مقاطعة الكفار للمسلمين

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 18 أكتوبر 2022 | آخر تحديث: الأحد، 15 يناير 2023
مقالات ذات صلة
الكفارة
دعاء المسلم
العالم المسلم

حاول كفّار قريش صدّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بشتّى الطرق والأساليب وجميعها لم تجدِ نفعاً، فقرروا أن يقاطعوا رسول الله وكل من هو من قبيلته.

مقاطعة الكفار للمسلمين

بعد إسلام عمر بن الخطاب وحمزة بن عبد المُطَّلب أصبح للمسلمين عِزٌّ ومنعةٌ من المشركين، فغاظ ذلك كفار قريشٍ وسادتهم، فأرادوا أن يُنَكِّلوا بالمسلمين بأي طريقة، فلم يجدوا طريقاً لذلك إلا طريق المقاطعة لكل مسلمٍ أو من ينصر مسلماً، فكتبوا صحيفةً شهد عليها كل سادة قريشٍ، وكان فيها أنهُ يُوضع كلُّ مسلمٍ أو من ينصره في شِعبِ أبي طالبٍ، ويُمنع الشراء من المسلمين، وبيعهم، والزواج منهم، أو تزويجهم، كذلك منعوا أي أحدٍ يُعطي يد العون لهم، أو ينصرهم، ومن يفعل ذلك فإنه سيدخل في حُكمِ هذه الصحيفة، وقد علَّقوا هذه الصحيفة على باب الكعبة، أو بداخلها.
فكان المسلمون في حالٍ يُرثى لها، من الجوع، والضعف، والفقر، حتى أن أبا لهبٍ كان يأتي التُّجَّار القادمين من خارج مكة ليقول لهم: لا تبيعواً شيئاً للمسلمين، وإن بعتموهم فارفعوا عليهم الثمن أضعافاً مضاعفة، وكان يريد أن يُضَيِّق على المسلمين، وكان يضمن لهم أي خاسرةٍ تحصل معهم من ماله.
استمرت هذه المقاطعةُ لمدةِ ثلاث سنين، حتى اجتمع نفرٌ من كفارِ قريشٍ بينهم وبين بني هاشمٍ صِلةٌ ورَحِم على نقض هذه الصحيفة، لأن فيها ظلماً وقسوة، حيث ذهب هشام بن عمرٍو العامري إلى زهيرٍ بن أبي أمية المخزومي، حيث إن أمُّ زهير هي عاتكةُ بنت عبد المُطَّلب، فقال هشامٌ لزهير: يا أخي، أنت تستلذُّ بالطعام والشراب هنا، وأخوالك من بني هاشمٍ يتضوَّرون جوعاً في شعب أبي طالب، أترضى هذا؟ قال زهيرٌ: لا والله لا أرضاه، ولو أن معي رجلاً آخر لأوقفت ما يحصل، فقال هشام: أنا الثاني معك، فقال زهير نأتي بثالثٍ، فجمعا رهطاً ممن لهم أرحامٌ في بني هاشمٍ، وذهبوا إلى الحِجْر حيث كان يجلس أبو جهلٍ، وقالوا كلاماً شديداً في هذه الصحيفة اعتراضاً ورفضاً لما فيها، ثم قاموا ومزَّقوها ونقضوا هذا العهد الظالم، فخرج المسلمون من شعب أبي طالبٍ ومن كان يساندهم من بني هاشمٍ ممن كان ما زال كافراً، وقد أثنى أبو طالبٍ بالرجال الذين نقضوا الصحيفة بأباتٍ شعرية جميلة، ونجا المسلمون بفضل الله.