13 فيلماً عربياً يضيئون شاشات مهرجان لندن السينمائي 2025

  • تاريخ النشر: الخميس، 09 أكتوبر 2025 زمن القراءة: 6 دقائق قراءة
مقالات ذات صلة
مهرجان لندن السينمائي
أبرز إطلالات النجوم في مهرجان لندن السينمائي 2025
تفاصيل مشاركة أمير المصري في مهرجان لندن السينمائي 2025

يشهد مهرجان لندن السينمائي الدولي 2025 حضوراً عربياً غير مسبوق من حيث العدد والتنوع الفني. فقد اختارت إدارة المهرجان 13 فيلماً من ثماني دول عربية هي فلسطين، تونس، الأردن، العراق، لبنان، المغرب، السودان والإمارات، لتكون جزءاً من برنامج هذا الحدث العالمي الذي تنظمه مؤسسة الأفلام البريطانية بالشراكة مع عدد من المؤسسات الثقافية الدولية.

يمتد المهرجان بين 8 و19 أكتوبر 2025 في العاصمة البريطانية لندن ومدن أخرى في المملكة المتحدة، مقدماً أكثر من 240 عملاً من نحو 90 دولة، ويُعد منصة عالمية تجمع بين الإبداع الفني والحوار الثقافي، وتمنح المخرجين فرصة نادرة للقاء جمهور جديد ونقاد من مختلف القارات.

حجم المشاركة العربية ولماذا تكتسب أهميتها

اختيار 13 فيلماً عربياً في دورة هذا العام ليس صدفة، بل يعكس وعياً متزايداً من إدارة المهرجان بأهمية الأصوات القادمة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خصوصاً في ظل التغيرات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي تشهدها المنطقة.

تمثل هذه المشاركة جسراً بين السينما العربية والجمهور الغربي، إذ تتيح للأفلام العربية فرصة العرض في واحدة من أهم ساحات السينما العالمية، بما يفتح أمامها أبواب التوزيع الدولي والنقد المتخصص والتعاون الإنتاجي المستقبلي. كما تعكس هذه المشاركة صورة أكثر تنوعاً للمنطقة العربية، بعيدة عن الصور النمطية، ومليئة بالتجارب الإنسانية والقصص الواقعية المفعمة بالمشاعر.

أبرز الأفلام العربية المشاركة في مهرجان لندن السينمائي 2025

قدم المهرجان مجموعة مختارة من الأفلام العربية التي تجمع بين التوثيق والسرد الروائي والتجريب البصري، وتشمل أعمالاً من مخرجين مخضرمين وآخرين في بداياتهم.

فيلم صوت هند رجب – تونس/فلسطين

من إخراج كوثر بن هنية، وهو عمل يجمع بين الوثائقي والدراما، يستند إلى واقعة مؤلمة من غزة تتناول قصة فتاة صغيرة وجدت نفسها في قلب المأساة.

فيلم صوت هند رجب يعتمد على تسجيلات صوتية حقيقية ويعيد بناء الأحداث بروح فنية مؤثرة، ما جعله من أكثر الأعمال المنتظرة في المهرجان.

فيلم فلسطين 36 – فلسطين

للمخرجة آنماري جاسر، وهو فيلم درامي تاريخي يعيد إحياء أجواء ثورة 1936 الفلسطينية ضد الانتداب البريطاني. يعتمد الفيلم على طاقم إنتاج دولي.

يقدم معالجة بصرية قوية للذاكرة التاريخية والنضال الوطني، ويُعرض في مركز بي إف آي ساوث بانك في 17 و19 أكتوبر.

فيلم غرق – الأردن

توقيع المخرجة زين دراية، ويتناول معاناة أم تواجه تدهور الحالة النفسية لابنها في ظل أزمات الحياة اليومية. الفيلم يطرح قضية الصحة النفسية من منظور إنساني، ويقدّم معالجة بصرية حساسة بعيدة عن المبالغة الدرامية.

فيلم الخبيث – الإمارات

من إخراج ماجد الأنصاري، فيلم رعب نفسي يخرج عن السائد في السينما الخليجية، حيث يستكشف هشاشة العلاقات الزوجية وفقدان الثقة داخل المنزل. يتميز بأسلوب بصري متقن وتوتر درامي متصاعد، ويعرض ضمن برنامج خاص بالأفلام التي تمزج بين الدراما والإثارة النفسية.

فيلمي السماء الموعودة ورؤوس مشتعلة – تونس

فيلمان تونسيان يجسدان اهتمامات مختلفة؛ الأول للمخرج إيريغ سهيري ويتناول تجربة ثلاث نساء إيفواريات في تونس، والثاني للمخرجة مايا آجميا يدي زلاما ويحكي عن فتاة في الثانية عشرة تفقد شقيقها وتحاول تجاوز الحزن عبر الخيال والإبداع.

فيلم كعكة الرئيس – العراق

للمخرج حسن هادي، فيلم رمزي من خلال قصة طفلة تجبر على جمع مكونات لصنع كعكة للاحتفال بعيد ميلاد الرئيس في ظل ظروف سياسية خانقة. يقدم العمل نقداً لاذعاً لفكرة السلطة والاستبداد بعيون الطفولة والبراءة.

فيلم عالم حزين وجميل – لبنان

للمخرجة مونية عقل، دراما رومانسية تمتد على مدى ثلاثة عقود في بيروت، تروي قصة حب تصمد أمام أزمات الحرب والاقتصاد. العمل يدمج بين التوثيق العاطفي والجانب الواقعي للمدينة في فترات التحول الكبرى.

فيلم كالي مالاغا – المغرب

إخراج مريم التوزاني، وهو أول عمل لها باللغة الإسبانية، تدور أحداثه في طنجة، حيث تركز المخرجة على حياة النساء وتناقش الهوية من منظور اجتماعي وإنساني، وتبرز التباين بين الثقافتين المغربية والإسبانية.

فيلم الخرطوم – السودان

من إنتاج مجموعة من المخرجين السودانيين، فيلم وثائقي هجين يمزج بين لقطات حقيقية ومشاهد تمثيلية ليحكي قصص سكان الخرطوم الذين أجبرتهم الحرب على النزوح. العمل يدرس مفهوم الذاكرة والأمل في زمن الانهيار.

أفلام عربية قصيرة وتجريبية

تشمل المشاركة العربية أيضاً أفلاماً قصيرة مثل صباحية دائرية للمخرجة بسمة الشريف، التي تستكشف الصورة والتكرار والمقاومة من خلال روتين الحياة اليومية، وفيلم كارثة الأطراف للمخرج جد يوسف الذي يمزج بين الخيال والرمزية الساحلية ليصنع أسطورة بصرية حديثة.

الموضوعات والأساليب الفنية البارزة

تجمع الأفلام العربية المشاركة هذا العام بين الواقعية الصادمة والتجريب الفني، وتتناول موضوعات إنسانية وسياسية واجتماعية متعددة.
تظهر في هذه الأفلام قضايا النزاعات والتهجير وتأثيرها على الذاكرة كما في أفلام صوت هند رجب ومع حسن في غزة، بينما تقدم أعمال مثل فلسطين 36 والخرطوم قراءة جديدة للتاريخ العربي في علاقته بالاستعمار والصراع.

أما الجانب الأسري والنفسي فيبرز من خلال أفلام غرق ورؤوس مشتعلة، حيث تُعرض المعاناة اليومية في قالب بصري دافئ وحميم. كما تبرز روح التجريب في أفلام قصيرة تستخدم لغة الصورة أكثر من الحوار، ما يعكس اتجاهاً عربياً نحو السينما المفهومية المعاصرة.

أماكن العرض وكيفية الحضور

تعرض الأفلام العربية في قاعات رئيسية من بينها مركز بي إف آي ساوث بانك وقاعة رويال فيستيفال وسينما بي إف آي آيماكس ودور كورزون مايوفير وبرنس تشارلز ومعهد الفن المعاصر.

تتضمن العروض جلسات حوار مع المخرجين ضمن منتدى الصناعة، إضافة إلى ورش متخصصة حول التوزيع والتقنيات الحديثة في السينما. تبدأ أسعار التذاكر من عشرة جنيهات إسترلينية مع خصومات للشباب، وتتوفر عبر الموقع الرسمي للمهرجان. يُنصح بحجز التذاكر مبكراً نظراً للإقبال الكبير على العروض العربية.

دلالة المشاركة على مستوى السينما العربية

هذا الحضور العربي المكثف في مهرجان لندن السينمائي الدولي 2025 يعبّر عن مرحلة جديدة من النضج السينمائي في المنطقة. فهو ليس مجرد تمثيل رمزي، بل حضور مؤثر يضع السينما العربية في قلب النقاش العالمي حول الفن والسياسة والمجتمع.

تتيح هذه المشاركة فرصاً للتفاعل مع صناع سينما من مختلف أنحاء العالم، وتفتح مجالات إنتاج وتوزيع جديدة. كما تمنح الجمهور البريطاني والعالمي نظرة أكثر عمقاً على الواقع العربي بعيداً عن الصورة النمطية، وتقدم نماذج فنية تعبّر عن الإنسان قبل الانتماء الجغرافي.

خاتمة

المشاركة العربية في مهرجان لندن السينمائي الدولي 2025 تمثل انعكاساً لتطور السينما العربية في المضمون والأسلوب والجرأة.
من خلال هذه الأفلام، تؤكد المنطقة حضورها في المشهد السينمائي العالمي، وتطرح قضاياها بلغة فنية راقية تجمع بين الواقعية والرؤية الإنسانية.

وبذلك، يثبت المخرجون العرب قدرتهم على التحاور مع العالم من موقع الإبداع، لا التبعية، ليصبح المهرجان منصة تكشف عن جيل جديد من الأصوات السينمائية التي تعبّر عن ذاكرة الشعوب وآمالها بلغة عالمية.