نايلة الخاجة

ولدت نايلة الخاجة في 7 مارس 1978، هي مخرجة وكاتبة سيناريو إماراتية تعد أول امرأة في دولة الإمارات تدخل مجال صناعة الأفلام. برز اسمها على الساحة السينمائية العربية بفضل أعمالها الجريئة التي ناقشت قضايا إنسانية واجتماعية حساسة داخل مجتمعها، ما جعلها صوتًا نسائيًا فريدًا في هذا المجال.

تميزت الخاجة بجرأتها في طرح المواضيع المثيرة للجدل، وبإصرارها على إيصال رسائلها عبر الأفلام الوثائقية والدرامية التي أعدتها. استخدمت كاميرتها كأداة للتأثير والتغيير، وجعلت من عدستها وسيلة لخدمة الإنسان والدفاع عن قضاياه، ما منح أعمالها بعدًا فنيًا وإنسانيًا عميقًا.

من هي نايلة الخاجة

نايلة الخاجة هي أول مخرجة ومنتجة سينمائية إماراتية، وأحد أبرز الأصوات النسائية في صناعة السينما في منطقة الخليج العربي. ولدت وترعرعت في دبي، وشكلت رؤيتها السينمائية من واقع الحياة الإماراتية والعربية، مركزة على قضايا اجتماعية حساسة، لا سيما تلك التي تمس المرأة والأسرة والعلاقات داخل المجتمعات المحافظة.

حصلت نايلة الخاجة على درجة البكالوريوس في فنون الاتصال من جامعة دبي، ثم استكملت دراستها في لندن، حيث نالت شهادة الماجستير في كتابة السيناريو والإخراج السينمائي من جامعة رايرسون في كندا. ورغم العقبات الثقافية التي واجهتها في بداياتها، شقت طريقها بقوة لتكون من أوائل النساء اللواتي اقتحمن مجال الإخراج والإنتاج في الإمارات.

أسست شركتين للإنتاج: الأولى كانت D-Seven Motion Pictures، والثانية Nayla Al Khaja Films التي باتت مركزًا لصناعة محتوى سينمائي متنوع يمزج بين الجرأة الفنية والهوية المحلية.

أعمال نايلة الخاجة

تميزت أفلام نايلة الخاجة بالطرح الجريء واللمسة الإنسانية، وقدمت مجموعة من الأفلام القصيرة التي لاقت اهتمامًا محليًا ودوليًا. من أبرز أعمالها:

• فيلم العلكة
  أحد أول أفلامها القصيرة، وقد عُرض في مهرجانات دولية، وكان بداية انطلاقتها الفعلية في عالم الإخراج.

• فيلم مزرعة يدو
  يناقش قضايا العلاقات والتقاليد، وقد فاز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان الخليج السينمائي.

• فيلم هنوف
  تجربة بصرية عميقة تمزج بين الرمزية والبنية النفسية للطفلة بطلة الفيلم، وقد سلط الضوء على الجانب المظلم من الطفولة في المجتمعات المغلقة.

• فيلم Three
  عمل درامي تشويقي حول طفل يعاني من اضطراب نفسي، وقد أخرجته نايلة بأسلوب سينمائي متقدم، وهو تمهيد لفيلمها الروائي الطويل القادم الذي يحمل نفس الاسم، والمزمع تصويره في لندن.

• فيلم The Shadow
  فيلم غموض نفسي حول الطفولة والصدمات، أثار ردود فعل واسعة وتم ترشيحه في مهرجانات عدة، ولاقى إشادة نقدية بسبب معالجته الفنية العالية.

• مشروع فيلم The Cello
  فيلم روائي طويل من تأليف الكاتب العراقي أحمد خيري العمري، ومن إنتاج مشترك بين نايلة الخاجة والمخرج العالمي دارين لين بوسمان، مخرج سلسلة أفلام Saw. هذا المشروع يعد نقلة نوعية في مسيرتها، حيث يدمج بين الرعب النفسي والخلفية الثقافية العربية.

رحلة ملهمة مع التحديات

عند عودتها إلى دبي، أطلقت نايلة الخاجة أول أعمالها الوثائقية بفيلم كشف النقاب عن دبي عام 2004، والذي حظي بعرضه الأول في مهرجان دبي السينمائي الدولي، برعاية وزير التعليم العالي في دولة الإمارات آنذاك. وقد شكّل هذا العمل نقطة انطلاقها الرسمية في عالم السينما.

ورغم أهمية الخطوة، لم تكن بداياتها خالية من التحديات، خاصة على الصعيد العائلي. فقد واجهت تحفظًا واضحًا من أسرتها، التي كانت ترى أن دخول امرأة إلى مجال السينما – بما فيه من فن وتمثيل وحفلات – يشكل مغامرة محفوفة بالمخاوف. لم تكن هناك أمثلة سابقة في محيطهم تساعدهم على تخيّل ما يمكن أن تحققه امرأة إماراتية في هذا القطاع.

لكن مع مرور الوقت، بدأت نظرتهم تتغير. فهل كان هذا القلق مبررًا؟ وهل أثبتت نايلة أن السينما يمكن أن تكون وسيلة لطرح موضوعات عميقة تحترم هوية المجتمع، بعيدًا عن الصور النمطية والانطباعات السطحية؟ يبدو أن الجواب كان نعم، بعدما رأى المحيطون بها أن المحتوى الذي تقدمه لا يحمل ما كانوا يخشونه، بل يعكس فكرًا إنسانيًا واجتماعيًا ناضجًا.

جوائز نايلة الخاجة

نايلة الخاجة حققت حضورًا بارزًا في الساحة السينمائية وحصلت على جوائز عديدة داخل الإمارات وخارجها، من بينها:

• جائزة أفضل فيلم في مهرجان الخليج السينمائي عن فيلم مزرعة يدو

• جائزة في مهرجان دبي السينمائي الدولي عن فيلم هنوف

• تكريم من وزارة الثقافة الإماراتية لدورها في تمكين المرأة في المجال الإبداعي

• تم اختيارها ضمن قائمة أقوى 50 امرأة عربية من قبل مجلات مرموقة مثل Arabian Business

• سفيرة علامة كانون في الشرق الأوسط، تكريمًا لإسهامها في تطوير المحتوى البصري

• حصلت على دعم من مؤسسات عالمية لصناعة أفلام مستقلة، بما فيها دعم من مهرجان تورنتو الدولي لصناعة الفيلم

تعتبر نايلة الخاجة اليوم رمزًا نسائيًا ملهمًا في مجال الإخراج السينمائي في العالم العربي، ومثالًا للمرأة الإماراتية الطموحة التي كسرت الحواجز ونجحت في تقديم سينما تحمل هوية محلية ورسالة إنسانية عالمية.