قصة نبي الله يوسف

  • تاريخ النشر: الأحد، 04 يونيو 2023
مقالات ذات صلة
قصة النبي يعقوب عليه السلام
قصة النبي لوط عليه السلام
قصة النبي داوود عليه السلام

تعد قصة نبي الله يوسف واحدة من القصص التي اختصها الله في القرآن الكريم بسورة كاملة، لما تحمله من دروس وحكم يمكن الاستفادة منها. سنتطرق في مقالنا لليوم لذكر أحداث قصة نبي الله يوسف بشكل مختصر ومفيد.

نسب ومكانة نبي الله يوسف

يوسف عليه الصلاة والسلام، أحد أبناء النبي يعقوب عليه الصلاة والسلام ابن النبي إسحاق عليه أفضل الصلاة والتسليم والد سيدنا إبراهيم عليه أفضل الصلاة والسلام. ينحدر نبي الله يوسف إلى عائلة شرفها الله تعالى بالرسالة والنبوة. بعث سيدنا يوسف إلى بني إسرائيل ليدعوهم للهدى والتوحيد وليعلمهم الكتاب والحكمة.

أحداث قصة نبي الله يوسف

كان ليوسف مكانة كبيرة في قلب والده يعقوب عليه السلام، وحظي من الحب ما كان ظاهراً للجميع الأمر الذي أشعل نار الغيرة بين إخوته. في يوم من الأيام جاء نبي الله يوسف إلى أبيه وأخبره بأنه رأى في منامه الشمس والقمر واللذين يدلان على أبويه وأحد عشر كوكباً والتي تدل على إخوة يوسف يسجدون له، وما كان لأبيه سوى أن يأمره بكتم ما رأى وتجنب إخبار إخوته بذلك خوفاً عليه منهم. 

مؤامرة الأخوة

مع مرور الوقت تطور حقد وكره إخوة يوسف له حتى قرروا التخلص منه حتى ينفردوا بحب أبيهم وحدهم. تشاور الأخوة فيما بينهم حول الطريقة الأفضل للتخلص من يوسف دون أن يلقي والدهم اللوم عليهم، فاقترحوا إلقاءه بالبئر عوضاً عن قتله. في اليوم الموعود، طلب إخوة يوسف من أبيهم أن يسمح لهم باصطحاب يوسف ليلعب معهم، في البداية رفض يعقوب ذلك خوفاً أن يأكله الذئب، ولكنهم في النهاية تمكنوا من إقناعه بذلك. في ذلك اليوم قام الأخوة بإلقاء يوسف في البئر، وعادوا إلى أبيهم وعلى وجوهم تعابير الحزن والأسى، وأخرجوا له قميص أخيهم يوسف ملطخاً بالدماء زاعمين أن الذئب قد أكله عن طريق الخطأ.

في ذلك اليوم لم يتمكن يعقوب من تصديق ذلك، وقال لهم: (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ). بعد إلقاء يوسف في البئر جلس هناك منتظراً فرج الله ورحمته. في تلك اللحظة مرت من هناك طائفة من المسافرين قاموا بإلقاء دلوهم في البئر ليشربوا منه وحين أخرجوه خرج نبي الله يوسف معه. 

علم الأخوة بما حصل، لحقوا بهم وبينوا لهم أن الغلام وهو يوسف يعود إليهم. ما كان منهم إلا أن شروه بدراهم معدودة، وباعوه لأحد كبار رجال مصر.

فتنة امرأة العزيز

كبر نبي الله يوسف في منزل العزيز، وحين بلغ أشده حاولت امرأة العزيز إغواءه وإقاعه بالفاحشة، ولكن يوسف رفض ذلك، وتذكر فضل العزيز عليه وقال: (مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ).  في تلك اللحظة هرع يوسف هارباً من الباب ما كان لزوجة العزيز سوى أن تلحقه وتمسك بقميصه من الخلف حتى انشق في يدها، وحينها ظهر زوجها، فاشتكت من يوسف واتهمته بمحاولة إغوائها.

في تلك اللحظة وصلت هذه القصة لنساء المدينة، وبدأ الحديث يدور بينهم حول ذلك. وحين سمعت امرأة العزيز ذلك، أرادت أن توضح سبب فعلتها، فقررت إعداد سفرة من الطعام ودعوة نساء المدينة إليها. بمجرد جلوس النسوة قامت بإعطاء كل واحدة منهن سكيناً لاستخدامه في الأكل، وطلبت بعدها من يوسف الدخول إلى الغرفة. ما كان للنساء سوى أن يقمن بتقطيع أيديهن من جمال ما رأين. وهنا وقفت امرأة العزيز متعذرة عما فعلتها من مراودة يوسف عن نفسه وأن جماله كان السبب في ذلك. 

يوسف في السجن

على الرغم من علم العزيز ببراءة يوسف إلا أنه عزم على وضعه في السجن بنية رد التهمة عن امرأة العزيز. 

رؤيا صاحبي السجن

دخل يوسف السجن، وهناك التقى بعدد من السجناء، اشتهر يوسف بينهم بأنه شخص صالح وصادق وكثير العبادة. في تلك الفترة دخل فتيان الأول ساقي الملك، والثاني خباز الملك. رأى كل من الفتيان في رؤيا في المنام، وذهبا ليوسف ليخبراه برؤيتهما.  قام يوسف بتفسير رؤيا كل منهما، رأى الأول كأنه يعصر الخمر بيده ويقدمه لسيده، فكانت بشارة الرؤيا خروجه من السجن وعودته لعمله، أما الآخر فرأى أنه يحمل الخبز وتأكله الطيور من فوق رأسه،فقد أخبره بأنّه سوف يصلب عقاباً له ويبقى مصلوباً إلى أن تأكل رأسه الطيور.

كان طلب يوسف من الفتى الذي خرج تذكير الملك بيوسف وبراءته من التهمة ليخرج من السجن. إلا أن الفتى نسي ذلك وبقي يوسف في السجن سنوات عدة بعد ذلك.

براءة يوسف وخروجه من السجن

وتستمر أحداث قصة نبي الله يوسف هكذا وصولاً إلى طلب الملك من حاشيته أن يأتوه بيوسف بعد قيام يوسف بتفسير رؤيا الملك. إلا أن يوسف رفض ذلك حتى تظهر براءته أمام الناس. في تلك الآونة اعترفت امرأة العزيز بفعلتها وما كان للملك سوى أن يخرج يوسف من السجن ويعلن براءته أمام الجميع.

تولية يوسف على خزائن الأرض

بعد إخراج يوسف من السجن قام بالطلب من الملك أن يجعله وزيراً للخزينة. فقبل الملك ذلك وأعطاه مفاتيح الخزينة. 

سفر أخوة يوسف إلى مصر

في سنين القحط خرج إخوة يوسف من فلسطين إلى مصر لعلهم يجدون هناك مؤونة يعودون بها إلى أهلهم. وهناك دخلوا على أخيهم يوسف الذي كان في تلك الفترة رئيساً للخزينة. لم يتمكن إخوته من تمييزه، في تلك اللحظة طلب منهم إحضار أخيهم بنيامين حتى يحصلوا على المؤونة، عاد الأخوة إلى أبيهم ليستأذنوا منه أخذ أخيهم إلى وزير مصر، ولكن والدهم امتنع عن ذلك خوفاً من أن يقوموا بإيذائه كما فعلوا بيوسف سابقاً. بعد حوار طويل رضخ الأب لطلب الأخوة وقال لهم: فقبل بعد ذلك وقال لهم: (لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّىٰ تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِّنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَن يُحَاطَ بِكُمْ ۖ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ).

عاد الأخوة إلى مصر بصحبة أخيهم. أراد يوسف لأخيه أن يبقى بجانبه وهنا قام بعمل حيلة صغيرة، أمر يوسف أحد العاملين لديه بوضع كأس الملك في متاع أخيه بينامين، ولما بدأ الأخوة بالسير نادى وكيل يوسف عليهم متهماً إياهم بالسرقة، وقد أخبروا أن السارق سيصبح عبداً عند الملك، فيما بعد تم إيجاد الكأس في متاع أخيهم، وما كان لهم سوى إبقائه عند يوسف جزاءً بما فعل.

رجع الإخوة إلى أبيهم وقصوا عليه ما حصل وطلبوا منه أن يتحرى صدقهم من القافلة التي كانت معهم. حزن الأب حزناً شديداً حتى أفقده البكاء بصره. وهناك أمر الأب الأخوة بالعودة إلى مصر والبحث عن يوسف وأخيه. 

لقاء الأخوة

عاد الأخوة إلى مصر كما أمرهم والدهم بحثاً عن يوسف وأخيه. وحين دخلوا عليه قالوا: (يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ)، وحين علموا أن يوسف هو أخوهم طلبوا منه الاستغفار لهم. في تلك اللحظة قام يوسف بإعطاء إخوته قميصه وطلب منهم أن يلقوه على أبيهم حتى يرتد بصره، أحس أبوهم بريح يوسف وارتد بصره بالفعل.
توجه يعقوب مع الأخوة إلى مصر ليلتقوا بيوسف وما كان منهم سوى أن يقعوا له ساجدين ولما رفعوا رؤوسهم ذكر يعقوب يوسف برؤياه من قبل.

دروس مستفادة من قصة نبي الله يوسف

تعد قصة نبي الله يوسف من أجمل القصص لما تحمله من دروس مستفادة فيما يلي أبرزها:

  • التوكل على الله في جميع الأمور.
  • المساواة في التعامل مع الأبناء، حتى لا تنزرع مشاعر الكره والغيرة فيما بينهم.
  • كتم الأسرار وحفظها وعدم البوح بها لمن لا يصونها. 
  • الثبات على الحق والصبر على ما نتعرض له من إيذاء.
  • الابتعاد عن الفتن ومواضع الشبهات.
  • الرجوع إلى الله والدعاء في المحن واليسر.