النبي صالح عليه السلام

  • تاريخ النشر: الإثنين، 02 يناير 2023
مقالات ذات صلة
النبي
تفسير رؤية النبي عليه السلام في المنام
جاسم النبهان

كان ما بين الحجاز وتبوك منطقة تسمى الحجر، وكانت فيها حضارة قوم ثمود وهي حضارة عظيمة القوة، حيث كان فيها أحد أقوام العرب الذين اشتهروا بقدرتهم على نحت القصور والبيوت في الجبال، لكنهم كانوا مشركين ويعبدون الأصنام، لذلك بعث الله لهم النبي صالح عليه السلام ليحذرهم من سوء عاقبة الشرك بالله، وللتعرفوا أكثر على قصة النبي صالح عليه السلام واصلوا قراءة المقال.

قصة صالح عليه السلام

نبي الله صالح عليه السلام بن عبيد بن إيساف، وهو من الأنبياء الذين أرسلوا إلى العرب، وهو من نسب ثمود بن عاد، وقد أرسله الله تعالى إلى قوم ثمود الذين سكنوا بلاد العرب، وهي منطقة الحِجْر التي تقع شمال الجزيرة العربية، في مدينة تُسمى الآن المدائن، كان قوم ثمود منعَّمين بالنعم الكثيرة، كما كان أسلافهم من قود عاد، وكانوا ينحتون الجبال لصناعة بيوتهم التي لم يكن مثلها من قبل، بالإضافة إلى النِّعم التي أعطاهم الله إياها من الأنهار والأراضي الخصبة والجنان الطبيعية.

كان صالحٌ عليه السلام من الأشخاص المرموقين في قوم ثمود، وذو نسبٍ فيهم، فقد كان قومه يوقِّرونه، ويحترمونه، ويستشيرونه، بل كانوا يريدون أن يجعلوه ملكاً عليهم قبل بعثته، فلما بدأ صالح بدعوته إلى عبادة الله وحده، جحدوا به، وأنكروا، واستكبروا، وتمادَوْا بكفرهم إلى التكذيب به لأنه بشر، بل واستهزؤوا بدعوته وبمن تبعه من المستضعفين المؤمنين.

لكن صالحاً عليه السلام لم ييأس، وظلَّ يُكابد في دعوته لإرجاع قومه إلى العقيدة السليمة، إلا أن أكابر قومه طلبوا معجزةً تدُلُّ على أن صالحاً مبعوثاً من عند الله، فكان طلبهم تعجيزياً، حيث قالوا إنهم يريدون أن يُخرجَ لهم ناقةً من صخرةٍ عظيمة، بمواصفاتٍ معينة، وقدراتٍ معينة، كأن تشرب الماء فلا تُبقي لأحد بعدها شيئاً، وعظيمة الحجم، وحاملاً على وشك الولادة.

ولدت هذه الناقة، وكان لها يوماً تشرب فيه، ويشربون من لبنها، ولقوم ثمود يوماً يشربون فيه الماء، إلى أن اجتمع أكابر القوم، وقرروا قتل الناقة، وتطوع واحدٌ منهم، والذي هو يُعتبرُ أشقى رجلٍ من الأولين، فأمهلهم صالحٌ ثلاثة أيام، فاصفرَّت وجوههم في اليوم الأول، ثم احمرَّت في الثاني، ثم اسودَّت في الثالث، ثم أرسل الله عليهم أنواع العذاب، فكان الزلزال، ثم الصاعقة، ثم صيحةٌ من جبريل عليه السلام جعلتهم كالنبات الجاف المتكسر، ونجَّى الله صالحاً ومن كان معه.

وانتقل صالحٌ ومن معه إلى فلسطين وعاشوا في تلك المنطقة، وقيل في مدينة الرملة، ومات هناك عليه الصلاة والسلام.