نيللي عطار تصنع التاريخ: أول لبنانية تتسلق أعلى خمس قمم في العالم

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 06 أغسطس 2025 زمن القراءة: 3 دقائق قراءة

نيللي عطار تدخل التاريخ بتسلق أعلى خمس قمم جبلية، ملهمة المرأة العربية في الرياضات القصوى.

مقالات ذات صلة
جبال الهيمالايا .. صاحبة أعلى قمم في العالم
بتيل تكشف عن تعاونها مع الرياضية الحاصلة على عدة جوائز نيللي عطار
العطار

سجّلت نيللي عطار، المتخصصة في رياضات التحمل والتوعية بأسلوب الحياة الصحية، إنجازًا غير مسبوق على مستوى لبنان والعالم العربي، بعدما أصبحت أول لبنانية تتسلق أعلى خمس قمم جبلية في العالم، وهي: إيفرست، K2، كانغشينجونغا، لوتسي، وماكالو.

كما دخلت التاريخ سابقاً كأول عربية تصل إلى قمة K2، والتي تُعد واحدة من أخطر الجبال وأكثرها تحديًا على سطح الأرض، بارتفاع يبلغ 8,611 متراً.

من فكرة بسيطة إلى إنجاز عالمي

بداية العام لم تكن تحمل سوى هدف بسيط بالنسبة لنيللي، إلا أن الفكرة تطورت لتصبح مشروعًا ملهمًا ذي أبعاد كبيرة. فبعد أن تمكنت من تسلق ثلاث من أعلى القمم في العالم، وهي إيفرست، K2، ولوتسي، أدركت أن المتبقي لتحقيق إنجاز شامل هو تسلق القمتين الثالثة والخامسة: كانغشينجونغا وماكالو.

لم تمضِ فترة طويلة حتى قررت تنفيذ هذه الخطة الطموحة، وبالفعل، نجحت خلال العام ذاته في بلوغ القمتين لتكمل بذلك "الخماسية الكبرى"، وهو لقب لا يحمله سوى قلة من الرياضيين حول العالم.

قصة بناء الذات من الصفر

انطلقت نيللي عطار في رحلتها من بيئة لم تكن مهيأة للمغامرات الرياضية القصوى، حيث بدأت تدريباتها في المملكة العربية السعودية، في فترة لم تكن فيها البنية التحتية الرياضية متوفرة كما هي اليوم.

اعتمدت حينها على وسائل بديلة مثل صعود الكثبان الرملية، وتسلق سلالم الأبراج، إلى جانب التدريب في الصباح الباكر على التحمل.

ومع انتقالها لخوض تحديات أعلى، بدأت بإضافة تدريبات متخصصة شتوية، منها الحمّامات الجليدية التي تساعد على تعويد الجهاز العصبي على تحمل الصدمات، والتأقلم مع ظروف الطقس القاسية في المرتفعات.

نظام صارم وتدريب مكثّف

في الأسابيع المكثفة قبل رحلات التسلق، كانت نيللي تتبع نظامًا تدريبياً يمتد حتى 15 ساعة يومياً، موزعة على جلسات تستهدف تحسين القوة البدنية والتحمل والتعافي العضلي.

تقول نيللي إن المفتاح لكل ذلك هو القدرة على تحمّل الألم اليومي خلال التمارين الطويلة، وهو ما يمنحها القوة العقلية والثبات في الظروف الصعبة على الجبال.

أكثر من 40 قمة على خمس قارات

إنجاز نيللي لم يأتِ من فراغ، بل هو حصيلة سنوات من المثابرة، حيث سبق لها تسلق أكثر من 40 قمة حول العالم، موزعة على خمس قارات.

وهدفها المستقبلي لا يقتصر على الأرقام، بل يمتد إلى تمثيل المرأة العربية، وإلهامها على دخول مجالات كانت حكرًا على الرجال، خاصة في ميادين الرياضات القصوى التي تتطلب قدرات استثنائية.

إرث ملهم لجيل جديد من المغامِرات

تحمل نيللي عطار رسالة تتجاوز تسلق الجبال، فهي ترى في كل قمة فرصة لتغيير النظرة النمطية عن المرأة العربية، وقدرتها على مواجهة التحديات في أصعب الظروف.

ومع كل قمة جديدة تصل إليها، ترسم طريقًا جديدًا للجيل القادم من الفتيات في العالم العربي، ممن يسعين لصنع قصص نجاح لا تقل شموخًا عن الجبال.