كيف شُرِعَ الأذان للصلاة والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 18 أكتوبر 2022 | آخر تحديث: الثلاثاء، 17 يناير 2023
مقالات ذات صلة
يعقوب بوشهري يعيد أزمته مع فاطمة الأنصاري إلى الأذهان بنصيحة غامضة
عمة باراك أوباما مهاجرة غير شرعية تفارق الحياة في مركز إيواء!
الأذان

في بداية إقامة النبي عليه الصلاة والسلام في المدينة، شرع الأذان للصلاة الذي يدوي في الآفاق كل يوم خمس مرات، كما قام النبي بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار حيث جعلها عقداً نافذاً، لا لفظاً فارغاً، وعملاً يرتبط بالدماء والأموال، لا تحية تثرثر بها الألسنة ولا يقوم لها أثر.

تشريع الأذان للصلاة 

كان المسلمون يَتَحَيَّنون الوقت لكل صلاة بواسطة الشمس، حيث إن الأذان لم يكن قد شُرِع بعد، فكانوا ينظرون للشمس ولظِلِّها حتى يعرفوا أن وقت الصلاة قد حان، حتى اجتمعوا يوماً مع رسول الله يُشيرون عليه أن يجعل لهم ناقوساً يُضرب كما عند النصارى، أبو بوقاً يُنفخ فيه كما عند اليهود، حتى يُنبئهم بوقت الصلاة، فاختار النبيُّ عليه الصلاة والسلام الناقوس، فبقوا على ذلك حتى رأى أحد الصحابة رؤيا في منامه، وهو عبد الله بن زيد بن عبد ربِّه، حيث إن رجلاً جاءه وهو نائم يقول له: ألا أدلك على شيءٍ للمناداة للصلاة خيرٌ مما تفعلون، قال الصحابي: بلى، فقال له الرجل: قل، الله أكبر الله أكبر، وعلَّمه الأذان الذي نعرفه الآن إلى آخره.

فذهب عبد الله إلى النبي عليه الصلاة والسلام وأخبره بما رأى، فقال النبي: إنها لرؤيا حقٍّ إن شاء الله، فقُم مع بلال الحبشي، وألْقِ عليه الذي رأيت، ليُأذن به لأنه أندى صوتاً منك، فلما نادى بلالٌ بالأذان الذي علَّمه إياه عبدا لله، سمعه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فجاء إلى النبيِّ مسرعاً، وقال: والله إني رأيت كما رأى عبد الله، فقال النبي: الحمد لله.

المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار

آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، وكان ممن آخى بينهم، عبد الرحمن بن عوفٍ مع سعد بن الربيع، وأبو عبيدة مع أبي طلحة الأنصاري، وسلمان الفارسي مع أبي الدَّرداء، وغيرهم الكثير رضي الله عنهم أجمعين، فكانت المؤاخاة والكرم في أجمل صورها، فكان الأنصار يعرضون نصف أموالهم لإخوانهم المهاجرين، حتى أن أحدهم عرض على أخيه المهاجر أن يختار إحدى زوجتيه فيطلقها له ليتزوجها، وكان المهاجرون أيضاً كرماء، حيث إنهم تَعَفَّفوا عن أموال إخوانهم الأنصار، وكانوا يدعون لهم بالبَرَكة وأبقوها لهم، وقد كفى الأنصار المهاجرين المؤونة والسكن، فكانوا يتقاسمون ثمارهم مع المهاجرين، ووفروا لهم العمل والحماية.