ناظم الغزالي

الفنان العراقي ناظم الغزالي اسمه الحقيقي ناظم أحمد ناصر خضير الجبوري، وُلد عام 1921 في حي الحيدر خانة في بغداد لعائلة فقيرة، حيث فقد والده صغيراً ونشأ يتيماً برعاية أم ضريرة فقيرة، وزاد الفقر بعد وفاة والدته لتصبح رعايته على خالته التي بالكاد تستطيع الإنفاق عليه.

نشأة الفنان ناظم الغزالي

عانى ناظم من ظروف شديدة القسوة لكنه استطاع رغم كل المصاعب أن يكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة في مدرسة المأمونية. بعد عناء طويل التحق بمعهد الفنون الجميلة قسم المسرح بإشراف الفنان حقي الشبلي الذي رآه موهبة واعدة في المسرح، إلا أن الظروف المالية الشديدة اضطرته لترك المعهد والعمل مراقباً في معمل للطحين ليعول أسرته. عاشقاً للفن والموسيقى، لم يمل من قراءة الكتب وتثقيف نفسه، وكان مُلهَماً بأصوات عمالقة الطرب العربي مثل أم كلثوم، محمد عبد الوهاب، فريد الأطرش، وأسمهان، وكان لا يعجب بالصوت فقط بل كان يتمعن في أداء المطربين الكبار ليصقل موهبته.

بدايات ناظم الغزالي الفنية

عاد لاحقاً للمعهد لينضم إلى فرقة الزبانية وقدم معهم عام 1942 أول عمل مسرحي له "مجنون ليلى" وغنّى خلال العرض أول أغنية من تلحينه وهي "هلا هلا". منذ تلك اللحظة، أدرك أنه بحاجة للتفرغ تماماً للغناء ليحقق ذاته كمطرب وقرر ترك المسرح.

الأزمات التي واجهت ناظم الغزالي

واجه ناظم الغزالي متاعب حياتية شديدة بسبب اليتم والفقر وصعوبة توفير القوت له ولأسرته، واضطر إلى ترك دراسته ومعهده مرات عدة، لكنه بفضل إصراره وعشقه للفن تغلب على أصعب الظروف، وحافظ على أناقته وتفرده حتى في أحلك الأيام.

حياة الفنان ناظم الغزالي الشخصية

اشتهر ناظم الغزالي بزواجه المختلف حين تزوج من المطربة العراقية سليمة مراد عام 1953 رغم فارق السن بينهما. سليمة كانت أستاذة كبيرة في المقام العراقي وقدمت له الكثير من الدعم الفنّي وشكلا معاً ثنائياً غنائياً بارزاً في حفلات العراق وخارجه.

المسيرة الفنية 

بدأ مشواره الفني بالمسرح وعندما لمس النجاح في الغناء انتقل كلياً للغناء والمقام العراقي. في عامي 1947 و1948 انضم إلى فرقة الموشحات بقيادة الشيخ علي الدرويش وأبدع في أداء الموشحات.

في الخمسينيات انطلقت شهرته خارج العراق لإبداعه في الأغنية العراقية، وصوته الرجولي الحاد وإجادته للموال والتلاعب بالمقامات، وطور الأغنية العراقية التقليدية بفنه وأسلوبه المبتكر.

أصبحت أغانيه تتجاوز حدود العراق، فسافر إلى فلسطين لدعم الجنود وبعدها أحيا حفلات عديدة في بيروت، باريس، لندن، الكويت ودول الخليج والشام. 

أحيا حفلات لا تحصى في العراق وخارجه، وسجل أكثر من عشرين حفلة تلفزيونية في الخليج ولبنان، وكان يغني في حفلات مشتركة مع زوجته.

أبرز أغانيه

• غنى "هلا هلا" عام 1948 (أول أغنية من ألحانه). 
• غنى "المضيع ذهب" من ألحان وديع خونده. 
• غنى "أقول وقد ناحت بقربي حمامة" (قصيدة لأبي فراس الحمداني). 
• غنى "عيرتني بالشيب". 
• غنى "فوق النخل فوق". 
• غنى "طالعة من بيوت أبوها". 
• غنى "يا أم العيون السود" وتعد من روائع الطرب العراقي. 
• غنى "أحبك وأحب كل من يحبك". 
• غنى "مروا عليه الحلوين". 
• غنى "أي شيء في العيد أهديك يا ملاكي" (شعر إيليا أبو ماضي). 
• وأدى أعمال لشعراء كبار كالمتنبي وأحمد شوقي والبهاء زهير والعباس بن الأحنف.

الأعمال الفنية 

• شارك في مسرحية "مجنون ليلى" عام 1942 وغنّى "هلا هلا". 
• شارك في فيلم "يا سلام على الحب" مع نجاح سلام وغنّى فيه "يا أم العيون السود".

التكريمات والإنجازات 

لقّب بسفير الأغنية العراقية واختير ضمن أيقونات الموسيقى العربية الكلاسيكية. 

• تم تجسيد شخصيته بتقنية الهولوجرام لأول مرة في بغداد عام 2023 بقيادة الصحفية فاطمة سعود "قباني"، في واحدة من أكبر فعاليات إحياء تراثه. 
• لا تزال ألحانه وأغانيه حية ومتداولة بين الأجيال إلى اليوم.

وفاة الفنان ناظم الغزالي

توفي ناظم الغزالي بشكل مفاجئ يوم 23 أكتوبر 1963 بعد جولة حفلات حافلة في لبنان والكويت. أوقفت إذاعة بغداد إرسالها لحظة إعلان نبأ وفاته، تعبيراً عن عظمة الخسارة. ودُفن وخلّف وراءه إرثاً فنياً خالداً في وجدان العراق والعرب.