حقيقة رفض ابن نعيمة سميح تكريمها في مهرجان الموسيقى العربية بالقاهرة

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 08 أكتوبر 2025 زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
مقالات ذات صلة
أول تعليق صوتي من نيللي عن تكريمها في مهرجان القاهرة السينمائي
حقيقة ظهور ابن هند القحطاني ورفضها الاعتراف به
سميرة سعيد تنعى الفنانة المغربية الكبيرة نعيمة سميح

أثار إعلان مهرجان الموسيقى العربية عن تكريم الفنانة المغربية الراحلة نعيمة سميح حالة من الجدل، بعدما تداولت منصات التواصل الاجتماعي منشورات تُفيد برفض ابنها شمس الدين بلقايد للمبادرة التي أطلقتها دار الأوبرا المصرية، ما دفعه إلى توضيح حقيقة موقفه من الخطوة التي رآها البعض رفضًا، بينما أكد هو لاحقًا أنها مسألة توقيت واستعداد نفسي لا أكثر.

توضيح ابن نعيمة سميح بعد الجدل

خرج شمس الدين بلقايد، يوم الثلاثاء 7 أكتوبر 2025، بتدوينة عبر حسابه الشخصي على "فيسبوك" أوضح فيها أن ما نُشر حول رفضه لتكريم والدته غير دقيق، مؤكدا أن أي مبادرة لتخليد اسمها تمثل بالنسبة له وسام فخر واعتزاز، وأن غيابه عن بعض المبادرات لا يعني رفضها، بل يرتبط فقط بعامل الوقت والظروف النفسية بعد مرور أشهر قليلة على رحيلها.

وأشار بلقايد إلى أن فقدان والدته مازال جرحا مفتوحا في قلبه، ما يجعل المشاركة في الفعاليات التكريمية أمرا صعبا في هذه المرحلة، مضيفا أن تكريمها شرف له شخصيا لأنه يحمل جزءا من إرثها الفني ومسيرتها التي عبرت حدود المغرب نحو قلوب الجمهور العربي.

تكريم دار الأوبرا المصرية للفنانة الراحلة

جاءت مبادرة دار الأوبرا المصرية ضمن فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين من مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية المقرر تنظيمه بين 16 و25 أكتوبر الجاري، حيث قررت إدارة المهرجان إدراج اسم نعيمة سميح إلى جانب عدد من الفنانين الذين أثروا الساحة الموسيقية العربية، تقديرا لمسيرتها الطويلة وإسهامها في تطوير الأغنية المغربية والعربية.

وأكد مسؤولو المهرجان أن الفنانة الراحلة تعد من أبرز الأصوات التي بصمت النصف الثاني من القرن العشرين، مشيرين إلى أن أعمالها الخالدة، مثل "جريت وجاريت" و"أمري بالله"، مازالت حاضرة في وجدان المستمعين داخل المغرب وخارجه.

كما شددت إدارة المهرجان على أن اختيارها جاء انطلاقا من قيمتها الفنية ومكانتها العربية، موضحة أنها أدت في مراحل من مسيرتها أعمالا لأم كلثوم، ما يعكس احترامها للفن المصري وانفتاحها على التراث الغنائي العربي.

ابن الفنانة يثمن مبادرات التقدير العربية

عبّر شمس الدين بلقايد عن امتنانه العميق لكل الدول العربية التي بادرت بتكريم والدته أو أبدت رغبة في تخليد اسمها، موجها شكره إلى الكويت وتونس والإمارات والسعودية، إلى جانب مبادرات فنية من دول أوروبية عبّرت عن تقديرها لإبداع والدته.

وأوضح أن جمهورية مصر العربية ودار الأوبرا المصرية تستحقان كل التقدير على التفاتتهما النبيلة، مؤكدا أن أي حفل يُقام لتكريم والدته سيحظى بدعمه الكامل متى كان جاهزا نفسيا للحضور والمشاركة.

وفي بيان لاحق، قال بلقايد إن الأمر لم يكن رفضا وإنما تأجيلًا مؤقتًا، مضيفا: "تكريم والدتي هو تكريمي أنا شخصيا، وشرف أعتز به ما حييت. رحم الله أمي الغالية التي ستظل حاضرة بفنها وقيمها في وجداننا جميعا".

إرث نعيمة سميح الفني ومسيرتها الاستثنائية

وُلدت الفنانة نعيمة سميح عام 1954، وبدأت مسيرتها في سبعينيات القرن الماضي، لتصبح لاحقا من أبرز رموز الأغنية المغربية الحديثة. اشتهرت بأداء الأغاني العاطفية والاجتماعية التي لامست وجدان الجمهور، وخلّدت بصوتها الهادئ مجموعة من الروائع التي لا تزال تتردد حتى اليوم.

وشكلت سنة 1977 محطة مفصلية في مشوارها عندما أصبحت ثالث فنانة عربية تغني على مسرح "الأولمبيا" الشهير في باريس بعد أم كلثوم وفيروز، ما وضعها في مصاف الأسماء العربية الكبرى التي وصلت إلى العالمية من خلال الفن الأصيل.

رحلت نعيمة سميح في 8 مارس 2025 عن عمر ناهز 71 عاما، تاركة وراءها إرثا فنيا ضخما يروي تطور الأغنية المغربية على مدى عقود. ومع كل تكريم أو استذكار، يتجدد الحديث عن مكانتها في قلوب جمهورها الذي ما زال يحتفي بها كصوت لا يُنسى وذاكرة فنية لا تمحى.