مجموعة Loewe ربيع وصيف 2026: فصل جديد يجمع بين الحرفية الإسبانية والابتكار النيويوركي

  • تاريخ النشر: الجمعة، 03 أكتوبر 2025 زمن القراءة: 6 دقائق قراءة آخر تحديث: الأربعاء، 08 أكتوبر 2025
مجموعة Loewe ربيع وصيف 2026: فصل جديد يجمع بين الحرفية الإسبانية والابتكار النيويوركي

انطلق فصل جديد لدار لويفي Loewe في أسبوع الموضة في باريس لموسم ربيع وصيف 2026، حيث قدّم جاك ماكولو ولازارو هيرنانديز، الثنائي الإبداعي المعروف بتأسيسهما علامة Proenza Schouler، مجموعتهما الأولى للدار الإسبانية العريقة.
كان هذا العرض أكثر من مجرد تقديم لمجموعة أزياء جديدة، لقد كان إعلانًا عن مرحلة تحول شاملة في هوية الدار، تجمع بين إرثها العريق في الحرف الجلدية الإسبانية وبين الحداثة الأمريكية الحضرية التي اشتهر بها المصممان في نيويورك.

بداية جديدة في باريس

  1. اختار الثنائي أن يُقيم العرض في قاعة مصممة خصيصًا في الدائرة الرابعة عشرة في باريس، ضمن مساحة أشبه بالتركيب الفني منها بمنصة عرض أزياء تقليدية.
  2. تزيّنت القاعة بعملٍ ضخم للفنان الأمريكي إلسورث كيلي، شكلَ محورًا بصريًا يستقبل الحضور عند المدخل، معلنًا منذ البداية نية المصممين دمج الموضة بالفن في تجربة حسية متكاملة.
  3. داخل القاعة، كان الجو مشحونًا بالتوقعات؛ الإضاءة البيضاء الباردة، الأرضيات العاكسة، والمقاعد المعدنية كانت تعكس جوًا من التوازن بين الحداثة والتقشف، في إشارة ذكية إلى فلسفة المجموعة نفسها: الصرامة والمرح، الحرفية والفائدة، التراث والابتكار.

الجلد: المادة الأساسية المُعاد اختراعها

  1. منذ تأسيسها عام 1846، ارتبط اسم لويفي بالحرف الجلدية الاستثنائية، لكن ما فعله ماكولو وهيرنانديز هذا الموسم تجاوز مجرد إعادة تفسير لهذا التراث؛ لقد أعادا اختراع الجلد نفسه.
  2. ظهرت السترات الجلدية على شكل جرس بلمعان حراري غير مألوف، بينما تحولت القمصان الكلاسيكية ذات الأزرار إلى أعمال نحتيّة دقيقة مصنوعة بالكامل من الجلد الطبيعي.
  3. حتى القطع اليومية البسيطة، كالجينز والتيشيرتات، اكتسبت حياة جديدة: بعضها صُنع من جلد رقيق مطلي بطلاء شبه معدني، وبعضها الآخر قُطّع بخطوط غير متناظرة تحاكي التمزق، وكأنها تحاكي خامة الدنيم القديمة ولكن بمستوى حرفي مذهل.
  4. كانت هذه المقاربة بمثابة تمرين فني على المرونة المادية، كيف يمكن للمادة الصلبة أن تبدو خفيفة، وكيف يمكن للقماش الصناعي أن يحمل دفء الجلد الطبيعي، تجلّت الحرفية الإسبانية هنا ليس فقط في التنفيذ، بل في الفكرة نفسها، جلد يُعامل كنسيج، وأقمشة تُعامل كمعادن، في لعبة تبادلية مذهلة.

حوار بين الحرفية والتكنولوجيا

لم تقتصر التجربة على الجلد وحده. فقد أدخل الثنائي موادًا جديدة تُعيد تعريف مفهوم “الفخامة العملية”.

  1. ظهرت سترات واقية من الرياح مصنوعة من مزيج الحرير ومادة غور-تكس (Gore-Tex)، في إشارة إلى دخول لويفي عالم المواد التقنية عالية الأداء دون فقدان أناقتها.
  2. الفساتين التي بدت وكأنها مصنوعة من المناشف الفاخرة كانت في الواقع مكونات مطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد من ألياف تشبه المخمل، ما منحها ملمسًا جديدًا غير مسبوق.
  3. أما فساتين الأوشحة متعددة الطبقات فتميزت بحواف خامة وكشكشة غير مكتملة، وكأنها دعوة لاحتضان العيوب الطبيعية في التصميم.
  4. النتيجة؟ مجموعة تدمج بين التكنولوجيا والحرفية اليدوية بجرأة غير مسبوقة، وتُعلن ولادة جمالية جديدة للدار تقوم على "الواقعية المستقبلية" الواقعية في المظهر، والمستقبلية في التنفيذ.

إعادة ابتكار الإكسسوارات: من التقاليد إلى الحداثة

  1. لم تنسَ لويفي أهم رموزها، حقيبة أمازونا Amazona التي وُلدت في سبعينات القرن الماضي، لكن هذا الموسم، تحوّلت الحقيبة إلى رمز للانتقال بين الماضي والحاضر؛ فقد قُدمت بأحجام جديدة ضخمة، تجمع بين جلد السويد الطبيعي وجلد التمساح والجلد المصقول، مع أحزمة طويلة غير متناسقة تعكس روح التحرر المعاصر.
  2. كما ظهرت حقائب صغيرة على شكل مكعبات هندسية، وأخرى مستوحاة من صناديق أدوات الحرفيين الإسبان، في إشارة ذكية إلى الجذور الحرفية للدار، تنوّعت الألوان بين العاجي الفاتح، والعنّابي الغني، والرمادي المعدني، مزيج يعكس فلسفة المصممين في مزج العملي بالفني، والحسي بالعقلي.

الألوان: توازن بين الضوء والظل

  1. على الرغم من أن لوحة الألوان بدت في البداية هادئة، إلا أنها كانت محمّلة بالرموز، درجات البيج الرملي والذهبي الخفيف استحضرت حرارة الأراضي الإسبانية، بينما الأزرق البترولي والرمادي الصناعي عبّرا عن الحداثة الحضرية التي جلبها المصممان من نيويورك.
  2. كانت هناك لحظات من المفاجأة أيضًا: لمسات من الأخضر الليموني في القمصان، والبرتقالي المحروق في الأحذية، والأبيض الساطع الذي منح المجموعة بريقًا ضوئيًا يعكس الفكرة المركزية للعرض، التحوّل من الداخل إلى الخارج.

الخياطة والتصميم: بين البنية والانسياب

  • تميّزت تصاميم ماكولو وهيرنانديز بدقة البنية، لكنها لم تخلُ من الانسيابية.
  • بدلاتهم كانت حادة الخطوط ولكنها تتحرك بخفة، والفساتين الطويلة بدت وكأنها تجمع بين العفوية والصرامة في آن واحد.
  • برزت القطع الهجينة، كالشورتات التي تمتد لتصبح تنانير من الخلف، أو السترات ذات الأكمام القابلة للفصل، كمثال على فلسفة “التحول” التي طبعت المجموعة كلها.
  • كانت الأقمشة تُدار حول الجسد بطريقة تُعيد صياغة مفهوم الأنوثة في لويفي: ليست أنوثة ناعمة تقليدية، بل أنوثة ذكية، متغيرة، واعية بخياراتها.

العرض: مشهد من الضوء والظل

  • جاء العرض ذاته أقرب إلى أداء فني منه إلى عرض أزياء تقليدي.
  • مع بداية الموسيقى التصويرية — مزيج من أصوات إلكترونية وهمسات بشرية، بدأت العارضات السير ببطء، وكأنهن يخرجن من ضوء قوي إلى منطقة ظل.
  • كان الضوء يتحرك تدريجيًا، يتبدل بين الأبيض القاسي والذهبي الدافئ، ليحاكي انتقال لويفي من حقبة إلى أخرى.
  • وفي لحظة الختام، تجمعت العارضات تحت إضاءة دائرية تشبه الشمس المعدنية، في رمز واضح لولادة جديدة.

الفلسفة الجديدة: لويفي كمنصة للتجريب الواعي

  • في جوهر هذه المجموعة، تتجلّى رغبة الثنائي في إعادة تعريف ما يمكن أن تكون عليه الموضة في عصر ما بعد الحداثة.
  • فبدلاً من استدعاء الماضي nostalgically، اختارا تفكيكه وإعادة تركيبه في سياق جديد.
  • كانت هناك رسالة واضحة، التراث ليس عبئًا، بل مادة خام يمكن إعادة تشكيلها.
  • وهكذا وُلدت لويفي جديدة، لا تتخلى عن ماضيها، لكنها ترفض أن تكون أسيرة له.
  • هي دار تتحدث بلغة الحاضر، تفكر بالمستقبل، لكنها تنسج خيوطها بإتقان يدٍ إسبانية عمرها قرن ونصف.

الاستقبال النقدي والانطباع العام

  1. قوبلت المجموعة بحفاوة لافتة من النقاد الذين وصفوها بأنها "إعادة إقلاع ناعمة" للدار، أشاد كثيرون بقدرة ماكولو وهيرنانديز على الموازنة بين الفكر الصناعي والفني دون الوقوع في فخ المبالغة.
  2. ورأى آخرون أن هذه البداية تُبشّر بمستقبلٍ مثير للدار، خصوصًا في ظل المنافسة المتصاعدة في عالم الأزياء الفاخرة، حيث باتت الأصالة تتطلب أكثر من مجرد جمال بصري، بل رؤية متكاملة للوظيفة، الجمال، والاستدامة.

 لويفي الجديدة بين الحلم والواقع

  1. في ختام العرض، ومع تصاعد التصفيق، كان واضحًا أن ما شهدناه لم يكن مجرد مجموعة موسمية، لقد كان بيانًا فنيًا يُعلن عن فصل جديد في مسيرة دار لويفي، تحت قيادة ثنائي يعرف تمامًا كيف يحوّل الحرفية إلى فلسفة معاصرة.
  2. من الجلد المنحوت إلى القماش المطبوع ثلاثي الأبعاد، ومن الألوان الترابية إلى الأشكال التجريبية، تجسد مجموعة ربيع وصيف 2026 نقطة التقاء بين الحلم والواقع، بين اليد والعقل، بين إسبانيا ونيويورك.
  3. وفي هذا المزيج الحيوي، تثبت لويفي أنها لا تزال واحدة من أكثر الدور قدرةً على التجدد، دارٌ تعرف كيف تنظر إلى الماضي بعين الامتنان، وإلى المستقبل بعينٍ تفيض بالخيال.
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار