قصة المؤمنين مع النجاشي

  • تاريخ النشر: الإثنين، 17 أكتوبر 2022 | آخر تحديث: الأحد، 15 يناير 2023
مقالات ذات صلة
فاطمة المؤمن بفستان الزفاف‎ في أحدث ظهور لها
فاطمة المؤمن تهين متابع وصفها بالفلبينية
فاطمة المؤمن ترد على انتقادات احتفالها بالهالوين

قصة المؤمنين مع الملك المؤمن النجاشي -ملك لا يظلم عنده أحد- تدور أحداثها حول الصراع الذي انتهى بحكمه للحبشة، وهجرة المسلمين عنده، وحمايته لهم من قريش.

قصة المؤمنين مع النجاشي

بعدما أن أعطى عمرو بن العاص النجاشي وبطارقته الهدايا، جلس مع النجاشي، وقال: أيها الملك، إن سفاءً من قومنا خرجوا من أرضنا إلى أرضك، بعد أن فارقوا ديننا ودين آبائهم، ولم يدخلوا في دينكم، سبُّوا آلهتنا، وعابوا ديننا، وقد آوَيٌتهم، فأرجوا أن تُسَلِّمني إياهم لأُرجعهم لديارهم، فإن سادة مكة يريدونهم، فرفض النجاشيُّ طلبه وقال: لا أُسلِّمهم إلا بعد ما أن أسمع منهم.
فناداهم وسألهم عن الذي أخبره به عمرو، فأجابه جعفر بن أبي طالبٍ قائلاً: أيها الملك، كُنَّا قوماً في جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونقطع الرَّحم، حتى بعث الله فينا رجلاً رسولاً من أنفسنا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته، يأمرنا بعبادة الله وحده، وصدق الحديث، وإقامة الصلاة، وعدَّد عليه جعفر مكارم الإسلام، وقال: فقام علينا قومنا، وعذبونا فتنونا، فجئنا إليك هاربين، لعِلْمِنا أنك ملِكٌ عادلٌ لا يُظلم عندك أحد.
فقال النجاشيُّ: اقرأ عليَّ شيئاً من دينكم، فقرأ جعفر سورة مريم، فإذا بالنجاشي والبطارقة يبكون حتى ابتلَّت لِحاهُم، فقال النجاشي: والله إن الذي قلته والذي جاء به عيسى بن مريم يخرج من مِشكاةٍ واحدة، وإنَّ لكم الأمان في أرضي.
فلما خرجوا قال عمرٌو، والله لأعودَنَّ للنجاشي غداً وأُلِحَّ عليه في المسألة، فعاد عمرٌو للنجاشي وقال له: إنهم يقولون في عيسى قولاً قبيحاً، فنادى النجاشيُّ المسلمين وسألهم ما يقولون في عيسى، فقال جعفر، هو عبد الله ورسوله وكلمته التي ألقاها إلى مريم العذراء وروحٌ منه، وهو الذي كان يُبرئ الأكمه والأبرص ويصنع من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيصير طيراً، وهو الذي أحيا الموتى وكل ذلك بإذن الله.
فغضب البطارقة لقول جعفر بأن عيسى عبدٌ لله، وهم يؤمنون بأنه ابن الله، فقال النجاشي: والله إن كلامك لم يتجاوز شيئاً مما جاء به عيسى بن مريم، فَنَخَرَ البطارقة وغضبوا، فقال النجاشي: حتى وإن نخرتم، فوالله هذا هو الحق، ثم رَدَّ الهدايا إلى عمرٍو وقال: والله لا أُسْلِمهم لأحدٍ ولا حتى بجبلٍ من ذهب، فعاش المسلمون بأمانٍ لسنواتٍ حتى عادوا إلى النبي عليه الصلاة والسلام.