مجموعة Stella McCartney ربيع وصيف 2026

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 30 سبتمبر 2025 زمن القراءة: 5 دقائق قراءة | آخر تحديث: الإثنين، 10 نوفمبر 2025
مقالات ذات صلة
مجموعة Stella McCartney ربيع وصيف 2024
مجموعة Stella McCartney ريزورت 2026
مجموعة Stella McCartney لربيع وصيف 2023

في أسبوع الموضة في باريس، قدّمت ستيلا مكارتني Stella McCartney مجموعة ربيع وصيف 2026 التي جاءت كبيان جريء يدعو إلى الوحدة والتواصل والإنسانية، مستلهمة من رسالة أغنية "Come Together" الشهيرة لفرقة البيتلز، لم يكن العرض مجرد استعراض للأزياء بقدر ما كان احتفالًا جماعيًا بالفكر، والبيئة، والابتكار، إذ أعادت مكارتني تعريف العلاقة بين الفخامة والاستدامة في زمنٍ تتصاعد فيه التحديات البيئية والاجتماعية.

منذ اللحظة الأولى، بدا واضحًا أن مكارتني أرادت أن تبعث برسالة مفادها أن الموضة قادرة على أن تكون مساحة للحوار الإنساني، حوار بين الخياطة الكلاسيكية والمواد المستحدثة، بين التراث والتجريب، وبين الأناقة والوعي البيئي.

خياطة تحمل روح التجديد

  1. افتتحت مكارتني العرض بسلسلة من البدلات الرجالية المصممة بلمسة أنثوية، حيث أعادت التفكير في الخطوط التقليدية. كانت السترات محددة الأكتاف لكنها مفتوحة الجانبين لتمنح حرية حركة أكبر، وكأنها تقول إن القوة لا تحتاج إلى صرامة. أما السراويل، فجاءت بأطوال غير متوقعة وقصّات مريحة تتماشى مع الإيقاع العصري للمدينة الحديثة.
  2. تجلّت في المجموعة ازدواجية دقيقة بين الصلابة والنعومة. فقد ظهرت فساتين منسابة مزينة بدرابيه منحوت بدقة هندسية، تتدلى بنعومة على الجسم، فيما جاءت بعضها بألوان ترابية وأخرى بألوان معدنية لامعة عكست الضوء بأسلوب شاعري، وقد بدا كل فستان بمثابة قطعة فنية متحركة تجمع بين الحس الأنثوي المرهف والهيكل المعماري المتوازن.

فخامة مستدامة وابتكار في المواد

  1. كعادتها، وضعت مكارتني الاستدامة في صميم مجموعتها. استخدمت أقمشة صديقة للبيئة وتقنيات متطورة تدمج الموضة بالتكنولوجيا الحيوية. من أبرز هذه الابتكارات كان الدنيم بتقنية PURETECH، وهي مادة منسوجة تُنقّي الهواء، ما يجعل كل قطعة لا تزيّن الجسم فحسب، بل تساهم في تنقية البيئة المحيطة أيضًا.
  2. ظهر هذا النسيج المبتكر في جينز أزرق مخطط بلمسة فنية، وجينز آخر بظهر منحني بدا كأنه سترة مربوطة حول الخصر، في إعادة تخيل مبتكرة لملابس الشارع الراقية، كما استعانت المصممة بمادة Fevvers، بديل نباتي للريش الطبيعي، ليُختتم العرض بفستان مذهل من الريش الصديق للبيئة، تألّق بلمعان رقيق عكس فلسفة التحول والاستمرارية التي تتبناها الدار.
  3. هذا النهج جعل العرض بمثابة درس في الفخامة الواعية، حيث يمكن للجمال أن يتعايش مع الأخلاق، وأن تصبح الموضة وسيلة فعالة للتغيير وليس مجرد مظهر سطحي.

بين التمرد والرومانسية

  1. مزجت المجموعة بين التمرد الحضري والرقة الشعرية، وهو ما يُعتبر السمة الجوهرية لهوية ستيلا مكارتني، فقد قدّمت المصممة قمصان ببلوم قصيرة مرفوعة الخصر تُرتدى فوق بناطيل واسعة، ما منح الإطلالات إحساسًا بالقوة الأنثوية المتحررة.
  2. أما فساتين السهرة فكانت بمثابة تحف فنية مستوحاة من الرشاقة الطبيعية للمرأة، مصنوعة من أقمشة خفيفة تتدفق حول الجسد كالماء. زُيّنت بعضها بالترتر الحيوي القابل للتحلل، وهو ابتكار فريد يجمع بين اللمعان والأثر البيئي الإيجابي. وقد عكست هذه التفاصيل التزام مكارتني بإعادة تعريف الفخامة لتصبح أكثر شفافية ومسؤولية.

الموضة كدعوة للوحدة

لم يكن اختيار أغنية "Come Together" محض صدفة. فقد أرادت مكارتني أن تُذكّر الجميع بأن الموضة قادرة على أن تجمع بين الأفراد رغم اختلافاتهم، في زمنٍ تتزايد فيه الانقسامات العالمية، جاء العرض كبيان إنساني قبل أن يكون فنيًا.

الرسالة لم تكن موجّهة إلى جمهور الموضة فحسب، بل إلى العالم بأسره:

  • "نستطيع أن نصنع التغيير معًا، وأن نعيد تعريف الفخامة لتخدم كوكبنا".
  • وهكذا تحولت المنصة إلى مساحة للتفكير والفرح، حيث اندمجت الخياطة الدقيقة مع الإيقاع الموسيقي في تجربة حسّية متكاملة.

التفاصيل والإكسسوارات

فيما يتعلق بالإكسسوارات، حافظت مكارتني على بصمتها المميزة في الجمع بين البساطة والحداثة.

  • الأحذية جاءت بكعوب مربعة منخفضة، مصنوعة من مواد نباتية غير حيوانية، تعكس الراحة والاستدامة معًا.
  • الحقائب أعادت صياغة تصميمات الدار الأيقونية مثل Falabella، ولكن هذه المرة بخيوط معدنية معاد تدويرها وبألوان معدنية ناعمة.
  • أما النظارات الشمسية والمجوهرات فحملت طابعًا نحتيًا بسيطًا يعزز الطابع الفني للمجموعة.

كل قطعة كانت مصممة لتكمل الأخرى، مما منح المجموعة تماسكًا بصريًا وأناقة هادئة.

الحوار بين الحرفية والتكنولوجيا

من أبرز إنجازات هذه المجموعة هو النجاح في دمج التكنولوجيا بالحرفية التقليدية دون المساس بالروح الفنية للدار، استعانت مكارتني بتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد لتشكيل بعض الأقمشة، ما أضفى ملمسًا مخمليًا على الفساتين دون استخدام أي خامات حيوانية. كما تم تطوير بعض المواد بالتعاون مع مختبرات متخصصة في الأقمشة الحيوية لتقليل الانبعاثات الكربونية في عملية الإنتاج.

تقول ستيلا في إحدى المقابلات عقب العرض:

“نحن لا نصنع ملابس فحسب، بل نصنع مستقبلًا مختلفًا للموضة. الجمال لا يجب أن يأتي على حساب الكوكب.”

لوحة الألوان والأقمشة

تميزت لوحة الألوان في مجموعة ربيع وصيف 2026 بتوازنٍ مذهل بين الحيوية والهدوء.

  • الألوان الأساسية تمثلت في البيج، الأبيض الكريمي، والرمادي الفاتح، لتشكّل قاعدة هادئة.
  • قابلتها لمسات من الأزرق السماوي، الوردي الباستيل، والأصفر اللامع التي أضفت روحًا تفاؤلية.
  • بينما جاءت الخامات لتدعم هذا الانسجام البصري: قطن عضوي، حرير نباتي، ألياف معاد تدويرها، وجلد نباتي غير حيواني.

كل خامة سُخّرت لخدمة الفكرة الكبرى: أن الفخامة يمكن أن تكون أخلاقية، وأن الجمال يمكن أن يتنفس بوعي بيئي.

حضور قوي ورسالة عالمية

  1. شهد العرض حضورًا لافتًا من النجوم والداعمين للاستدامة، من بينهم جين فوندا وإيما واتسون وليلي كولينز، وجميعهم من أصدقاء الدار. ظهروا بإطلالات من تصميم مكارتني، مما عكس التزامهم المشترك بقضايا البيئة والموضة المسؤولة.
  2. المنصة تحولت إلى مشهد منسجم يجمع بين الفن، والأخلاق، والابتكار.، وكل تفصيلة، من الإضاءة إلى الموسيقى، كانت تعبيرًا عن وحدة الإنسان مع الأرض.

بين الحاضر والمستقبل

في نهاية العرض، خرجت ستيلا مكارتني لتحية الجمهور بابتسامة هادئة، وكأنها تقول: "الرحلة مستمرة".

في عالمٍ يبحث عن توازنٍ بين الإنسان والطبيعة، جاءت مجموعة ستيلا مكارتني لربيع وصيف 2026 كقصيدةٍ للأرض والإنسان، ومثالٍ حي على أن الفن يمكن أن يُلهم التغيير، إنها ليست مجرد مجموعة أزياء، بل بيان إنساني، ومشروع حياة، ورؤية لمستقبلٍ أكثر وعيًا وأناقة.