كاميرة وصورة وشوية حكي ...

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 27 أبريل 2016 آخر تحديث: الثلاثاء، 20 مارس 2018
كاميرة وصورة وشوية حكي ...

*كاميرة * هي المشهد الاول

     هناك من لا نختارهم في حياتنا ولايختارونا.. التقينا بهم بحكم قانون الجذب للانفس  ..فبحكم هذا القانون تبدا انفسنا بالبحث عن عناصر جاذبة لها متفاعلة معها في كل تفاصيل حياتنا ..فهم حاجاتها وشغفها.. العناصر الجاذبة للذات ..لنا..هم ذات الانفس التي تشبهنا بقدر ماقد تختلف  عنا  وبقدر ما قد تصنع الفارق في حياتنا... هم منحة  الله سبحانه وتعالی لنا .. وهم باختصار ذلك البريق الذي يشع من اعيننا.. 

 فكل واحد منا يعشق ذلك الفارق في تفاصيل حياته الذي يصنعه عزيز حينما يصبح خاصة للآخر ويسكن عالمه من عقل او قلب وروح او كل هذه الاطياف مجتمعة..

و لنعد الآن لهذه الارواح (التي قد تكون وجدتنا او وجدناها) في البدايات وحلاوتها.. 

البدايات باسرارها وسحرها الذي ما زال فينا حتى النهايات... عندما صنعت اﻵيماءات في اول الحكاية ونحتت وتجسدت المواقف  بكل التفاصيل بعدها  بقول اوفعل حاكته الضحكات كما الدمعات المتناغمة والمتواصلة .. ومن هنا تبدأ ذاكرتنا بنسج لحظات العمر لحظة بلحظة  بقول او فعل..وفي لمسة تواصل تجمع.. يكون العهد.. هكذا كانت(تلك الوصلة الجامعة) وبقت فينا عهدا لم نخنه ولم ينخنها  .. ويستمر النسيج بالتكون فينا والفكر بالتبلور رويدا رويدا في مخيلتنا ..في عاطفتنا في كلنا.. وتَعمُر في داخلنا الذكريات والعاطفة.. كما الفكر وكيف لا فكما للنفس اهواء في روحانيتها فاللفكر مذاهب في تقييم كل ما يواجه حتى في مقابل هذه الارواح فهي تخضع لتقييم والموازنة كما غيرها من الامور..ولكن هنا التقييم يختلف نوعا.. فهنا المكان الذي تسقط به قوة الفكر الحاكم كما القلب بما عقد... وينسحب العقل كما القلب مرغما امام سحر هذه الارواح ووقعها على النفس ..ولانملك لانفسنا امرا... وهو ما يوصف في علم النفس بالكيميا..لكن الاصدق مااختاره نبي السلام (محمد) ارواح وتلاقت.. 

و في كثير من  الاحيان يحكم الصمت على كل المشهد فتنبع المشاعر امام سكون كل الحواس .. و ترجع وترد الى نفسك بين الحين والاخر حيال كل موقف يفرزه التفاعل الكيمائي لتفاعل الارواح(ان جاز التعبير) عاجزا عن وصف هذه الرابطة بعلاقة مادية مقننة...  وكثيرا ماتتمنى في هذه اللحظة ان تمتلك كاميرا (بزوم عالي الدقه)لحفظ اللحظة باقوالها وافعالها المختلفة ووقعها المميز في كل مرة فيك .. وانت تأمل بذلك ان تلامس الهالة التي تربط ارواحكما كلما اشتقت..كلما ناظرت اللحظة  وناظرت الصورة ...

*وهل يتوقف الزمن بصورة ؟* المشهد الثاني

قد يحدث وان تحتفظ بصورة..قد يحدث وان تجتهد بالذهاب لسحب (photo copy ) لصورة إلتقتطها يوما ما وانت تحت تأثير مورفين العاطفه  وضغط الابتسامة الحنونه..

وقد يحدث أنك تريد ان تلمس هذه اللحظة  الدافئة في كل وقت يمر بعد الان.. فانت تريد ان تبقي هذه الارواح امام عينيك..هذه الارواح التي تجسدت بنظراتهم الحيه وبابتساماتهم  وتفاصيلهم التي نعشقها .. فهم يحتلوننا بهذه الارواح بهذا السحر  والبريق.. فلا زمن يمر عليهم ولا على حبهم لنا .. ومن ذلك ما قد يحدث من تحملهم  لردات افعالنا الصاخبه اوغضبنا ازاء ما نأمله في هذه الحياة فتجدهم كما يحلو لهم الصمت احيانا يحلو لهم مقابلتنا بصروف الحب والحنان  فهم يعلمون صفاء انفسنا التي اختاروها كما يعلمون ما يقابلنا وسواء كان الفعل او ردة الفعل لايحدث اي اثر على ما احتلوه   بداخلنا .. فهي غيمة وان اسودت فصلا بغيظ وغضب امطرت لتعميق حبا ولتخضر فصول اخرى في حياة...

و حتى لو  افترضنا (وفي سورة غضب وما يحكمها من شعور قوة داخلية  لامتناهية  فينا ) فيسيطر علينا  شعور اننا قادرين على التغلب على المساحة الخاصة فينا لتلك الارواح  وماتشغلها فينا..  ونتعلل وقتها بأن هناك الاهم فالمهم (وفق قانون الاولويات )ونعتقد واهمين ان مانملكه من اسلحة المقاومة والنزع ستنجح في تطبيق قانون الاولويات  ونسف هذه المساحة ..

 ولكن عذرا  ياسيدي وياسيدتي ويا أنا... هنا سياتي الاقوى هنا سيصيطر قانون الطبيعه وسيكحم ضعفنا اللذيذ الذي اخترناه و سيطغى ...فنبدأ بالتعلل بعلل صغناها بانفسنا  ان نزعنا وقضينا على هذه المساحه.. فنخشى من ألم النزف  ونخشى من آلم  جرح الذي لايبرى ..

ونحن  وفي  لحظة هدوء تتملكنا وفي كثير من اللحظات اللاحقة لاي غضب وردة فعل ..قد نجتهد ليبقى كل محتل لمكانه بداخلنا ...

لا لشيء الا لأن كثير من اللحظات وكثير من الاشخاص هم بذاتهم من يعنون لنا فكره او عاطفة جسدتهم بإرادتك لامرغما... تستحضرهم محتلين داخلك عنوة...وما أسماها من منزلة.. هي في الاعماق الدفينه فلامقترب ولامنازع ولاتقوى كل قواك التي استجمعتها وافكارك على الاقتراب..فبين كل دفقة دم بموقف جميل منهم يزداد بريقهم ويزيد خفقان القلب مخرجا كل غضب  .. فحتى الزعل على هؤلاء المحتلين هو زعل حب .. 

لا لشيء الا لانهم من صنعوا لحظات عمرك بموقف وفعل تسكنه العاطفه..وهم بذلك شكلوا ذكرياتك وحاضرك  ولا تملك ان ترى الغد غد بدونهم

 *شوية حكي* مشهد كل الحكاية

و بعد ان تفرغ ما بداخلك من طاقة  تجاه من لامس الروح واحبها.. وتتوصل الا  ان الكاميرا ومخرجاتها من الصور بكل حلاوتها وماتصنعه من ذكرى.. لاتعدو عن كونها  صانعة لاثر.. للحظة.. لبصمة انسان يعني لك عالم .. عند كل عثرة او موقف او حتى مناسبة  (وبصمة الدم او الرابط الاجتماعي- وان وجد - فليس هو الاساس) ..فعندما تقرأ كلماتي هنا و تحاول نقدي وتحليل طلاسمي والفاظي لتخمن من اقصد منها... او اذا احببت كلماتي لتتذكر بها شخص ما.. لتقول هو ذاك وتبتسم عيناك كما شفتاك...فانك لا تربطه برابطة معينة كصلة الدم او كصداقة مثلا بالقدر الذي تربط به -صاحب /ـة السمو – بفِكرهِ و حنانهِ او قلبه وكل تفاصيله المقربة اليك والتي تصنع الرابطة والحكاية بحياتك.. 

ونحن هنا سواء انا (وان كتبت) وانت (وان قرأت) فنحن نجتمع بكوننا ننتقي من اللحظات حلوها ومن الناس احلاهم واقربهم قلبا..وهم من سيبقون عماد الذاكرة الصافية..واركان حلما وواقعا احلى يتراءى لاعيننا بين كل رمشة عين.. في وقع حياة يصعب علينا لو لم يكونوا هم.. ولم نبقيهم فيها..

وان كنت اعلم الآن انه وبكل ما سبق من قول لم اوف ما أكنه بداخلي  كم انت لاصحاب الحكاية من معان.. لانني احاول ان اختصر جمال نفسي – كما انت- بما نكنه لصناع الذكرى والحلاوة في العمر..  كما نحاول عادة مرات ومرات ان نختصر مساحات من العمر وبعض التفاصيل الغالية المهداة لنا بكاميرا وصورة وشوية حكي...

       ملاحظة .. قد تكتب الكثير من الكلمات لوصف حالة او فكرة او عاطفة..وفي كثير من الاحيان تتمنى انك لم تخط او تكتب فلفظك لم يوف ولم يعط كل ذي حق حقه