العيد الوطني لدولة الكويت

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 | آخر تحديث: الأحد، 25 فبراير 2024
مقالات ذات صلة
Visconti تحتفل بالعيد الوطني لدولة الإمارات
مجوهرات للعيد الوطني لدولة الامارات من باندورا
فعاليات العيد الوطني الكويتي

لدولة الكويت تاريخ حافل بالأحداث يتضمن العديد من المحطات، مثل: احتلالها من قبل العثمانيين والبريطانيين، وتحقيق الاستقلال، واحتفالها بالعيد الوطني الكويتي، في هذا المقال، نتناول أبرز المحطات في تاريخ الكويت، وأبرز الرموز المهمة التي تعتمدها دولة الكويت من نشيد وعلَم وطني، وسنتحدث عن عيد الاستقلال الكويتي وقصة تحرر دولة الكويت من العدوان الذي نفذته قوات النظام العراقي السابق.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

كيف تأسست دولة الكويت

تقع دولة الكويت في جنوب غرب القارة الآسيوية، في شمال غرب الخليج العربي في الشرق الأوسط، وبلغ عدد سكانها لعام 2022، ما يقرب من 4.46 ملايين نسمة (وفقا للهيئة العامة للمعلومات المدنية في الكويت) وبمساحة 17.818 كيلومتراً مربعاً. 

بدايةً، تأسست دولة الكويت كبلدة صغيرة لصيد الأسماك خلال القرن السابع عشر، ثم أصبحت مركزاً تجارياً مهماً، نتيجة موقعها الاستراتيجي في القرن الثامن عشر، مما لفت أنظار الإمبراطورية العثمانية إليها، وتحسبّاً لذلك طلب الشيخ الكبير مبارك الصباح الحماية من بريطانيا، في مقابل السماح لها بإدارة الشؤون الخارجية لها.

لم يكن لدى بريطانيا رغبة في حماية الكويت؛ بسبب الالتزامات العسكرية والمالية، إضافةً إلى عدم رغبتها في تعكير صفو علاقتها مع الإمبراطورية العثمانية، خاصة وأن النفط لم يكن قد اكتشف في الكويت حتى هذه اللحظة. [1]

فترة حماية بريطانيا للكويت

أصدر اللورد كرزون (Lord Curzon)، نائب الملك البريطاني في الهند، قراراً بالاتفاق مع حاكم الكويت الشيخ مبارك الصباح، يفيد بأن "الكويت دولة تقع تحت الحماية البريطانية" في عام 1898.

ونص الاتفاق على أنه من حق بريطانيا إدارة الشؤون الخارجية لقُطر ما، لكن ليس من حقها التدخل بالشؤون الداخلية بتاتاً، وجاء هذا الاتفاق بعد أن أعادت بريطانيا النظر في سياستها تجاه الكويت، وبعد الأنشطة العسكرية العثمانية بالقرب من البصرة في العراق، والخطط الروسية والألمانية التي كانت تهدد المصالح البريطانية في منطقة الخليج العربي. [1]

أحداث بارزة في تاريخ الكويت

تمّ تشكيل مجلس الشورى الكويتي عام 1921 عن طريق التعيين، كما تأسست المدرسة الأحمدية فيها نسبة إلى حاكم الكويت في ذلك الوقت، الشيخ أحمد الجابر الصباح.

كانت الحياة في الكويت حينها صعبة، لأن الاقتصاد كان تقليدياً يعتمد على البحر، كالبحث عن اللؤلؤ وصيد الأسماك وبناء السفن، بالإضافة إلى الأنشطة المتعلقة بالصحراء كالرعي فيها.

وفي كانون الأول/ديسمبر لعام 1934، وقّع الشيخ أحمد الجابر الصباح اتفاقاً مع شركة نفط الكويت المحدودة، وهي فرع من شركة نفط الخليج، وشركة بريتيش بتروليوم، للتنقيب عن النفط في أراضي الكويت.

وقد أثبتت عمليات الحفر الأولية أن أراضي الكويت غنية بالنفط، الأمر الذي زاد بشكل كبير من أهميتها، إذ تم تصدير أول شحنة من النفط الكويتي في حزيران/يونيو عام 1946.

نشّط اكتشاف النفط وتصديره حركة بناء المرافق العامة والمستشفيات والطرق في الكويت، ومع تلك التطورات الاقتصادية، شرعت الكويت نحو التقدم والاستقلال منذ بداية الخمسينيات، فازدهرت الحركة الفكرية والثقافية.

كما أرسلت الكويت العديد من البعثات التعليمية للجامعات في جميع أنحاء العالم، وتحولت الكويت من بلد فقير إلى بلد غني يتمتّع بإمكانات مادية كبيرة على جميع المستويات، فكان إنتاج النفط نقطة تحوّل بالنسبة للكويت، الأمر الذي زاد من دوافع سيطرة بريطانيا على الكويت وزاد من أهميتها الدولية.

وفي أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، وبعد زيادة الوعي السياسي الوطني، توّجهت دولة الكويت إلى الاستقلال، وزادت أنشطة الشباب الكويتي بانتقاد الأوضاع الإدارية، حيث لم يعد يقبل القيود التي تفرضها اتفاقية الحماية البريطانية؛ مما أوجب إلغاءها.

وهنا أعرب أمير الكويت الشيخ عبد الله السالم الصباح عن رغبته في استبدال الاتفاق القديم باتفاق صداقة جديدة ليقف جنباً إلى جنب مع التنمية والتغييرات الحاصلة في الكويت. [2]  

رد فعل الحكومة البريطانية لطلب الشيخ عبد الله السالم الصباح

أعلنت الحكومة البريطانية قبولها طلب الكويت بإلغاء الاتفاق الأنجلو كويتي، وتمّ تبادل المذكرات الدبلوماسية بين السير وليام لوس (Sir William Luce)، السياسي البريطاني المقيم في الخليج العربي، مع الشيخ عبدالله السالم الصباح في 19 حزيران/يونيو لعام 1961.

وتمّ الاتفاق على إنهاء اتفاقية عام 1899 باعتبارها تتعارض مع استقلال وسيادة دولة الكويت، مع استمرار العلاقات بين البلدين كعلاقات تسودها روح الصداقة الوثيقة، وهكذا كانت قد أعلنت الكويت استقلالها.

وتمت الموافقة على مشروع الدستور في 11 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1961 باعتبار الكويت دولة عربية مستقلة تماماً، ويحكمها نظام ديمقراطي، وسيادة الدولة هي مصدر السلطة.

طلبت الكويت من المجتمع الدولي الحصول على عضوية الأمم المتحدة في 6 تموز/يوليو عام 1961، فقدمت المملكة المتحدة مشروع القرار لمجلس الأمن يدعو جميع الدول لاحترام استقلال ووحدة أراضي الكويت، بالإضافة لحثّ جميع الأطراف المعنية لتحقيق السلام والهدوء في المنطقة. [2]

الكويت وعيدها الوطني

تحتفل معظم البلدان بيومها الوطني عادةً في تاريخ حصولها على الاستقلال نفسه، لكن الكويت كانت مختلفة، حيث لم يحدد العيد الوطني بيوم الاستقلال في 19 حزيران/يونيو، إلا عاماً واحداً وهو عام 1962.

وقد حدد موعد الاحتفال باليوم الوطني منذ عام 1963 في 25 شباط/فبراير، وذلك بسبب الحرارة الشديدة في يونيو، كما أن تاريخ 25 شباط/فبراير يصادف تاريخ استلام الشيخ عبدالله السالم الصباح للسلطة عام 1950.

ويتمّ الاحتفال بالعيد الوطني الكويتي وسط فرحة عارمة، حيث تعقد الاجتماعات، وتزين المباني الرسمية والأبنية الحديثة بالأعلام الوطنية مع الكثير من الأضواء، كما يتمّ إطلاق الألعاب النارية تعبيراً عن الاحتفال.

كذلك يلوّح الناس بأعلامهم الوطنية في الشوارع، ويقضي بعض الكويتيين أوقاتاً ممتعة مع أقاربهم احتفالاً بهذا العيد، ويرتدي رجال الجمارك الزيّ الوطني للبلاد، كما يخرج سكان الكويت إلى الطرقات لأداء مراسم الاحتفال ملوّحين بالعلم الوطني للكويت. [1]

علم دولة الكويت

يتكون العلم الوطني للكويت من 3 مستويات أفقية من اللون الأخضر، والأبيض، والأحمر ترتيباً من الأعلى إلى الأسفل، بالإضافة إلى شبه منحرف ذي لون أسود في الزاوية الداخلية له، كما تشكّل ألوان الوحدة العربية وهو مزيج من الألوان التي تستخدم في غالبية أعلام دول الوطن العربي.

وقد استُخدِمت هذه الألوان للتعبير عن القومية العربية بعد الثورة العربية الكبرى، حيث يرمز اللون الأحمر في أعلام دول الوطن العربي إلى سلالة الهاشميين، واللون الأخضر إلى سلالة الفاطميين، أما اللون الأبيض فيرمز إلى سلالة الأمويين، في حين يرمز اللون الأسود إلى سلالة العباسيين.

أما بالنسبة لدلالات الألوان في العلم الوطني للكويت، فيرمز اللون الأخضر إلى الأراضي الخضراء الخصبة والمروج، كما يدلّ اللون الأبيض على النقاء، أما اللون الأحمر فهو لون الدم، حيث يعبر عن بسالة الجنود الذين قاتلوا من أجل تحرير الكويت، وأخيراً يرمز اللون الأسود إلى هزيمة الأعداء.

وقد اعتُمِدَ العلم الوطني الحالي لدولة لكويت في يوم 7 أيلول/سبتمبر عام 1961، بعد تأسيس الكويت كدولة مستقلة رسمياً. [2]

النشيد الوطني للكويت

كغيرها من الدول، تعتمد الكويت على نشيد وطني للتعبير عن سيادتها ووحدة أراضيها، حيث كتب كلماته الشاعر أحمد العدواني، ولحّنه الموسيقيّ إبراهيم الصولة، وتتمثل كلماته فيما يأتي: [2]

وطني الكويت سلمت للمجد وعلى جبينك طالع السعد
وطني الكويت وطني الكويت وطني الكويت سلمت للمجد
يا مهد آبائي الأولى كتبوا سفر الخلود فنادت الشهب
الله أكبر إنهم عرب طلعت كواكب جنة الخلد
وطني الكويت سلمت للمجد وعلى جبينك طالع السعد
وطني الكويت وطني الكويت وطني الكويت سلمت للمجد
بوركت يا وطني الكويت لنا سكنا وعشت على المدى وطنا
يفديك حر في حماك بنى صرح الحياة بأكرم الأيدي
وطني الكويت سلمت للمجد وعلى جبينك طالع السعد
وطني الكويت وطني الكويت وطني الكويت سلمت للمجد
نحميك يا وطني وشاهدنا شرع الهدى والحق رائدنا
وأميرنا للعز قائدنا رب الحمية صادق الوعـــد
وطني الكويت سلمت للمجد وعلى جبينك طالع السعد
وطني الكويت وطني الكويت وطني الكويت سلمت للمجد

وبذلك نكون قد تعرّفنا على معنى العيد الوطني الكويتي وكيفية الاحتفال به في دولة الكويت، بالإضافة إلى أهم الأحداث التي مرت بها الكويت، للحصول على استقلالها والاعتراف الدولي بها، مبيّنين أن وحدة أراضي الدولة والانتماء الوطني هما أهم ما يمكن أن يمتلكه الإنسان ليعيش بكرامة بعيداً عن الاستعمار والاحتلال.

  1. أ ب ت "مقال الكويت تحتفل بعيدها الوطني الـ61" ، المنشور على موقع aawsat.com
  2. أ ب ت ث "مقال العيد الوطني الكويتي" ، المنشور على موقع m.al-sharq.com