتجي

"تعلّمت من والدي كيف يمكن لفكرة مكتوبة على ورق بسيط أن تحمل مضموناً كبيراً"

  • ماذا أخذتِ من التجربة التي جمعتك بوالدك هشام شربتجي؟

تجيب دون تردد: «تعلّمت أن أجعل الناس يخافون على حزني لا مني. تعلّمت أن الحب والتفاهم هما مفتاح أي نجاح، وأن موقع التصوير يجب أن يكون عائلة واحدة، لأن الكاميرا تفضح أي توتر أو كذب».

  • هل تتابعين المسلسلات المُعربة؟ لماذا ينجذب إليها الجمهور؟

«نعم، لكن بصراحة لا أستطيع متابعة الأعمال حتى نهايتها بسبب ضغط العمل. شاهدت بعض حلقات الثمن والعميل. اليوم أصبح من الصعب الفصل بين الدراما والواقع، خصوصاً مع الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة».

وتتابع: «في النهاية نحن نقدّم أعمالاً قابلة للتسويق، والمسلسلات المُعربة تمتلك قدرة تسويقية عالية ونسب مشاهدة كبيرة. لها جمهورها، وتأتي في وقت نحتاج فيه إلى أعمال طويلة ترافق الناس وتشاركهم يومهم».

  • اسمك مرتبط دائماً بمشاهد تتحول إلى “تريند”… ما السر؟

تضحك وتقول: «قبل السوشيال ميديا، كانت هناك أعمال مثل غزلان في غابة الذئاب، بنات العيلة، الولادة من الخاصرة، وزمن العار. أنا لا أفكر بصناعة تريند، لكن عندما نكون صادقين جداً، تخرج لحظة تلمس المشاهد؛ تضحكه أو تبكيه أو تصدمه بجملة جريئة».

وتضيف بحسم: «هذه ليست صناعة تريند، بل صناعة لحظة تبقى في الذاكرة، وهذا ما ميّز الدراما السورية منذ زمن».

رشا شربتجي وزوجها من جلسة تصوير ليالينا

"الأعمال الكوميدية أقرب إلى قلبي"

  • لماذا بقي نسمات أيلول قريباً من الناس؟

«لأننا نفتقد اليوم إلى لَمّة العائلة. هذا الحنين ليس سورياً فقط، بل إنساني. الحياة تغيّرت، وأصبح من المؤلم أن لا تبقى العائلات مجتمعة».
تتابع: «الناس أحبّوا فكرة الاجتماع بكل تفاصيلها البسيطة، حتى التنمّر الخفيف الذي يحدث في أي بيت».

  • إلى أي مدى أنتِ قريبة من الشارع السوري؟

بصراحة «لا أعرف مدى القرب، لكنني أعرف أنني واحدة من الناس. أنزل إلى الشارع، أراقب وأحب. أنتمي إلى الطبقة الوسطى التي تمثل الغالبية، ولذلك أفهم كيف يفكرون ويتحدثون ويحبون. التفاصيل الصغيرة هي رأسمالي الحقيقي».

جلسة تصوير رشا شربتجي لغلاف مجلة ليالينا

  • متى نشاهد سامية الجزائري أمام كاميرتك؟

«أتمنى ذلك كثيراً. هي تاريخ فني حقيقي، وكانت داعمة لي في بداياتي بعد عودتي من القاهرة. سيكون شرفاً كبيراً لي، وأتمنى أن يتحقق هذا اللقاء قريباً».

رحيل حاتم علي… هل خسرتِ منافساً؟

تجيب بنبرة حزينة: «ليته بقي بيننا ينافسنا ويمنحنا المزيد من الإبداع والمتعة، هو وشوقي الماجري. خسرناه كقيمة فنية وإنسانية، وترك إرثاً عظيماً وروحاً لا تُنسى».

"مسلسل مطبخ المدينة يطرح موضوعًا شائكًا"

  • ماذا عن مطبخ المدينة (رمضان 2026)؟

«مطبخ المدينة لا أراه رهاناً، بل ضرورة. العمل يطرح موضوعاً شائكاً ومؤلماً، أردنا أن نضعه تحت الضوء كما هو». وتوضح: «نقدّم ثلاث حكايات لثلاثة شباب من جيل الحرب في سوريا، بثلاث مسارات ونتائج مختلفة».

  • هل تغيّرت الخطوط الدرامية بعد تحرير سوريا؟

«أبداً. ربما أضفنا جملة هنا أو كلمة هناك، لكن البناء الأساسي بقي كما هو».

  • أي الأعمال أقرب إليك: الكوميديا أم الجدل؟

«الكوميديا أقرب إلى قلبي، لكنها أصبحت نادرة. عموماً، أحب العمل الذي أشعر بقرب شخصياته مني».

  • كلمة أخيرة لزوجك الفنان إبراهيم الشيخ؟

تبتسم وتقول: «قد يمرّ الإنسان بعثرات واحباطات، لكن الله عوّضني بك. أعرف أنك لن تخذلني وستبقى سندي»، وتختم: «أنا مزاجية وأحياناً صعبة، ومهنتي مليئة بالضغوط، لكنه يتحمّل ذلك بصبر ومحبة… وهذا ليس أمراً بسيطاً».

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار