النزيف بعد العلاقة الزوجية: أسبابه الشائعة وكيفية علاجه

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 26 أغسطس 2025 زمن القراءة: 7 دقائق قراءة

تعرف على أسباب النزيف بعد العلاقة الزوجية وطرق التشخيص والعلاج مع نصائح للوقاية الفعّالة.

مقالات ذات صلة
نزيف الأنف للحامل اسبابه وعلاجه
النزيف خلال فترة الحمل أسبابه وكيفية معالجته
أهم أسباب الصداع الشائعة التي يمكن تجنبها وكيفية الوقاية منها وعلاجها

النزيف بعد العلاقة الزوجية قد يكون تجربة مقلقة تثير القلق لدى الكثير من الأزواج، خاصة عند تكراره. تتعدد أسبابه بين عوامل بسيطة مثل جفاف المهبل أو التهابات طفيفة، وأخرى قد تحتاج إلى فحص طبي دقيق.

في هذا المقال، نتعرف على أبرز أسباب النزيف بعد العلاقة الزوجية وكيفية تشخيصه وعلاجه بطرق آمنة وفعالة.

الأسباب الشائعة للنزيف بعد العلاقة الزوجية

يُقدر أن 0.7 إلى 9% من النساء يعانين من نزيف ما بعد الجماع، وخاصةً من عنق الرحم. تشمل الأسباب الشائعة للنزيف بعد الجماع ما يلي: [1]  

1.الإصابة

يمكن أن يؤدي الاحتكاك أثناء الجماع إلى تمزقات صغيرة في الأنسجة الحساسة للمهبل، كما أن الولادة قد تسبب تمدداً وتمزقاً في الأنسجة المهبلية، مما يجعلها أحياناً أكثر عرضة للنزيف.

يتمدد غشاء البكارة علمياً بداية العلاقة الزوجية، وهو غشاء رقيق يغطي فتحة المهبل جزئياً، وقد يتمزق مسببًا نزيفاً خفيفاً. وقد تختلف ردود الفعل بين النساء، فبعضهن يعانين من نزيف وألم طفيف، بينما قد لا تظهر أي أعراض على أخريات.

2.جفاف المهبل

يعد جفاف المهبل أحد الأسباب الشائعة للنزيف بعد الجماع، خاصة لدى النساء في مراحل مختلفة من العمر مثل فترة ما بعد الولادة أو سن اليأس، أو نتيجة التغيرات الهرمونية. فعندما تكون الأنسجة المهبلية غير رطبة بشكل كافٍ، يزداد الاحتكاك أثناء العلاقة الجنسية، مما قد يؤدي إلى تمزقات صغيرة ونزيف طفيف.

ويمكن أن يكون جفاف المهبل مؤقتاً نتيجة التوتر النفسي أو بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب أو أدوية الحساسية، أو دائماً بسبب نقص هرمون الاستروجين.

3.التهابات المهبل أو عنق الرحم

يمكن أن تكون التهابات المهبل ناتجة عن بكتيريا، فطريات، أو عدوى فيروسية، مما يؤدي إلى تهيج الأنسجة المهبلية أو عنق الرحم وزيادة حساسيتها أثناء الجماع. وغالباً ما يصاحب هذه الالتهابات حكة، حرقة، أو إفرازات غير طبيعية تختلف في اللون والرائحة حسب نوع العدوى.

إذا تُركت الالتهابات دون علاج، قد تستمر الأعراض وتزداد شدتها، بما في ذلك نزيف خفيف أو متوسط بعد العلاقة الزوجية. لذلك يُنصح بإجراء الفحوصات الطبية الدورية وعلاج الالتهاب باستخدام المضادات الحيوية أو مضادات الفطريات حسب نوع العدوى.

4.مشاكل عنق الرحم أو الأورام الحميدة

قد يكون النزيف بعد الجماع مرتبطاً ببعض مشاكل عنق الرحم، مثل التهابات عنق الرحم، تآكله، أو وجود أورام حميدة صغيرة. الأمر الذي يجعل الأنسجة أكثر هشاشة وحساسية، مما قد يؤدي إلى نزيف خفيف أو متوسط أثناء أو بعد العلاقة الزوجية.

5.انقلاب عنق الرحم

انقلاب عنق الرحم أو ما يُعرف طبياً بـ Cervical Ectropion هو حالة يحدث فيها تحول أو بروز للغشاء المخاطي من قناة عنق الرحم إلى سطح عنق الرحم الخارجي، مما يجعل الأنسجة أكثر عرضة للتهيج والنزيف. وقد تلاحظ بعض النساء نزيفاً خفيفاً بعد الجماع، إفرازات مائية أو مخاطية، أو شعوراً بالحرقة.

6.انتباذ بطانة الرحم

انتباذ بطانة الرحم هو حالة طبية تحدث عندما تنمو أنسجة مشابهة لبطانة الرحم خارج الرحم، مثل المبايض أو الأنسجة المحيطة بالحوض. وهذا ما قد يسبب تهيجاً ونزيفاً بعد الجماع، بالإضافة إلى أعراض أخرى مثل ألم حاد أثناء الدورة الشهرية، ألم أسفل البطن، أو إفرازات غير طبيعية.

وقد يزداد النزيف بعد العلاقة الجنسية عند النساء المصابات بانتباذ بطانة الرحم بسبب حساسيتها العالية للأنسجة المتأثرة، ما يجعل أي احتكاك بسيط يؤدي إلى نزيف خفيف أو متوسط.

7.خلل تنسج عنق الرحم

يحدث خلل تنسج عنق الرحم عندما تنمو خلايا غير طبيعية، ما قبل سرطانية، في بطانة قناة عنق الرحم، وهي الفتحة التي تفصل المهبل عن الرحم. وهذا الخلل يجعل أنسجة عنق الرحم أكثر هشاشة وعرضة للنزيف بعد الجماع، حتى عند الاحتكاك البسيط.

8.بعض أنواع السرطانات

قد يكون النزيف بعد العلاقة الزوجية علامة على سرطان عنق الرحم أو الرحم.  إذ تكون أنسجة عنق الرحم أو بطانة الرحم في هذه الحالة أكثر هشاشة وعرضة للنزيف حتى عند الاحتكاك البسيط أثناء الجماع.

كما يمكن أن تُغير أنواع السرطان التي تُصيب الجهاز التناسلي أو الجهاز البولي التناسلي أنسجة المهبل ومستويات الهرمونات، مما يجعلها أكثر عرضة للنزيف.

9.وضع اللولب الرحمي بشكل خاطئ

يمكن أن يسبب اللولب الرحمي (IUD) نزيفاً بعد العلاقة الزوجية إذا لم يكن مثبتاً بشكل صحيح داخل الرحم، حيث قد يؤدي تحركه أو انزياحه إلى تهيج جدار الرحم أو عنق الرحم، وهذا ما قد يُسبب نزيفاً بسيطاً أو غير طبيعي بعد الجماع.

طرق تشخيص سبب النزيف بعد العلاقة الزوجية

يعد تشخيص سبب النزيف بعد الجماع خطوة أساسية لتحديد العلاج المناسب. إذ يستخدم الطبيب مجموعة من الفحوصات لتحديد السبب بدقة، وتشمل:

  • الفحص السريري والاطلاع على التاريخ الطبي: يبدأ التشخيص بفحص المهبل وعنق الرحم لتحديد مكان النزيف وشدته، مع أخذ التاريخ الطبي للمريضة، بما في ذلك الحالات السابقة للولادة أو أي مشاكل صحية.
  • إجراء مسحة عنق الرحم: وذلك للكشف عن خلل التنسج أو التغيرات المبكرة في خلايا عنق الرحم، كما تساعد على استبعاد أي حالات سرطانية محتملة.
  • الفحوصات المخبرية: تشمل فحص الإفرازات المهبلية للكشف عن الالتهابات البكتيرية أو الفطرية، واختبارات الدم للتحقق من اضطرابات التخثر أو أسباب نزيف أخرى.
  • الأشعة الطبية: يمكن إجراء الموجات فوق الصوتية أو الأشعة لتقييم الرحم والمبايض والكشف عن أي أورام أو أكياس قد تكون سبباً للنزيف.
  • عملية تنظير المهبل: قد يوصي الطبيب بإجراء تنظير مهبلي أو تنظير عنق الرحم لفحص الأنسجة بدقة وأخذ عينات للفحص النسيجي عند الحاجة.

طرق علاج النزيف بعد العلاقة الزوجية

يعتمد علاج النزيف بعد العلاقة الزوجية على السبب الرئيسي وراء حدوثه، ويهدف إلى معالجة المشكلة من جذورها ومنع تكرارها. ومن أبرز طرق العلاج: [2]  

  • مضادات حيوية لعلاج الالتهاب الناتج عن البكتيريا، مثل السيلان والزهري والكلاميديا.
  • الاستئصال الجراحي، أو العلاج بالتبريد، أو الكي الكهربائي في حالات انقلاب عنق الرحم.
  • استخدام المزلقات الحميمية الآمنة أثناء العلاقة لعلاج جفاف المهبل.
  • العلاج بالإستروجين المهبلي بجرعات منخفضة، على شكل كريمات أو تحاميل أو حلقات، لعلاج جفاف المهبل.
  • في حال وجود تمزقات طفيفة في الأنسجة، يوصي الطبيب بمرهمات موضعية أو ترك العلاقة لفترة حتى يتم الشفاء التام.
  • تناول الأدوية الهرمونية أو التدخل الجراحي لإزالة الأنسجة المهاجرة عند الضرورة.

شاهدي أيضاً: علاج فطريات المهبل

نصائح للوقاية وتقليل احتمالية النزيف بعد الجماع

الوقاية هي الخطوة الأولى للحفاظ على صحة الجهاز التناسلي وتجنب النزيف بعد العلاقة الزوجية، وذلك من خلال اتباع هذه الخطوات:

  • استخدام مُزلقات مائية أو سيليكونية أثناء المداعبة والجماع.
  • تجنب الممارسات الجنسية العنيفة.
  • التمهل وزيادة فترة المداعبة قبل الجماع يساعد على ترطيب المهبل طبيعياً ويقلل من الجروح الناتجة عن الجفاف.
  • استخدام مرطبات مهبلية يومياً.
  • استخدام غسول لطيف غير مهيج، والابتعاد عن المواد الكيميائية القاسية لمنع الالتهابات المسببة للنزيف.
  • إجراء الفحوصات النسائية المنتظمة لاكتشاف أي مشكلات في وقت مبكر مثل التهابات أو زوائد عنق الرحم.
  • اتباع نظام صحي متوازن من أجل تحسين صحة الأنسجة التناسلية والوقاية من الجفاف.

في الختام، يظل النزيف بعد العلاقة الزوجية علامة تستدعي الانتباه وعدم الإهمال، خصوصًا إذا كان متكرراً أو مصحوباً بأعراض أخرى. ويساهم التشخيص المبكر للنزيف بعد العلاقة الزوجية في علاج السبب بسرعة ومنع المضاعفات. لذلك، استشيري الطبيب فوراً واتبعي النصائح الوقائية للحفاظ على صحتك وجودة حياتك الزوجية.

  1. "مقال ما أسباب النزف بعد الجماع وكيفية التعامل معه؟" ، منشور على موقع medicalnewstoday.com
  2. "مقال النزيف بعد الجماع: ما تحتاج إلى معرفته" ، منشور على موقع webmd.com
  • الأسئلة الشائعة عن النزيف بعد العلاقة الزوجية

  1. هل من الطبيعي نزول دم بعد الجماع أثناء الحمل أو بعد الولادة؟
    يُسبب الحمل والولادة والرضاعة تغيرات هرمونية كبيرة قد تجعل أنسجة المهبل أكثر عرضة للتلف. وخلال فترة الحمل، يُعدّ النزيف الطفيف أثناء الجماع أو بعده أمراً شائعاً.
  2. ما هي طرق علاج النزيف بعد العلاقة الزوجية؟
    العلاج يعتمد على السبب، فقد يشمل ترطيب المهبل، علاج الالتهابات بالأدوية، إزالة الأورام الحميدة، أو علاج الحالات الأكثر خطورة مثل السرطانات بخطط طبية متقدمة.
  3. هل يمكن الوقاية من النزيف بعد العلاقة الزوجية؟
    نعم، من خلال ترطيب المهبل، تجنب العلاقة العنيفة، المتابعة الطبية الدورية، واستخدام وسائل منع الحمل بطريقة صحيحة مثل تثبيت اللولب بشكل مناسب.