فؤاد سركيس لـ"ليالينا": تقمّصتُ دور مصمم أزياء فرعوني لأعيد إحياء مجد الملوك

  • تاريخ النشر: الإثنين، 03 نوفمبر 2025 زمن القراءة: 3 دقائق قراءة | آخر تحديث: الثلاثاء، 04 نوفمبر 2025

في حوار حصري مع ليالينا، يكشف المصمم اللبناني فؤاد سركيس كواليس تصميم الأزياء الفرعونية التي أبهرت العالم في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، مستلهمًا من التاريخ المصري العريق روحًا فنية تجمع بين الأصالة والإبداع المعاصر.

مقالات ذات صلة
صور نجمات لمعن بتصميمات المصمم العالمي فؤاد سركيس
مصممون أزياء استلهموا عروضهم من الطراز الفرعوني
صور بلقيس فتحي تتحول لحورية بحر بالتعاون مع المصمم فؤاد سركيس

فؤاد سركيس... عندما ارتدى الفن عباءة الفراعنة

في تجربة فنية استثنائية جمعت بين الإبداع المعاصر وعظمة التاريخ المصري، كشف مصمم الأزياء اللبناني فؤاد سركيس في حوار خاص مع ليالينا، عن تفاصيل تصميمه للأزياء الفرعونية التي ارتداها عدد من المشاهير خلال تجسيدهم لملوك وملكات مصر القدماء في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير.
منذ اللحظة الأولى، أدرك سركيس أن هذه ليست مجرد تجربة تصميم، بل رحلة روحية إلى عمق التاريخ، أعاد من خلالها بعث روح الفراعنة في قالب فني معاصر، يليق بمكانة مصر وحضارتها الخالدة.

حوار: هدير سامي

ما الذي ميّز تصميمات فؤاد سركيس في هذا الحدث، وكيف استطاع أن يترجم روح الفراعنة إلى أزياء معاصرة؟

يقول سركيس إن جميع التصميمات صُنعت بخامات مصرية مئة في المئة، وبأيدي خياطين وحرفيين مصريين، تأكيدًا على ارتباط المشروع بروح المكان والزمان، أما الإكسسوارات والتيجان والمجوهرات، فكانت، مرصّعة بالأحجار الكريمة الملونة التي صممها بنفسه بدقة بالغة، لتجسّد فخامة الملوك والملكات في أدق تفاصيلها.

كيف عاش فؤاد سركيس التجربة وما الذي اكتشفه خلالها؟

ويكشف المصمم اللبناني عن أن التجربة تجاوزت حدود الأزياء لتتحول إلى حالة من التقمّص الفني الكامل، إذ قرر أن يعيش تجربة "المصمم الفرعوني" بكل معانيها. يقول: "كنت أريد أن أكون في قلب الحدث، بين الجدران الأثرية، والقطع التاريخية، والكتب التي تحكي عن الأزياء الفرعونية، كنت أعيش الدور كما يعيش الممثل شخصيته، أتقمصه حتى النهاية".


زار سركيس المتحف المصري الكبير عدة أيام، تأمل فيها النقوش، والأقمشة، والمجوهرات، واندهش من الدقة الهندسية المبهرة التي وُجدت في التصميم منذ أكثر من ستة آلاف عام، وأكد أن أي محاولة لمحاكاة هذه التفاصيل تظل "شيئًا بسيطًا أمام عظمة الأصل".

ما الرسالة التي أراد إيصالها من من خلال التصميمات؟

أما عن المشاهير الذين صمم لهم هذه الأزياء الملوكية، فهم الفنانة المصرية هدى المفتي، وسلمى أبو ضيف، وأحمد مالك، وأحمد غزي، إضافة إلى أبطال مصر الأولمبيين: فريدة عثمان، بطلة السباحة، وفريال أشرف، الحاصلة على الميدالية الذهبية في الكاراتيه في أولمبياد طوكيو 2020، وأحمد الجندي، بطل الخماسي الحديث.
جميعهم ظهروا بملابس استثنائية تجسد فخامة الملوك والملكات، وتعيد للأذهان هيبة الحضارة المصرية.

تحدث سركيس عن اختياره للألوان قائلاً إنه حرص على استخدام الذهبي المعتّق القريب من لون الآثار الأصلية، ليحاكي دفء الماضي وعمقه، مضيفًا أنه كان يضع الجودة والتنفيذ في المرتبة الأولى، دون الالتفات إلى الوقت المستغرق في إنجاز العمل.
ويصف شعوره عند تلقيه خبر تكليفه بتصميم أزياء العرض قائلاً:

"شعرت بسعادة غامرة ومسؤولية ضخمة، كان عليّ أن أقدّم شيئًا مختلفًا واستثنائيًا يليق بتاريخ مصر”.

كيف اختار فؤاد سركيس أزياء ملوك وملكات مصر القديمة لكل شخصية، وما الرسالة التي أراد إيصالها من خلالهم؟

أما عن تصميم أزياء سلمى أبو ضيف وهدى المفتي، فيوضح سركيس أنه استلهم شخصية كليوباترا لسلمى أبو ضيف لما تتمتع به من روح مرحة وشخصية شقية، فقدمها بأسلوب جديد وحديث، بينما جاءت أزياء هدى المفتي شامخةً كهيبتها، تعكس حضورها القوي وملامحها التي تليق بملكة فرعونية.


ويضيف أنه تعامل مع الأزياء كفنّ متكامل لا كموضة عابرة، وكان هدفه تحقيق الجمال والنجاح الفني في مشروع يمثل مصر أمام العالم، مؤكدًا أن هذا العمل “عالمي بكل تفاصيله”، وأنه كان حريصًا على أن تعكس التصميمات قيمة تليق بتاريخ مصر العريق.

كما أشاد سركيس بالتعاون مع الستايلست مي جلال وخالد عزام اللذين توليا توزيع الأدوار والاختيارات وتنسيق الأزياء مع الإكسسوارات بدقة، ووجّه تحية خاصة للمخرج سعد جوهر على رؤيته الإبداعية التي جمعت بين الفن والتاريخ.
واختتم حديثه قائلاً: كنت أريد أن أقدّم للمتحف المصري الكبير ما يستحقههذا المشروع ليس مجرد عمل أزياء، بل رسالة حب وتقدير لتاريخ مصر الذي لا يشيخ.”