حوار مع مصممة المجوهرات نادين قانصوه

  • تاريخ النشر: الإثنين، 12 نوفمبر 2012 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
مصممة المجوهرات نادين قانصوه
مصممة المجوهرات نادين قانصوه : "ياغالي" استمرار لإعتزازي بالهوية العربية التي طبعت تشكيلة "بالعربي" 
 
حماسها وإندفاعها في الكلام يعكسان شخصيتها العربية.. التصوير والتصميم  عكسا سوية روحها الإبداعية وطريقتها المميزة.. فما تقدمه لا يبقى مجرد لوحة أو قطعة مجوهرات وإنما يجسدان في المجمل الاعتزاز بالهوية العربية.  
إذا أردنا أن نتكلم عن دورها كمصممة مجوهرات جاءت مجموعة "بالعربي" لتعكس الهوية والروح العربية باستخدام جمالية الأحرف العربية في التصاميم وإبرازها بطريقة جديدة وبأشكال مختلفة.
إنها المصورة ومصممة المجوهرات نادين قانصوه التي حاولنا معها تسليط الضوء أكثر عن عملها كمصممة مجوهرات وخصوصاً بعد إطلاق مجموعتها الأخيرة "ياغالي".
 
ما سبب إطلاق اسم "يا غالي" على مجموعتك الجديدة؟ 
"يا غالي" اسم له دلالتان، فهو مستمد من الإشارة إلى الأشخاص الذين نحبهم والعزيزين على قلوبنا.. أما المعنى الآخر، فهو دلالة على الشيء الثمين.
ولقد أوجدت في هذه المجموعة، كما في باقي مجموعاتي، علاقة فريدة بين فن الكولاج وتصميم المجوهرات.
 
"يا غالي" تشكيلة محدودة الإصدار وحصرية لمتجر "هارفي نكلز دبي". كيف تصفين هذا التعاون؟ 
كان التعاون متبادلاً فيما بيننا، فعندما يكون لدي مجموعة عصرية ومميزة، كما هي قطع "يا غالي"، فلابدَّ من أن أعرضها في متجر يليق بهذه المجوهرات،عندها عرضت الفكرة عليهم نالت إعجابهم، وقدَّمناها معاً.      
 
ما هي أبرز تصاميم مجموعة "يا غالي"؟
اخترت قطعاً كلاسيكية، وقمت بتعريبها من خلال إضافة الأحرف والأحجار الملوَنة، دون أن أغير في شكل القطعة.
"يا غالي" عبارة عن قطع فاخرة من الذهب الأبيض والأحجار الكريمة، مع لمسات من الذهب الأصفر والأحجار شبه الكريمة.
بعض القطع تضمَّنت الألماس، وبعضها الآخر تضمَّن الزفير والروبي، ما أعطى القطع تناقضاً وجمالاً.
عندما بدأت اختيار القطع، كنت أميل أكثر إلى اختيار أقراط الأذن والخواتم، ربما لأنني أحبّها أكثر، ولكنها تتضمَّن أيضاً القلادات والأساور، وجميع القطع تعبِّر عن مفاهيم الحب والطبيعة والفراشات، وكذلك الهوية العربية التي طبعت تشكيلة "بالعربي"، حيث يمثِّل الخط العربي الأساس الذي تقوم عليه تصاميم التشكيلة، سواء من خلال استخدام  حروف مفردة، أم كلمات تتَّصل بقطع كلاسيكية لتعبِّر عن مضامين ذات مغزى عميق، وإن بدا أسلوبها متناقضاً في بعض الأحيان.
 
إلى أي مدى جسدت "يا غالي" الروح العربية لمجموعة "بالعربي"؟
كانت تابعة لفكرة تجسيد الهوية والإرث العربيين، ولكن الفرق أنَّ مجموعة "يا غالي" كانت الأقرب لعمل فوتوغرافي، فآخر معرض قدَّمته، وهو "مكان في الذاكرة"، كان عبارة عن تجميع قطع من الصحف القديمة من فترة الخمسينات والستينات والسبعينات، فكانت فريدة من نوعها.. ومجموعة "يا غالي" تُعدُّ نفس الشيء، حيث أخذت أشكال المجوهرات، وأضفت إليها، فتغيّر شكلها، فأصبحت مثل الصور المجمعة، ولأول مرة أشعر بالتقارب بين المجوهرات والصور.
 هل من الصعوبة تقديم معرض صور ومجموعة مجوهرات يجسِّدان فكرة واحدة؟ 
أحاول الاقتراب من هذا الأمر قليلاً، فـربما يكون "يا غالي" المشروع الأول الذي يقترب من تحقيق هذه الفكرة.. لدي الكثير من الأفكار التي أسعى إلى تحقيقها، فالتصوير يحتاج إلى تحدٍّ أكبر، ويقدم معنى أعمق من المجوهرات، لذلك مازلت أبحث عن الفكرة التي يمكن أن تُجسد في معرض صور ومجموعة مجوهرات.  
 
 هل رسالتك واحدة ما بين التصوير وتصميم المجوهرات؟
 الفخر بالهوية العربية هو رسالتي المشتركة، فبعد أحداث 11 أيلول، يرانا الغرب في خانة واحدة، حيث إنَّ كثيراً من الوسائل الإعلامية شوَّهت صورة العرب، لذلك أردت تغيير هذه الفكرة، ومن هنا شعرت بأنه يتوجَّب علينا الاعتزاز أكثر بثقافتنا ولغتنا. 
 
ما هي البصمة المعينة التي تحاولين إبرازها من خلال تصاميمك، لاسيما أن هناك مصمِّمين آخرين يستعملون الخط العربي؟
بالتأكيد هناك مصمِّمون آخرون عملوا على تصاميم حروف عربية وكلمات، وأغلبهم قد استعمل لفظ الجلالة أو أمثالاً، ولكن بالنسبة إلي كنت الأولى في استعمال الحرف كتصميم، بحيث يكون أكثر ظهوراً، فعندما بدأت بحرف النون لم يكن ذلك مستعملاًَ من قبل أحد، وبعدها بدأنا نرى الأحرف في تصاميم غيري.
لا أحب التكلّم عن ذلك كثيراً، ولكن أحياناً لابد من التنويه، وأنا أشجع على استعمال الأحرف العربية في التصاميم، وعندما أرى غيري يستعملها فذلك يعني أنني استطعت إيصال رسالة خاصة.  
 
كلامك هذا يدل على أنك السبّاقة إلى ذلك؟
إذا أردنا الكلام عن العمل بالأحرف العربية وشكلها وحجمها، فأجل يمكن قول إنني السبَّاقة.
 
مجموعة "بالعربي" تجسد الهوية العربية. هل من الممكن أن تقدِّمي مجموعة جديدة تأخذ منحى آخر؟ 
من خلال عملي مصمِّمة مجوهرات، بالتأكيد أستطيع تقديم تصاميم مختلفة، ولكن أشعر بأنني وضعت نفسي في طريق معين، أسير فيه. 
 
 ألا تشعرين بأن هذا الأمر يحدُّ من إبداعاتك؟ 
قد يحدُّ منه قليلاً، على اعتبار أنني وضعت نفسي في خانة ضيقة  بعض الشيء، لكن هذا الاًمر يجعلني أعمل أكثر لتقديم تصاميم مميزة، وقد صار لي 6 سنوات في هذا الخط، وعندما قدَّمت "يا غالي" أعتبر أنني فاجأت نفسي أولاً، كونها مختلفة عما قدَّمته فيما مضى. 
كما ذكرت سابقاً، أن هناك بعض الأشخاص قلَّدوا طريقتي بالأحرف، ولكنهم قلَّدوا ما قدَّمته منذ البدايات، وهذا الأمر يظهر مدى تطور المصمِّم في ما يقدّمه. 
 
 هل تحبيِن أن يُعرَّف بك على أنك مصوّرة أو مصمّمة مجوهرات؟
من خلالهما أعبر عن أفكاري وشخصيتي ومزاجي وأحاسيسي، ولكن التعريف بي يختلف بحسب المكان الذي أكون فيه.. أحبُّ التصوير أكثر، كونه يشكل لي تحدياً أكبر. لكن على اعتبار أن علامة المجوهرات موجودة بشكل جيد، والناس يقتنون تصاميمي بشكل دوري، أصبحت معروفة أكثر بصفتي مصمِّمة مجوهرات.
 
إلى أيِّ امرأة تتجهين بتصاميمك؟ 
امرأة تحبُّ أن تتميّز وتكون أنيقة، وهي التي تحبّ التصميم بحد ذاته وتقدِّره، ولديها قناعة بما أقدِّمه لها، وبالتأكيد هي المرأة الفخورة بأن تضع أحرف اللغة العربية، لأن هذه الأحرف بحد ذاتها تتمتَّع بجمالية خاصة.. والأهم بالنسبة إلي أن يرتدي تصاميمي مَن يحبّها حقيقة، بغضِّ النظر إذا كانت الشخصية معروفة أم لا، وبالتأكيد هناك كثير من المشاهير لديهم من تصاميمي، فمثلاً خلال مهرجان أبوظبي السينمائي، اقتنت الممثلة الأمريكية أيمي مولنز عدداً من القطع، وقد اشترتها دون أن أرها أو تتعرَّف إلي، فهي أحبَّت القطعة، وأنا أقدِّر هذا الأمر.  
 تحتضن مدينة دبي العديد من الجنسيات والثقافات. كيف تحقِّقين معادلة رضا جميع الأطراف عما تقدِّمينه؟
أقدم كل ما يتمتع بشكل جميل، فالحرف العربي بحد ذاته مميز، وأسعى إلى ترويجه، وأسعى إلى تقديمه بألوان وأشكال بحسب الموضة، وأحاول الاطِّلاع والاستفسار لمعرفة ما هو مقبول ومرغوب من قبل الناس.. وكما أن هناك الكثير من العرب والأجانب يقتنون الأحرف اليابانية أو الصينية، كذلك هم يقتنون الأحرف العربية.
 
 هل من الممكن القول إنَّ للمجوهرات موضة عالمية مثل عالم الأزياء، وإلى أيِّ مدى تتقيَّدين بها من ناحية الألوان والتصميم؟
تقريباً يمكننا قول ذلك، ولكنها لاتزال المجوهرات كلاسيكية بحد ذاتها، إلا بعض التصاميم التي يقدِّمها المصمِّمون لإعطاء طابع الغرابة لها.
وبشكل عام، عند الوجود في المعارض تكون هناك مؤشرات تشير إلى الأحجار والألوان السائدة في كلِّ موسم، ولكن بالنسبة إلي لاأتقيد كثيراً بالألوان.
 
 هل من دُور مجوهرات عالمية تطمحين إلى المشاركة معها؟
كان لدي مشروع فوتوغرافي مع دارLouis Vuitton ، وكذلك مع "كيليز" حيث قمت بتصميم قاروراتها.. آمل أن تكون هناك عروض مماثلة، حتى في مجال المجوهرات، فالعمل مع أسماء عالمية يشجع أكثر، فالتحدي أكبر، ويعطي الشخص شهرة على مستوى البلاد العربية والعالم.
 
 ما نصيحتك لاقتناء المجوهرات؟
بشكل عام، سواء كان الأمر متعلقاً بالمجوهرات أم بالملابس أم بأي قطعة فنية، أنصح السيدة باقتناء الشيء الذي تحبّ ويمكنها الاستفادة منه، فالأمر لايتعلق بغلاء أو تدنِّي سعر القطعة، وإنما الأهم أن يسعد الشخص بهذه القطعة، وبالتالي ينعكس ذلك على كيفية ارتدائها أو استعمالها. 
 
 
 
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار