فيلم الشتا اللي فات.. تصوير للثورة المصرية يفتقر للجاذبية والتشويق

  • تاريخ النشر: الأحد، 16 ديسمبر 2012 | آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
مقالات ذات صلة
فيلم No Body ما بين التشويق والأكشن
بعد طول انتظار.. طرح الفيديو التشويقي الأول من فيلم Avengers 4
اللي

إنها وببساطة قصّة من الثورة المصرية، التي انطلقت وأطاحت بنظام "حسني مبارك"، في "الشتا إللي فات"، وتحديداً في يوم ٢٥ يناير..

لا يركّز المخرج "ابراهيم البطوط" في الفيلم على هذا اليوم بعينه، أو على باقي أيام الثورة المصريّة وحسب، يل يعود بنا أيضاً إلى سنواتٍ سبقت، يرسّخ من خلالها الأسباب التي جعلت من قيام الثورة في مصر ومن احتشاد المتظاهرين في ميدان التحرير، ضرورةً حتميّة وحاجةً لكلّ المصريين وقد بلغوا من الصبر أقصى الحدود في تحمّل الظلم والقهر..

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

من خلال شخصيّاتٍ ثلاث نتعرّف إلى المصريين في نقطة تحوّلهم التاريخيّة، عمرو الناشط السياسيّ، فرح المذيعة التلفزيونيّة، وعادل الضابط في أمن الدولة.. شخصيّاتٌ تتشابك مصائرها، تنجرف مع التيار نحو نهايةٍ واحدة نعرفها جميعاً، انتصار الثورة وزوال عقودٍ من الطغيان..

تُحسب للبطوط رؤيته السينمائيّة المحكمة، فتتمكن الصورة من بثّ حالة الشغف المطلوبة في المتلقي، ينتقل في سلسلةٍ من الأحداث عبر أزمانٍ مختلفة، يعيش مراحل ونقاط مفصليّة من تاريخ مصر، من قلب الحدث.. فمن غرف التعذيب والتحقيق في الأفره الأمنيّة، إلى المكاتب والعقول التي تدير الأمة في مراكز أمن الدولة، فاستودوهات التلفزيون المصريّ وتزوير الإعلام المحليّ، وانتهاءً بالشارع الذي انتفض ولن يعود قبل تحقيق مطالبه..

إلا أنّ الفيلم لا ينجح في تحقيق عامل الجذب للمتلقي، وذلك لاعتماده الأحداث الرئيسيّة في الثورة المصريّة نقطة ارتكاز لبناء الأحداث، وهي أحداثٌ نعرفها جميعاً، تابعناها بتفاصيلها عبر شاشات التلفزة، مما قتل عامل التشويق والترقّب، لا سيّما أن النهاية معروفة، فتحوّل الفيلم إلى مجرّد متابعةٍ لتسلسل الأحداث دون الاهتمام بالحدث الدراميّ الذي منحه البطوط المساحة الأصغر في فيلمه، وكان من الأجدى فعل العكس، فالثورة، وكما يشير الفيلم، لم تحدث إلا في "الشتا إللي فات"، فلم ينقضي الكافي من الوقت لننسى أحداثها أو تغيب تفاصيلها عنّا حتى يأتي ويركّز على تذكيرنا بها..

تميّز الممثلون في المقابل بقدرةٍ عاليّة في الأداء، لا سيّما "صلاح الحنفي" والذي لعب دور "عادل" الضابط في أمن الدولة..

في "الشتا إللي فات" أحداث نعرفها جميعاً، فلا تجذبنا القصة، ويفشل الفيلم في تقديم ما هو جديد للثورة المصريّة التي أحدثت دويّاً عالميّاً لدى اندلاعها..