سيرين عبد النور: حلمي الأغلى حققته طفلتي تاليا

  • تاريخ النشر: الإثنين، 04 مارس 2013 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
سيرين عبد النور

"خوفي الوحيد كان ألا يتحقق حلمي في الأمومة وألا أشعر بقيمتي كامرأة مشاركة في الخلق".. بهذه الجملة تختصر النجمة سيرين عبد النور نعمة الأمومة التي تحققت بفضل ابنتها تاليا بعد أن أشرقت على حياتها لتملأها حباً وحناناً ومشاعر عظيمة بسعادة لا توصف. سيرين التي كانت رافضة رفضاً قاطعاً نشر أي صورة لها ولابنتها لأسباب تبررها في هذا الحوار، اختارت منبرنا لتطل عبره برفقتها(وعلى طريقتها) للمرة الأولى لمناسبة عيد الأم متحدثة عن أمومتها وهواجسها ومبادئ تربيتها لها والشبه الكبير الذي يجمعهما. مطلقة صرختها فيما يتعلّق بالإجهاض والزواج المدني وغيرهما من الأمور في هذا اللقاء المليء بالحيوية والطفولة والصدق الذي عكسته تاليا فرحاً على الأجواء.

* للمرة الأولى تطلّين مع ابنتك، لمَ اليوم ولمَ لا تريدين أن تظهري كامل وجهها في الصور؟
- هذا السؤال يُطرح عليّ كثيراً وأدرك جيداً أن هناك كثر من المحبين يريدون أن يرونها وآخرين يقتلهم فضولهم وهذا أمر طبيعي. إنما من خلال متابعتي الدقيقة لهذه الأمور سيّما مواقع التواصل الاجتماعي، اكتشفت بأن البعض يقوم بتشويه صورة الطفل أو يرفقها مع كلمات نافرة جداً أو يضعها في مواجهة صورة طفل استشهد في الحرب ليقول ابنة هذه الفنانة أخذت مئة LIKE،  فعلى كم like سيحصل هذا الطفل؟! هذا ما يزعجني ويصدمني وما جعلني أتخذ هذا القرار. عدا عن أنني أترك لها حرية الاختيار في المستقبل إن كانت تحب الدخول في لعبة الشهرة أم لا كي لا تلومني لأنني أقحمتها بذلك دون إرادتها... لو عاد الأمر لي لما تأخرت لحظة في نشر صورها لأنني أفتخر بها كثيراً.

* أتعانين من فوبيا معيّنة عليها؟
- إن أخبرتك عن مخاوفي تعتقدينني مهووسة، لكن تصرّفي لا يعبّر عن ذلك أبداً بحيث أحاول قدر استطاعتي ضبط نفسي لمعرفتي بأن على الولد أن يعيش حياة طبيعية لكي يكتسب المناعة وليتأقلم مع كل الأجواء التي تحيط به إن في المدرسة أو الحضانة أو المنزل. أخاف عليها من أن تقع وتؤذي نفسها أو أن يحدث معها أمر طارىء، كما أخاف عليها من التحرّش ومن كل الآفات الخطرة رغم أنها ما زالت صغيرة لكنني أفكر دائماً بالطريقة التي سأعلمها فيها كيفية التصرف كي تبقى محصّنة من جميع الجهّات. هذا عدا عن الهم الأكبر بالنسبة إلي وهو المستقبل المظلم الذي نعيشه والحروب التي تكثر والتي منعتنا من أن نعيش حياة طبيعية، فقد ولدنا في الحرب وما زلنا نعيش ارتداداتها، أقلّها أن نبذل جهوداً لكي نبعد هذه الكأس المرّة عن أولادنا. وهنا عتبي على السياسة التي يتبعها المسؤولون في وطننا.
 
* ما هي الأسس التي تعتمدينها في تربيتها؟
- لا أفرّط كثيراً في دلالها ولا أوافقها على كل ما تريده، وأحرص على أن تحترم الآخرين في تصرّفاتها، وإن أخطأت، أجعلها تدرك بأن ما قامت به غير جيّد. كما أحاول أن أجعلها تتكل على نفسها، فمنذ صغرها تركتها تأكل وحدها لكن تحت إشرافي ومراقبتي بالطبع.
 
* ما هي اهتماماتها؟
- هي حنونة جداً تحب الأطفال والموسيقى والرقص.

* إن كان لديها توجّه فني في المستقبل هل ستشجعيها على ذلك؟
- فكرت في الموضوع ووجدت بأن القرار الأوّل والأخير يعود إليها. حتى لو كنت أعارضها لأنني أدرك جيداً وعن خبرة، بأن الغوص في هذا المجال صعب جداً ويحتاج ميزانية إنتاجية ضخمة الأمر الذي سيتعبها كثيراً، لكن ما بيدي حيلة وجلّ ما يمكنني فعله هو أن أوجّهها وأساندها وأحصّنها.
 
* ما الحلم الذي تحلمينه لها؟
- منذ اليوم الأوّل الذي تكّونت فيه في أحشائي، طلبت من ربي أن تمتلك نعمة الذكاء بدلاً من الجمال إضافة إلى الصحة الكاملة. لم أكن أريدها أن تكون جميلة وغير ذكية والحمدلله ألاحظ هذا جيداً من شخصيتها وطريقة تعاطيها الذكية مع المواقف لدرجة تضعني تحت تأثير الصدمة أحياناً كثيرة.
 
* أتشبهك في طفولتها؟
-  تشبهني كثيراً في الشكل والمضمون، رغم أن البعض يشبّهها بفريد لكن عندما أعرض عليهم صورة من طفولتي يدركون عن ماذا أتحدث عنه خصوصاً لناحية "شعرها عيناها، ووجنتيها". وكما كنت في صغري أقف أمام المرأة وأضع أحمر الشفاه وأنتعل أحذية والدتي، تاليا اليوم تكون في سعادتها القصوى عندما تفتح درجي وتعبث بأغراضي. هذا إضافة إلى حبها الكبير للكاميرا كما لاحظتم خلال جلسة التصوير.

* يفقد الفنان بعضاً من طفولته في هذا الجو الفني غير البريء، متى تحنّ سيرين إلى طفولتها؟
- هذا لا ينطبق عليً لأنني في الأساس لا أتعامل مع الناس على أنني نجمة!! الله أعطاني موهبة التمثيل والغناء كما أعطاكي موهبة أن تكوني صحافية. حافظت على شخصيتي كما هي بعد أن أصبحت فنانة، الأمر الوحيد الذي تغيّر هو تحمّلي للمسؤولية إذ باتت كل حركة تحسب عليّ.

* أتعتبرين نفسك أمّاً مثالية؟  
- هذا ما أتمناه وأطمح إليه وأحاول أن أحققه قدر استطاعي في أن أربي ابنتي على الطريقة الصحيحة وأن أعطيها الحنان الذي تحتاجه، لكن يزعجني بُعدي عنها بحكم سفراتي وأعمالي ويوجع قلبي وينغص علي فكرة أن أكون أماً مثالية.

* متى سيصبح لتاليا أخاً أو أختاً؟
- الفكرة ليست بعيدة أو مستغربة إنما تاليا ما زالت صغيرة ولم تبلغ بعد عامها الثاني وأن أقوم حالياً بتوزيع اهتمامي على طفلين أمر صعب جداً إذ أريد أن أوليها كامل اهتمامي. ولا تنسي أن زوجي هو الطفل الأكبر في حياتي (ضاحكة).

* اقتربَ عيد الأم، ماذا يعني لك؟
- إنه أجمل عيد في الدنيا أحب أن أحتفل به لأنه يشعرني بقيمتي كامراة منتجة ومشاركة في الخلق. الأمومة مشروعي بامتياز وخوفي الوحيد كان في السابق هو أن لا يتحقق حلمي في أن أصبح أمّاً إذ كنت أعتبر الأمر خسارة كبيرة جداً في حياتي لكن تاليا  حققت حلمي الأغلى.

* هل اختلفت نظرتك لهذا العيد بعد ولادة تاليا؟
- قبلاً كان مجرد عيد أقدّم فيه معايدتي لأمي ولوالدة زوجي التي أعتبرها كوالدتي، لكن عندما تمنحين نعمة عيش هذا الشعور العظيم الذي يختلجك بأن تكوني أماً والذي لا تعرفين ترجمته بالكلام فالأمر يختلف كلياً. أكون في قمّة سعادتي عندما أصل إلى المنزل وأجد تاليا تقف أمامي حاملة وردة تقدّمها لي في هذه المناسبة.

* ما هي أمنياتك في هذا العيد؟  
-  ألّا يحترق قلب أم من ولد لا يعاملها باحترام وكما تستحق، أو أن تموت أمّ حرقة على فقدان ابناً أو ابنة في حادث سير أو في هذه الظروف السياسية غير المستقرة التي نعيشها. وأن لا يعزف البعض عن الزواج والإنجاب اللذين باتا بمثابة موضة هذه الأيام، فهذا أكبر خطأ ممكن أن يرتكبه الإنسان في حياته. كما أتمنى أن يفهم البعض بأن الإجهاض جريمة كبرى تتحملها المرأة إذ تقوم بقتل طفلها (حتى لو كان في لحظة تكوينه الأولى) وبهذا تتحول إلى مجرمة، لذا أطلب منها أن تثق بالله وليس بالشيطان وأن لا تقدم على فعل ذلك.
 
* كنت نجمة الموسم الماضي درامياً ما الذي تحضّرينه لهذه السنة وكم هو صعب الخروج من نجاح "روبي"؟
- ليس صعباً أبداً فأنا سأقدّم عملاً مختلفاً محصنة بخياري الدقيق للدور المناسب وللنص الجيد والإنتاج الضخم وبمخرج بكل ما للكلمة من معنى يديرني كممثلة بطريقة صحيحة، إضافة إلى العائلة الصغيرة أي ممثلين غير دخلاء يكونون في المستوى المطلوب. الآن بات بإمكاني قولها علناً... لا أقبل أن أمثّل أمام شخص لا يعرف أن يمثّل وهذا لا علاقة له بالتكبّر بل أن أصنع هالة أحمي فيها عملي كي يصل إلى الناس متكاملاً قدر الإمكان لأنهم يستحقون أن يتابعوا عملاً لبنانياً درامياً جميلاً.(تقولها بتأثّر) اليوم أستعد لـ "رحلة الحياة والموت" الرمضاني الذي ستنتجه شركة "سامة" لصاحبها أديب خير رحمه الله الذي حضّر هذا العمل وتركنا ورحل، لذا نضع أيدينا بأيدي بعض على أمل أن ننفذه بأفضل طريقة. العمل من كتابة ريم حنا وأخرجه الليث حجو وسأشارك فيه إلى جانب عابد فهد وماجد المصري ومجموعة من الممثلين اللبنانيين والسوريين والمصريين وسيكون مختلفاً كلياً عن "روبي".

* بدأت سبحة المسلسلات المشتركة تكرّ في الدراما اللبنانية وها هو مسلسل "جذور" يبصر النور قريباً. أتخافين من المنافسة وما رأيك بهذا التطور؟
- على العكس!! أشعر بفرح كبير، فقد آن الأوان لتعود الدراما اللبنانية إلى سابق عهدها وتثبت نفسها في العالم العربي وهذا لا يمكن أن يحدث مع ممثلة واحدة أو كاتبة واحدة ومخرج واحد. وهنا أوجّه تحية كبيرة جداً ومن القلب للكاتبة كلوديا مرشليان والمخرج الشاب فيليب أسمر الذي يشقّ طريقه بنجاح وإلى الممثلة المتميزة رولا حمادة التي ستقدّم دوراً رائعاً وقد استطعت أن أتابع بعض المشاهد منه. وأعتقد بأنها تستحق جائزة تقدير عليه قبل أن يبصر النور. كذلك لن أنسى يوسف الخال الذي يشعّ بريقاً وحبيبتي تقلا شمعون التي ستؤدي دوراً مختلفاً كلياً عن دور عليا في "روبي". وكذلك باميلا الكيك التي  أتمنى لها كل الخير في دور البطولة المهم الذي ستؤديه.

*وماذا حلّ في مسلسل "أحمد وكريستينا" الذي كان من المفترض أن يجمعك بيوسف الخال؟
- ما زال قائماً إنما الكاتبة كلوديا مارشليان والمنتج مروان حداد أحبا أن يؤجلاه قليلاً كي يتم تعديل بعض الأمور على النص لكن كلوديا انشغلت بعمل "جذور" لذا سننتظر ريثما تتفرغ.

* تابعناك في ثنائيات درامية مختلفة مع عدد من النجوم، كم يسهّل ذلك العمل عليك وكم يجعله صعباً؟
- صعب في أن تتعرفي على شخصية جديدة في التمثيل لكن عندما تعرفي أنهم ممثلين لهم قيمتهم وتابعتهم في أعمال سابقة تألقوا فيها، تشعرين بحماس شديد للنجاح في ثنائية جديدة. وهنا أغتنم الفرصة لأوجّه التحية لكل من تعاونت معهم وأتمنى أن تتكرر تجربتنا معاً.

* عدت بعد طول غياب إلى الغناء في أغنية "حبايبي" التي تنال أصداء جميلة، ماذا عن تفاصيل الكليب؟
- بالتزامن مع صدور هذا العدد أكون قد توجّهت أنا والمخرجة أنجي جمّال إلى سانتوريني في اليونان لنبدأ التصوير الذي سيأتي في إطار قصة ممثلة وسيتضّمن مفأجاة تقدم للمرة الأولى في فكرة الكليب لن أفصح عنها الآن.
 
* أصحيح أن التصوير تأخّر بسبب تصوير أنجي لكليب آخر؟
-  (تتنفس الصعداء قائلة) أستغرب أحياناً كيف تخرج الأخبار وتخلق هذه البلبلة!! مستحيل أن نبدأ التصوير إلا في بداية شهر آذار لأن غالبية المشاهد خارجية، وإن توجهت إلى اليونان في شهر شباط سيحملني الهواء القوي إلى قبرص، فكيف يكون إنشغال أنجي بتصوير كليب فنانة أخرى هو المشكلة؟ كل شيء جاهز من قبل الشركة المنفّذة ونحن بانتظار الوقت المناسب لا أكثر ولا أقل.
 
* بعد أن أعلنت بأن هيفا تجاهلت إلقاء التحية عليك في إحدى المناسبات، كيف تصفي العلاقة بينكما اليوم؟
- لا أريد التحدث في الموضوع.

* ماذا عن إليسا التي اتفقت معها على الزواج المدني بعد أن واجهتما "حزازيات" سابقة بين الـ Fans؟
- أقدر شخصية إليسا الصادقة وأشكرها عبر مجلّتكم على رأيها الجميل بمسلسل "روبي" وهي ذوّاقة، رغم أنني لا أعرفها شخصياً، وهذا يبرز من خلال اختيارها المميز للأغنيات وإحساسها العالي في أدائها. لا دخل لنا بالـ Fans الذين يتحمّسون كثيراً في الدفاع عنّا فينسبون آراءهم إلى النجمات اللواتي يحبونهم، ونحن في الحقيقة لا يكون لنا علاقة بالموضوع. فهذا أمر علينا أن نوضّحه جيداً للمعجبين، كما علينا تحمّل مسؤولية آرائنا التي نطلقها في الكثير من المواضيع الحياتية المهمة فهي تترك أثراً كبيراً في شخصية معجبينا المراهقين. وعلى البعض منا أن يدرك الفرق بين الصراحة والوقاحة وليس كل رأي يصدره عبر الإعلام هو الصحيح،  فالتلفزيون ليس منبراً لرأيه الخاص الذي يسعى من خلاله لتعميمه على الناس.  وبالعودة إلى موضوع الزواج المدني للأسف هناك من انتحل شخصيتي وتكلّم باسمي عبر حساب مزيّف على موقع تويتر (حسابي الوحيد هو @CyrineAbdlNour) ما قلته في هذا الموضوع كان واضحاً "الزواج المدني ليس خطأ إذا كان الحل في محاربة الطائفية في لبنان لكي نصبح أكثر انتماءً للوطن شرط أن لا يتحوّل إلى موضة وأن لا ننسى مباركة ربنا له... لست متحجّرة وأعرف بأن الزواج المدني حاجة لمن هم من ديانات مختلفة ولكي يحافظ على حقوق المرأة في مجتمعنا الذكوري.

* لو عاد بك الزمن إلى الوراء هل كنت تقبلين أن تتزوجي مدنياً؟
- أبداً فالزاوج بالنسبة إليّ من أهمّ الأسرار الإلهية، ولا مشكلة لي في إطار الحقوق لأن زوجي يحافظ على حقوقي كما أنا أحفظ حقوقه، وعندما تزوجت لم أفكر مطلقاً بالطلاق بل اخترت شخصاً يحبني ويحترمني وسعيدة جداً في حياتي معه ومع ابنتي.
 

إقرئي أيضاُ عبر ليالينا:

الأمومة فى عيون المشاهير
اختبري نفسك: هل أنت أم مثالية؟
نجوم عرب يتحدثون عن ذكرياتهم المميزة مع والداتهم

أعجبكهذا المقال؟ للمزيد من المشاهير والأمومة على بريدك اشتركي بنشرة ليالينا الإلكترونية 

 
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار