بعد وفاتها: من هي نيفين مندور وما سر اختفائها عن الساحة الفنية لسنوات
This browser does not support the video element.
أثار خبر وفاة الفنانة المصرية المبتعدة عن الأضواء نيفين مندور حالة واسعة من الحزن بين محبيها، خاصة مع تداول المعلومات حول وفاتها المأساوية داخل شقتها بمنطقة العصافرة في الإسكندرية، إثر حريق شب في البناية المقيمة بها، حيث اختنقت بسبب كثافة الدخان قبل أن تتمكن فرق الحماية المدنية من إنقاذها.
ورغم ابتعادها لسنوات عن عالم الفن والتمثيل، إلا أن مسيرة نيفين مندور الفريدة والقصيرة للغاية، منحتها جمهوراً واسعاً ظل يتذكر إطلالتها النادرة على الشاشة لسنوات.
تعالوا نتعرف على مسيرة نيفين مندور القصيرة بعد وفاتها، وسبب ابتعادها عن الفن لسنوات طويلة، وسبب شعبيتها الجارفة رغم ندرة أعمالها..
من هي نيفين مندور؟
ولدت نيفين محمد صلاح الشهيرة بنيفين مندور في القاهرة وتضاربت الأقاويل حول تاريخ ميلادها بين عامي 1972 و1980، وارتبط اسمها بالسينما والتلفزيون المصريين منذ مطلع الألفية الجديدة.
بدأت علاقتها بالفن منذ سن مبكرة عبر مشاركات في المسرح المدرسي والجامعي، حيث أظهرت ميلاً واضحاً للتمثيل وعاطفة فنية قوية، مما مهّد لها خطواتها الأولى في عالم الفن الاحترافي.
عاشت نيفين مندور حياتها متنقلة بين القاهرة والإسكندرية، إلا أنها رحلت عن عالمنا داخل شقتها بالإسكندرية التي شكلت آخر محطاتها.
الانطلاقة الفنية وبداية الشهرة
دخلت نيفين مندور عالم السينما بشكل احترافي عام 2003 من خلال فيلم "اللي بالي بالك" مع النجم محمد سعد، وهو العمل الذي شكّل نقطة التحول الأبرز في مسيرتها الفنية.
لعبت الراحلة دور "فيحاء"، وقد تميّز أداؤها بالعفوية والقدرة على خلق حضور بصري وجماهيري قوي رغم حداثة خبرتها، مما جعلها تحظى بانتشار واسع بين الجمهور والنقاد على حد سواء.
نجاح قصير العمر لكنه مؤثر
رغم أن نيفين مندور لم تشارك في عدد كبير من الأعمال الفنية، فإن الفيلم الذي قدمها كان كافياً لترسيخ اسمها في ذاكرة السينما المصرية. شكل دورها في "اللي بالي بالك" علامة بارزة، وجعلها من الأسماء التي يتذكرها الجمهور بسهولة. وقدم هذا النجاح لها فرصة ذهبية لمتابعة مسيرة فنية واعدة، لكنها اختارت مساراً مختلفاً لاحقاً.
أعمال محدودة بعد النجاح
بعد نجاحها الأول، واصلت نيفين مندور بعض المشاركات المحدودة في السينما والتلفزيون، من أبرزها مسلسل "مطعم تشي توتو" عام 2006، والذي يعد آخر ظهور لها على الشاشة.
رغم ذلك، لم تقم بأي أعمال كبيرة بعد هذا التاريخ، مكتفية بما قدمته من أعمال قليلة لكنها مؤثرة، وهو ما جعل حضورها الفني مرتبطاً بعمل واحد فقط ترك بصمة واضحة لدى المشاهدين.
سر اختفائها عن الساحة الفنية
كشفت نيفين مندور في آخر ظهور لها على برنامج "كلام الناس" مع الإعلامية ياسمين عز عام 2022، عن الأسباب الحقيقية لاختفائها المفاجئ بعد النجاح الكبير في فيلم "اللي بالي بالك".
أوضحت الفنانة أن السبب الرئيسي لقرارها التوقف عن التمثيل كان مرض والدتها المستمر، الذي استنزف طاقتها النفسية على مدى ثماني سنوات متواصلة بين دخول وخروج من المستشفى، وامتدّ أصعبها لفترات تصل إلى تسعة أشهر متواصلة.
وأشارت نيفين إلى أن العامل النفسي لعب دوراً مهماً، حيث شعرت بالارتباك والخوف بعد النجاح السريع، واصفة تجربتها الأولى بأنها كانت مزيجاً من الخوف والسعادة والتعب النفسي في آن واحد.
كما أكدت أن موقف والدها كان حاسماً في بعض القرارات، إذ نصحها بعد فترة الغياب بعدم العودة للتمثيل، لكنها تركت الباب مفتوحاً أمام أي فرصة عمل جيدة، التي لم تتوفر لاحقاً.
كما كشفت نيفين أن دخولها الوسط الفني كان صدفة بحتة، ولم يكن عبر واسطة أو تخطيط مسبق، حيث عرض عليها شخص مرتبط بمحمد سعد تجربة التمثيل دون أي وعود بدور رئيسي، ولم تكن متحمسة للفكرة في البداية.
ومع ذلك، شكلت مشاركتها في فيلم "اللي بالي بالك" نقطة تحول مهمة في مسيرتها الفنية، رغم أن الأعمال التالية لم تحقق نفس الصدى، ما ساهم في اختيارها الابتعاد والتركيز على حياتها الشخصية والالتزامات الأسرية.
حياة نيفين مندور بعد الابتعاد
خلال سنوات ابتعادها عن الفن، فضّلت نيفين مندور الحفاظ على خصوصيتها، بعيداً عن الإعلام والتصريحات العامة، إلا أنها كانت تعيش برفقة زوجها ولم تكشف عدد زيجاتها من قبل.
ولم تُسجل لها أي عودة فنية أو أي مشاريع جديدة، مكتفية بالحياة الشخصية بعيداً عن الشهرة، وهو ما يعكس قرارها بالابتعاد عن الأضواء، رغم أن جمهورها ظل يتذكرها ويستعيد أعمالها عند كل حديث عن السينما المصرية في مطلع الألفية.