بانوس ميليكسيس في حوار خاص مع ليالينا: المجوهرات قصائد صامتة تُحكى بلغة الذهب والحجر

  • تاريخ النشر: الأحد، 26 أكتوبر 2025 زمن القراءة: 5 دقائق قراءة

حوار خاص مع مصمم المجوهرات بانوس ميليكسيس: حين تتحوّل المجوهرات إلى لغةٍ تروي الحنين والعاطفة

مقالات ذات صلة
Liens Evidence مجوهرات تحكي حكاية الذهب والألماس من Chaumet
حوار خاص مع فاطمة غالي: ابنة عزة فهمي تكشف عن إرث المجوهرات
خاص ليالينا: مريم سعيد تتحضر لدخول القفص الذهبي وهذا هو سعيد الحظ!

في عالمٍ يطغى عليه البريق السريع وتغيّر الصيحات كل موسم، يبرز اسم بانوس ميليكسيس Panos Melekkis كفنانٍ لا يصنع المجوهرات فحسب، بل ينحتها كقصائدٍ صامتة من الذهب والحجر. يحمل كل تصميم في طياته لمسة من الروح والذاكرة، كأنه جسر بين الماضي والحاضر، بين الحلم والواقع.
في مرسمه الذي تغمره الإضاءة الناعمة ورائحة المعدن المصقول، تتحول الأفكار إلى أشكال، والمشاعر إلى منحوتات خالدة، بالنسبة لميليكسيس، لا تُصمم المجوهرات لتُرتدى فقط، بل لتُعاش، فهي تحفظ لحظاتٍ من الفرح، الحنين، والفقد، وتحوّلها إلى إرثٍ يُحكى عبر الأجيال.

في هذا الحوار الحصري، نغوص مع بانوس ميليكسيس في تفاصيل رحلته الإبداعية، فلسفته الجمالية، ورؤيته لمستقبل المجوهرات كفنٍ ينبض بالحياة...

توصف إبداعاتك بأنها منحوتات خالد عندما تصنع قطعة جديدة، هل تراها فنًا أم زينة أم كلاهما؟

بالنسبة لي، المجوهرات بلا شك كلاهما، كل قطعة هي منحوتة، تجسيد مادي لعاطفة أو ذكرى أو حركة، لكنها أيضًا تُرتدى وتُعاش وتُحب. لذلك، يجب أن تكون في آنٍ واحد غرضًا للجمال ووسيلة للتعبير الشخصي. في اللحظة التي تلامس فيها القطعة الجلد، تتحول، تصبح جزءًا من قصة إنسانية.

مجموعتا Geo وCandy جريئتان ولكن بطرق مختلفة جدًا، ما المشاعر أو الحالات المزاجية التي أردت إيقاظها من خلال كل منهما؟

مجموعة Geo متجذّرة في القوة والبنية. إنها تثير الإحساس بالثبات والوضوح والحضور، فالهندسة بالنسبة لي رمز للنظام في عالم دائم التطور، أما مجموعة Candy فهي تدور حول الفرح. إنها مرحة، متألقة، وقليلاً ماكرة، احتفال بالألوان والتفرّد، وُجدت لتثير البهجة والعفوية.

كيف تستمر جذورك القبرصية في التأثير على لغتك التصميمية رغم تطورك ضمن المشهد الثقافي في دولة الإمارات؟

قبرص تسري في دمي. ملمس الحجر القديم، والشمس الذهبية، وتقاليد السرد في البحر المتوسط، كلها جزء من الحمض النووي لتصميمي، أما الإمارات فقد وسّعت رؤيتي، إنها تقدم تباينًا جريئًا بين المستقبلية والتراث. هذا الازدواج، بين الجذور والطليعة، هو ما يُشكّل جماليّتي المتطورة.

ما الدور الذي تلعبه الحكاية في عملية التصميم الخاصة بك مع العملاء؟ وهل يمكنك مشاركة قصة لا تُنسى وراء قطعة مخصصة؟

السرد هو كل شيء، عندما يأتي إليّ عميل من أجل قطعة مصممة خصيصًا له، فهو لا يشتري مجرد مجوهرات، بل يحفظ مشاعر في المعدن والحجر.
إحدى الطلبات التي لا تُنسى جاءت من أب أراد تصميم قلادة لابنته باستخدام ياقوتة زرقاء ورثها، كانت القطعة تحكي قصة هجرة عائلتهم من خلال بنيتها، خطية، ومتعددة الطبقات، وشاعرية. لم تكن مجرد هدية؛ بل إرثًا متجسدًا في شكل.

"كل قطعة أصنعها هي تجسيد مادي لعاطفة أو ذكرى أو حركة."

كيف ترى تطور مفهوم المجوهرات الموروثة في عالم يفضل غالبًا الموضة السريعة ودورات الصيحات المتكررة؟

المجوهرات الموروثة تقاوم سرعة العالم الحديث. الناس يشتاقون إلى الديمومة، إلى القصص التي تتجاوز الخوارزميات، أعتقد أن مجوهرات الإرث المستقبلية ستظل مصنوعة يدويًا، مقصودة، ومفعمة بالرمزية، لكنها ستعكس أيضًا روحًا عصرية. تخيّل أشكالًا جريئة بروح هادئة ومعبّرة.

إذا دخلنا إلى عقلك الإبداعي أثناء عملية التصميم، ماذا سنرى؟ لوحات إلهام؟ نحت؟ صمت وحدس؟

سترى مساحة هجينة، هناك دفاتر ملاحظات مليئة بإشارات معمارية، وقطع من الحجر الخام، ولوحات إلهام ممزقة من الشعر، والتصوير الفوتوغرافي، والآثار القديمة.

لكن في النهاية، يميل عملي نحو الحدس، هناك دائمًا لحظة أتوقف فيها عن التصميم وأبدأ بالشعور. تلك اللحظة هي التي تبدأ فيها السحر الحقيقي.

هل تؤمن بأن المجوهرات يمكن أن تحمل طاقة أو مشاعر من جيل إلى آخر؟ وكيف تدمج هذا في تصاميمك؟

بكل تأكيد، المجوهرات تمتص الطاقة، تحتفظ باللمس، والدفء، والنوايا. عندما أصمم، أحاول أن أملأ كل قطعة بشعور بالحضور.
غالبًا ما أستخدم مواد تحمل معاني رمزية، وأنحت أشكالًا تشعر وكأنها خالدة — كصدى من الماضي، أرى أعمالي كأوعية، تحفظ بصمت الحب، والفقد، والقوة، والاحتفال عبر الأجيال.

"المجوهرات الموروثة تقاوم سرعة العالم الحديث."

مع نمو المنطقة كمركز عالمي للتصميم، كيف تتصور تطور حضورك في الشرق الأوسط؟

الشرق الأوسط لا يكتفي باحتضان التصميم، بل يصنعه، أرى حضوري ينمو من خلال تعاونات أعمق، ومعارض إقليمية، وتوسيع الخدمات المصممة خصيصًا للاحتفاء بتنوع وغنى الثقافات هنا.
أرغب في خلق المزيد من المساحات التي يلتقي فيها الفن والمجوهرات والسرد.

إذا كان بإمكانك تصميم قطعة مجوهرات لشخصية تاريخية أو خيالية، من ستكون ولماذا؟

كنت سأصممها لكليوباترا، ليس فقط لجمالها الأسطوري، بل لذكائها السياسي، وميلها للدراما، وسيطرتها على الحضور، أتخيل قطعة تدمج بين الأسطورة والهندسة، ربما طوقًا منحوتًا يروي قصة القوة الملفوفة بالجاذبية.

أخيرًا، ما الرسالة التي تأمل أن يحملها كل شخص معه عندما يرتدي قطعة من تصميم بانوس ميليكسيس؟

أنهم يسيرون وهم يرتدون قطعة فنية تكرّم فرادتهم، أريد أن تبدو قطعي كأنها آثار عصرية، شخصية، شاعرية، وقوية. تذكير بأن الجمال لا يُرى فقط، بل يُشعر به، ويُعاش، ويُورّث.

في مرسمه الذي تغمره الإضاءة الناعمة وتفوح منه رائحة المعدن المصقول، يولد الإلهام على مهل بين أنامل الفنان ميليكسيس. هناك، تتحوّل الأفكار إلى أشكال نابضة بالحياة، وتُترجم المشاعر إلى منحوتاتٍ خالدة تحمل في طياتها أكثر من مجرد جمالٍ بصري، إنها حكايات من الروح. بالنسبة لميليكسيس، المجوهرات ليست زينة تُرتدى، بل تجربة تُعاش، تنبض بذكرياتٍ من الفرح، والحنين، وحتى الفقد، لتتحوّل كل قطعة إلى إرثٍ إنساني يُروى عبر الأجيال، شاهداً على لحظاتٍ صغيرة صنعت مجداً من الأحاسيس.