ريادة تُلهم الأجيال… أميرة سجواني في حوار خاص مع ليالينا

أميرة سجواني.. ريادة إماراتية جمعت بين الابتكار التكنولوجي والعقارات في قصة مُلهمة وطموحة

  • تاريخ النشر: الجمعة، 22 أغسطس 2025 زمن القراءة: 15 min read آخر تحديث: الخميس، 28 أغسطس 2025
ريادة تُلهم الأجيال… أميرة سجواني في حوار خاص مع ليالينا

في كل رحلة نجاح هناك شرارة أولى تولد من شغفٍ حقيقي وإصرار لا يعرف المستحيل. وهكذا بدأت قصة السيدة أميرة سجواني، ابنة بيئة رائدة في الأعمال، والتي لم تكتفِ بالسير على خُطى والدها، بل صنعت لنفسها مساراً فريداً جمع بين العقارات والتكنولوجيا والابتكار.

منذ خطواتها الأولى أثبتت أن النجاح ليس حكراً على الأرقام والمشاريع الضخمة فحسب، بل على القدرة على إعادة صياغة المفاهيم وإيجاد فرص جديدة تلهم جيلاً كاملاً من الشباب والسيدات الطموحات. وبين قيادة المبيعات والتطوير في داماك العقارية إلى تأسيس منصات رقمية رائدة مثل بريبكو وآمالي العقارية، تحولت أميرة إلى رمز للريادة الإماراتية التي تعكس رؤية وطن لا يعرف المستحيل.

في هذا الحوار الاستثنائي نغوص مع أميرة في محطات حياتها، نكشف أسرار عزيمتها، ونسلط الضوء على رؤيتها للمستقبل ودورها في تمكين المرأة الإماراتية لتكون تجربتها رسالة أمل وإلهام لكل من يسعى ليصنع فرقاً في هذا العالم.

اميرة سجواني

  • أميرة سجواني ليست مجرد اسم لرائدة أعمال ناجحة، بل قصة نجاح مُلهمة. كيف كانت البداية؟

قبل أي شيء، النجاح والتوفيق في الحياة هما من عند الله - سبحانه وتعالى - ومن ثم يأتي السعي الدؤوب والجهد والمثابرة لتحقيق أهدافنا التي نرسمها ونخطط لها.

بصراحة، إن نشأتي في عائلة رائدة في مجال الأعمال وسط ثلاثة إخوة من الذكور، كان عاملاً رئيسياً في تحديد مسيرتي التعليمية والمهنية. يعود الفضل في ذلك إلى والدي حسين سجواني، الذي يحرص دائماً على خلق جو أسري يسوده الاحترام المتبادل والمساواة بين جميع أفراد العائلة.

وسط هذه الأجواء النموذجية، إن صح التعبير، تشكلت لدي الرغبة والقناعة شيئاً فشيئاً كي أدرس إدارة الأعمال وأن أخوض غمار عالم الأعمال من خلال القطاع العقاري.

في الواقع، لم يكن الأمر بهذه السهولة التي قد يتخيلها البعض، فقطاع التطوير العقاري هو قطاع ضخم فيه الكثير من التفاصيل ويتطلب سنوات من العمل والمتابعة والتعلم والتدرج في مختلف أقسام الشركة. كان والدي يحرص على ذلك منذ الصغر، حيث كان يصطحبني معه إلى الشركة خلال فترة الصيف عندما كنت في سن الثانية عشرة كي أفهم أدق التفاصيل المرتبطة بالقطاع، من المشاريع إلى خدمات البيع وخدمة العملاء، مروراً بالأمور المالية والميزانيات وغيرها.

لا أنسى أيضاً فضل والدتي عليّ، فهي كانت الأم والصديقة والداعمة لي في كل خطوة خطوتها في حياتي، جنباً إلى جنب مع والدي.

شاهدي أيضاً: عدد جديد من مجلة ليالينا يحتفي بيوم المرأة الإماراتية 

  • نشأتِ في بيئة غنية بروح ريادة الأعمال، لكن ما هي أول لحظة شعرتِ فيها أن قطاع العقارات سيكون مسارك الشخصي؟ 

كثيراً ما يسألني الناس هذا السؤال: هل أنت من اخترتِ القطاع العقاري أم هو من اختارك؟ الجواب بسيط، القطاع العقاري هو الذي اختارني، طبعاً بسبب الإرث الكبير لوالدي في قطاع العقارات، نشأت أنا وإخوتي ونحن نعيش تفاصيل ما يجري في السوق العقاري بدبي، وهنا أود أن أذكر معلومة قد لا يعرفها الكثيرون، وهي أنني درست "إدارة مشاريع البناء" في الجامعة، ومن ثم حصلت على شهادة ماجستير في الشؤون المالية، وهما تخصصان ساعداني كثيراً على النمو والتطور في مسيرتي المهنية.  

"تجربة شارك تانك هي تجربة رائعة وناجحة"

  •  ما الذي دفعكِ للبحث عن بصمتكِ الخاصة رغم نجاحكِ في شركة العائلة؟ 

الطموح بلا شك وشغفي الكبير بتكنولوجيا العقارات والتكنولوجيا المالية، هي الأسباب الرئيسية التي دفعتني نحو التفكير جدياً في تأسيس منصة رقمية تقدم خدمات عقارية واستثمارية مبتكرة ومتكاملة. مشروع "بريبكو" هو نتاج دراسة طويلة وخبرة كبيرة في قطاع العقارات.

من خلال عملي في داماك وبعد دراسة السوق العقاري بشكلٍ دقيق، جاءتني فكرة إنشاء منصة رقمية تقدم خدمات عقارية متكاملة قائمة على مفهوم جديد هو "الملكية الجزئية" من خلال "الترميز العقاري"، بحيث تتيح هذه المنصة لشريحة واسعة من الأفراد فرصة الاستثمار في القطاع العقاري بمبلغ بسيط يصل إلى 500 دولار أمريكي فقط، أي ما يعادل 2,000 درهم إماراتي تقريباً.  

  • هل هناك نصيحة تلقيتها في بداياتك وما زالت تؤثر في قراراتك حتى اليوم؟ 

بلا أدنى شك النصيحة الأهم التي تعلمتها من الوالد هي أن أتوكل على الله سبحانه وتعالى في كل شيء، ومن ثم آخذ بالأسباب وأعمل وأجتهد، والتوفيق أولاً وأخيراً من عند الله.  

  • في بيئة تنافسية يهيمن عليها الرجال تقليديًا، ما اللحظة أو القرار الذي شعرتِ فيه أنكِ لم تعودي "تشقين طريقك" فحسب، بل أصبحتِ "ترسمين خريطة الطريق" للآخرين؟ 

عندما يتسلم الشخص منصب قيادي فإن حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه تصبح أكبر، ويتحول تركيزه من تطوير ذاته فقط إلى تطوير الفريق الذي يعمل تحت قيادته. في شركة كبيرة الحجم مثل داماك وفي قطاع حيوي مثل التطوير العقاري، فإن المسؤوليات كبيرة، وهذا الشيء لمسته شخصياً عندما توليت إدارة المبيعات والتطوير في الشركة.  

اليوم، هدفي هو مساعدة الموظفين على اختلاف درجاتهم على مواصلة التعلم والتطور، ودائماً ما أقدم لهم النصح والمساعدة كي يتمكنوا من تطوير مهاراتهم وتحقيق أهدافهم.  

  • كثيرون يرون النجاح في قطاع العقارات بالأرقام والمشاريع، لكن ما المقياس الشخصي الذي تعتمدينه أنتِ لقياس نجاحك؟ 

في قطاع العقارات والأعمال عموماً لا سيّما قسم المبيعات، تعد الأرقام مؤشراً رئيسياً لقياس النجاح والنمو والأرباح، هذا صحيح، ولكن من جهةٍ أخرى، فإن معايير النجاح تعتمد أيضاً على مدى رضا العملاء، وعلى جودة المنتجات والمشاريع التي تقدمها الشركة.

هنا أود أن أشير إلى أن سر النجاح يكمن أيضاً في وجود إدارة خبيرة وفريق عمل متفان. 

أميرة سجواني حوار مع ليالينا

"المرأة الإماراتية بالنسبة لي هي رمز الطموح"

  • عند مواجهة لحظة شك أو تحدٍ كبير، ما الطريقة التي تلجئين إليها لتجاوزها بسرعة واستعادة زمام المبادرة؟ 

عند الوصول إلى هذه المرحلة، أحرص أولاً على التوقف لبرهة لتقييم الموقف بموضوعية، ثم أحدد الأسباب الحقيقية وراء المشكلة.

أضع خطة واضحة بخطوات عملية، وأبدأ بتنفيذها فوراً مع التركيز على الحلول، كما أطلب المشورة من أشخاص موثوقين إذا لزم الأمر، مما يساعدني على استعادة الثقة والسيطرة على الموقف بسرعة. 

  • في مساركِ لدمج التكنولوجيا بالعقارات، ما الابتكار أو المشروع الذي تتوقعين أنه سيغيّر قواعد اللعبة في السوق الإماراتي خلال السنوات الخمس المقبلة؟ 

سؤال جيد في الحقيقة، أنا أعتقد بأن "الترميز العقاري" سيحدث تغييراً كبيراً في السوق العقاري في السنوات المقبلة، كونه يسمح بدخول شريحة أوسع من المستثمرين إلى السوق، ممن لا يمتلكون رأس المال الكافي لشراء عقار كامل خصوصاً الدفعة الأولى ورسوم التسجيل وغيرها.  

من هذا المنطلق، نحرص في منصة بريبكو على تطوير الخدمات وتعزيز الابتكار، بما يعزز من مكانتنا في السوق العقاري، كمنصة حصرية للاستثمار في الترميز العقاري عبر منصة بريبكو منت بالشراكة مع دائرة الأراضي والأملاك بدبي.  

إضافة إلى ذلك، أعتقد أن الابتكار الذي سيغيّر قواعد اللعبة هو دمج الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء مع تجربة المشتري، بحيث يمكن للمستثمر أن يختبر العقار بشكل افتراضي، يتابع كل تفاصيله، ويقوم بإدارة منزله أو استثماره الذكي من أي مكان في العالم. 

هذا النوع من الحلول سيحوّل طريقة تعامل الناس مع العقارات بالكامل، ويعزز من سرعة اتخاذ القرار، ويخلق تجربة أكثر ذكاءً وراحة للمستثمرين والمستخدمين النهائيين، على حد سواء.  

"جيل اليوم يختلف عن الأجيال السابقة فهو جيل ذكي ومتعلم"

  • إن أُتيحت لكِ فرصة إعادة صياغة مفهوم "الاستثمار العقاري" لجيل الشباب في ثلاث كلمات فقط، ماذا ستكون هذه الكلمات ولماذا؟ 

في الواقع جيل اليوم يختلف عن الأجيال السابقة، فهو جيل ذكي ومتعلم نشأ مع التكنولوجيا المتقدمة و يواكبها اليوم بأدق تفاصيلها، لذا، لو أردنا اختصار الجواب في ثلاث كلمات فهي حتماً: الابتكار، الحرية الاستثمارية، الاستدامة. 

الابتكار يوفر حلولاً ذكية وتجارب رقمية متقدمة تلبي أسلوب حياة الشباب وتتماشى مع تطلعاتهم، في حين أصبح الاستثمار العقاري اليوم أكثر حريةً للشباب، لا سيّما مع دخول الترميز العقاري إلى السوق وفتح باب الفرص أمام شريحة واسعة منهم، بينما تشكل الاستدامة مستقبل العقارات الصديقة للبيئة، وهو ما يتوافق مع وعي جيل الشباب بقضايا الحفاظ على الكوكب وجودة الحياة.  

رسالتي لكل فتاة إماراتية.. هي أن تصنع مسارها بنفسها

  • بصفتكِ عضو لجنة تحكيم في "شارك تانك دبي"، ما أكثر ما يلفت انتباهك في رواد الأعمال الشباب: الفكرة، الشغف، أم القدرة على التنفيذ؟ ولماذا؟ 

في الحقيقة، "شارك تانك" من البرامج التلفزيونية التي تمكنت من اكتساب شهرةً واسعة في مختلف أنحاء العالم، وهو يعد من البرامج الهادفة، كونه يركز على توفير فرص استثمارية لرواد الأعمال الشباب بطريقة تجمع بين الجدية والمتعة. 

شخصياً، تجربة شارك تانك هي تجربة رائعة وناجحة بكل المقاييس، ومن خلال مشاركتي فيه، فوجئت بكمية الأفكار الرائعة التي طرحها المشاركون، وبعضها بدت استثنائية بالفعل، وأتوقع لأصحابها تحقيق النجاح في المستقبل، وأعتقد أن إطلاق نسخة من البرنامج في دبي، قد ساعد كثيراً على تحفيز العديد من الأشخاص الذين ينتمون إلى ثقافات ومجتمعات أخرى على طرح أفكار متنوعة.

وهو ما يساهم في رفع نسبة نجاح هذه المشاريع مقارنة مع دول أخرى، وأتمنى أن أتمكن من خلال خبرتي ومعرفتي في عالم ريادة الأعمال أن أتمكن من مساعدة رواد الأعمال الشباب وتمكينهم من تحقيق أحلامهم وطموحاتهم.  

مواقف استوقفتكِ خلال وجودك ضمن لجنة تحكيم "شارك تانك دبي"؟ 

أكثر ما لفت انتباهي في البرنامج هي الأفكار المبدعة التي تم طرحها، على سبيل المثال، المشروع الذي طرحته شركة (ARDH Collective) لخفض انبعاثات الكربون بنسبة 50% في مشاريع البناء باستخدام مواد مستدامة، نال إعجابي، وهو ما دعاني إلى تبني الفكرة وتقديم عرض بقيمة 1.5 مليون درهم مقابل الحصول على حصة 30% من الشركة.

أميرة سجواني لليالينا

"أعتقد بأن الخطأ الشائع عند السيدات يتمثل في الخوف من الفشل أو التردد"

  • ما الخطأ الشائع الذي ترينه عند الشابات الطموحات في دخول عالم الأعمال، وكيف يمكنهن تجنبه ليختصرن سنوات من التجربة؟ 

سؤال مهم وسأجيب عليه بشيء من التفصيل. أولاً، لا يوجد تاجر أو رائد أعمال نجح في مسيرته دون أن يمر بصعوبات وتحديات وخسائر مالية، هذا شيء طبيعي في عالم الأعمال، ولكن رائد الأعمال الناجح هو الذي يتعلم من تجاربه وأخطائه.  

بالنسبة إلى السيدات، أعتقد بأن الخطأ الشائع يتمثل في الخوف من الفشل أو التردد في اختيار "الوقت المناسب"، لبدء المشروع. رسالتي هنا إلى السيدات بأن يتحلين بالثقة ويخططن بشكلٍ جيد للمشروع ومن ثم لا يترددن في بدء المشروع وإن لم يحقق النجاح المطلوب في البداية، لأن النجاح سيأتي فيما لو تمت الاستفادة من الأخطاء.   

بالإضافة إلى ذلك، تواجه السيدات تحديات إضافية لعل أهمها التوازن بين الحياة والعمل خاصة بعد الزواج وفي مرحلة الأمومة. كونها سيدة عندها مسؤوليات تجاه زوجها وأولادها.  

ومن الأخطاء الشائعة أيضاً عند بعض السيدات أو الفتيات اللواتي يرغبن في دخول عالم الأعمال هو محاولة فعل كل شيء وحدهن، بدافع إثبات الكفاءة والاستقلالية، وهو ما قد يترتب عليه أعباء إضافية ويتطلب جهداً ووقتاً أكبر لتحقيق أهدافهن.   

  • إذا نظرنا إلى إنجازاتكِ الحالية كنقطة في منتصف الطريق، ما الحلم أو الهدف الكبير الذي تعملين عليه اليوم وسيشكّل "العلامة الفارقة" في مسيرتك؟ 

الأحلام والطموحات لا تتوقف طالما أن الحياة مستمرة. بالنسبة لي، الحمد لله حققت الكثير مما كنت أتمنى وهذا بفضل الله وتوفيقه ودعم والدي ووالدتي لي. هدفي الأكبر الآن يتمثل في رعاية بناتي والاهتمام بهن، وأن يحققن نجاحاً أفضل مما أنا حققته مستقبلاً.   

  "أفتخر بأنني إمرأة إماراتية"

  • كيف تحافظين على التوازن بين دوركِ كقائدة أعمال مؤثرة وبين أدواركِ الإنسانية كأم وابنة وأخت دون أن يطغى أحدها على الآخر؟ 

احرص دائماً على إيجاد توازن بين العمل والعائلة، المسؤوليات كبيرة هنا وهناك. كوني أم وزوجة وسيدة أعمال في آنٍ واحد، فهو ليس بالأمر السهل، لذا، أقسّم وقتي بين العمل والمنزل والعائلة.  

الحياة الأسرية هي جزء رئيسي من حياتي الشخصية، وتستحوذ على قدرٍ عالٍ من الأهمية بالنسبة لي، لأن العائلة هي أساس النجاح في الحياة. الأمر يختلف بعض الشيء عندما تكوني أمّاً، حيث يتطلب منك الأمر التزاماً أكثر تجاه الأبناء.  

"كلمة نجاح اقترنت باسم دولة الإمارات منذ تأسيسها"

  • عندما تسمعين عبارة "المرأة الإماراتية"، ما هي أول صورة أو شعور يخطر ببالكِ؟ 

أنا أفتخر بأنني إمرأة إماراتية ابنة هذا البلد المعطاء، وكوني إماراتية، فهذا يعطيني حافزاً إضافياً كي أواصل النجاح، لأن كلمة نجاح اقترنت باسم دولة الإمارات منذ تأسيسها، والمرأة الإماراتية بفضل دعم قيادتنا الرشيدة وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أم الإمارات، حظيت باهتمام كبير وتمكنت من الوصول إلى مناصب رفيعة في الدولة.  

المرأة الإماراتية بالنسبة لي هي رمز الطموح والقدرة على التغيير. عندما أسمع هذه العبارة، أرى صورة امرأة كسرت الحواجز ودخلت مجالات كانت لسنوات طويلة حكراً على الرجال، وعلى رأسها القطاع العقاري. اليوم نرى الإماراتيات يترأسن مشاريع كبرى، يقدن فرقاً، يضعن بصمتهن في بناء مشاريع تعكس رؤية الدولة وطموحها للمستقبل.

نجاح المرأة الإماراتية في قطاع العقارات دليل على أنها لا تكتفي بأن تكون جزءاً من المشهد، بل شريكاً أساسياً في صياغته وإعادة تعريف معايير التميز فيه.  

  • في رأيكِ، ما السمة التي تميز المرأة الإماراتية اليوم مقارنة بجيل الأمهات والجدات؟ 

المرأة الإماراتية اليوم هي انعكاس لقوة الماضي وطموح المستقبل. ما يميزها عن جيل الأمهات والجدات أنها جمعت بين القيم الراسخة التي ورثتها منهن، وبين الجرأة على الدخول في مجالات جديدة وصناعة القرار في مختلف القطاعات. 

هي اليوم موجودة في مراكز قيادية، ومجالات حيوية كالعقارات والتكنولوجيا والاقتصاد، لتثبت أن تمكينها لم يعد حلماً بل واقعاً. هذا التكامل بين الأصالة والابتكار هو سر تميزها، وهو ما يجعلها قدوة للأجيال القادمة. 

ريادة نسائية أميرة السجواني

  • كيف ترين دور المرأة الإماراتية في تشكيل ملامح المستقبل، ليس فقط محلياً بل على مستوى العالم؟ 

كما أسلفت، دخلت المرأة الإماراتية مختلف الميادين وحققت نجاحات مبهرة على الصعيدين المحلي والعالمي، وذلك بفضل الدعم الكبير الذي توليه قيادتنا الرشيدة للمرأة.

اليوم، وبفضل هذا الدعم وصلت المرأة الإماراتية إلى العالمية مثل نورا المطروشي، التي أصبحت أول رائدة فضاء إماراتية، وتمكنت من الانضمام لبرنامج ناسا لرواد الفضاء، لانا زكي نسيبة التي شغلت منصب المندوب الدائم لدولة الإمارات في الأمم المتحدة، وغيرهن من الإماراتيات اللواتي أبدعن في عدة مجالات. أنا أرى بأن المرأة الإماراتية ستواصل تحقيق النجاحات مستقبلاً، لترفع اسم دولة الإمارات عالياً في مختلف المحافل العالمية.

صورة المرأة الإماراتية انتقلت من "هل تستطيع؟" إلى "هي قادرة وتفعل"

بصفتكِ من القيادات النسائية الشابة في قطاع يهيمن عليه الرجال تقليديًا، ما أكبر تغيير ترينه في صورة المرأة الإماراتية اليوم مقارنة ببداية مسيرتكِ؟ 

أكبر تغيير أراه اليوم هو أن المرأة الإماراتية لم تعد استثناءً في القطاعات التي يهيمن عليها الرجال، بل أصبحت شريكاً طبيعياً وفاعلاً فيها. اليوم، أرى الإماراتيات في مواقع قيادية، يقدن المشاريع، يصنعن القرارات بثقة وكفاءة. 

الفرق الحقيقي هو أن صورة المرأة الإماراتية انتقلت من "هل تستطيع؟" إلى "هي قادرة وتفعل"، وهذا التحول يعكس ثقة المجتمع والقيادة بها، ويجعلها جزءاً أساسياً من صياغة مستقبل الدولة. 

  • ما هي رسالتكِ للفتيات الإماراتيات اللواتي يبدأن اليوم رحلتهن في مجالات القيادة وريادة الأعمال؟ 

رسالتي لكل فتاة إماراتية تبدأ اليوم هي أن تصنع مسارها بنفسها ولا تنتظر أن تفتح لها الأبواب. الفرص الحقيقية تُبنى بالإصرار والعمل، وليس بالانتظار. 
تذكّري أن الفشل ليس عائقاً بل درساً، وأن الثقة التي تزرعينها في نفسك هي التي ستجعلكِ تتقدمين مهما كان المجال أو حجم التحدي. اليوم أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة لأصوات نسائية جريئة تقود وتبتكر وتضع بصمتها في مستقبل الإمارات والعالم.   

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار