فيلم The Descendants : جورج كلوني عندما يفقد ارتباطه بالأرض

  • تاريخ النشر: الأحد، 20 مارس 2016
Descendants Movie

عساف الروسان - جخه موفي

من أجمل الأفلام التي شاهدتها لجورج كلوني. وأحب عند تذكر جورج كلوني أن أربط اسمه بهذا الفيلم، الذي قد يكون قد قدم فيه أفضل أداء له في مسيرته. على السطح الفيلم كوميدي لذلك مبدئياً نهايته سعيدة، وكما أسلفت من بطولة جورج كلوني ورؤيته على الشاشة بحد ذاتها وعد أننا سنحظى بوقت ممتع ومسلي، وهذا ما حصلت عليه. لكن الفيلم كان أكثر من ذلك أيضاً،  فالفيلم من إخراج ألكسندر باين (مخرج فيلم عن شميت بطولة جاك نيكلسون – 2002 ) مخرج يستمتع برواية قصة ويعرف كيف يوجه الشخصيات الرجال بالتحديد لاظهار مشاعرهم  .

تدور أحداث هذه القصة في ولاية هاواي، وكمدخل أساسي لفهم الشخصيات لا بد من الإشارة أن شعب هذه الولاية مرتبط جداً بأرضه، لذلك نرى مات كينج (جورج كلوني) وهو سليل أحد أولى الأسر المالكة للأراضي البكر في هاواي، في حيرة من أمره إذ يجب أن يقرر إذا كان عليه  بيع مساحات واسعة من الغابات البكر للتنمية السياحية. وفي الوقت نفسه، يواجه أزمة شخصية عندما تتعرض زوجته اليزابيث (باتريشيا هاستي) لحادث وتدخل المستشفى  في غيبوبة (كوما)، وهي التي كانت تساعده في عمله وأيضاً المسؤولة بالدرجة الأولى عن إدارة شؤون الأسرة.

مات كينج الذي يعمل في إدارة الأراضي ، ولأن العمل يأخذ كل وقته فهو مهمل اتجاه زوجته وابنتيه يجد نفسه فجأة أمام منعطفات مصيرية في الحياة. فزوجته الآن في غيبوبة، ووصيتها تقضي بايقاف أجهزة دعم الحياة. عليه العودة لبيته ومحاولة ممارسة صلاحياته كأب وتمضية المزيد من الوقت مع ابنتيه، المراهقة الكسندرا (شايلين وودلي) وسكوتي الأصغر (آمارا ميلر). ومن جهة أخرى ولأنه يملك حصة أكبر ، عليه تقرير مصير عقار أسرة كينج، والذين لديهم رغبة عاجلة لإغلاق الصفقة وبيع الأرض بملايين الدولارات.

اذن الفيلم مزيج ما بين أعمال تجارية كبيرة وعاطفية وأسرية. لكن حياة مات تتعقد أكثر عندما يكتشف من مصدر غير متوقع أن زوجته كانت على علاقة غرامية، وبناته لا يريدون بيع الأرض التي فيها ذكريات الطفولة، وابن عمه هيو (بو بريدجز) يقود حملة ضده باسم أسرة كينج  للتعجيل في اغلاق صفقة البيع. مات نفسه كان يعتقد أنه يريد البيع لكن الآن يبدو أنه غير واثق من رغبته، فالاضطرابات التي توالت على حياته مؤخراً وفقدانه للروابط بين زوجته وابنتيه  قد يكون سببها في الأساس أنه فقد الرابط بينه وبين الأرض.

الفيلم مؤثر ومن الصعب جداً تمثيله أولاً بسبب التعقيدات الموجودة في الحبكة، ثانياً بسبب ارتكازه على شخصية مات كينج التي إن لم نرتبط بها لن نرتبط بالقصة والفيلم . لحسن الحظ مخرج العمل الكسندر باين الموهوب في وضع شخصياته أمام مشاكل شخصية أو معضلات أخلاقية، يجعلنا نستشعر الحجم الهائل من الضغط الذي يمرون به، فنهتم بهم، ونفكر معهم.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار