مقابلة حصرية مع نانسي عجرم في الأعياد

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 16 يناير 2013 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
ناسي عجرم

 
تحوّلت الفنّانة نانسي عجرم إلى حالة فنيّة، حاصدةً جماهيريّة واسعة في العالم العربيّ، كرّستها نجمة بكلّ المقاييس. إستحوذت على محبّة الصغار والكبار، بفضل اختياراتها الصائبة والأعمال التي تحوّلت إلى حديث للرأي العام، ناهيك عن خفّة ظلّها واستيعابها لمدى نجوميّتها، ما يجعلها على مسافة قريبة من التصالح مع الذات، وبالتالي إدراكها لمفهوم التواضع عن قرب.

تحتفل مجلة «غالا» بعيد الميلاد المجيد مع الفنّانة نانسي عجرم، حيث قضينا وإيّاها ساعات لا تُنسى، فأخبرتنا عن أساليب تحضيرها وعائلتها لهذا العيد، والذي طبعاً أصبح له نكهة خاصّة بعد زواجها من الطبيب فادي هاشم وإنجابهما ميلا وإيلا، فضلاً عن اختبارها لمعنى العطاء الذي يمنحها السعادة الحقيقيّة وحرصها على شراء هدايا العيد لكلّ أفراد العائلة، كما أسهبت في الحديث عن الرسالة التي وضعتها تحت وسادتها لبابا نويل.

هل ما نشهده في العالم العربيّ من أحداث وفي لبنان يفقد العيد بهجته وبريقه؟
أرجو قدوم الأعياد علّها تنسي الناس واقع الأحداث المريرة التي يشهدها العالم العربيّ. لكنّ شريحة كبيرة من المجتمعات العربيّة تبدو متفائلة بما يحدث لبلوغ مرحلة أفضل. لكنّ تداعيات انفجار الأشرفيّة وأقصد على وجه الخصوص العائلات المتضرّرة منه تحثّنا على عدم اختبار أجواء العيد بفرح كبير تضامناً معهم. وأتمنّى أن يصبّ التغيير الذي تشهده بعض الدول العربيّة لمصلحة الشعب.

كيف تستعدّين لاستقبال عيد الميلاد على الصعيدين المعنويّ والماديّ؟
عيد الميلاد المجيد من أجمل الأعياد، بدأنا بالتحضير له قبل أيّام. والأهمّ بالنسبة إلينا أنّ العيد لا يكتمل إلا باجتماع العائلة، وتهيئة نفوسنا على أكمل وجه لاختبار المعنى الحقيقيّ للعيد.

هل تشرفين بنفسكِ على تزيين المنزل بهذه المناسبة؟
بالطبع، صدقاً في هذا اليوم بالتحديد أشعر بسعادة عارمة نظراً إلى الأجواء المميّزة التي تملأ المنزل.

ربّما عيد الميلاد من أكثر الأعياد التي تحثّنا على العطاء والوقوف عند احتياجات الآخرين. ما هو ردّكِ؟
أفكّر دائماً بالناس الذين لن يتمكّنوا من الاحتفال بالعيد لظروف خاصّة، كاليتامى على وجه الخصوص الذين شاءت الظروف بقاءهم بمفردهم أو مع أناس لا صلة قرابة بينهم. كما أفكر بالتعساء ومن لم تسمح لهم الظروف شراء ما يحتاجونه، وأحاول قدر المستطاع تقديم المساعدة، وجاهزة على الدوام للوقوف إلى جانب من يحتاجني. فعل العطاء الذي يشعر الآخر بالسعادة، ينعكس عليّ ويولّد في داخلي السعادة الحقيقيّة. شعور العطاء هو الأفضل على الإطلاق...

هل تملكين جرأة الاعتذار من أحدهم في هذا العيد؟
طبعاً، كلّ إنسان معرّض لارتكاب الأخطاء في الحياة وجلّ من لا يخطئ. من يقدم على الاعتذار يدرك في قرارة نفسه الخطأ الذي ارتكبه، واستعداده لتصححيه وعدم الوقوع في الخطأ ذاته. من جهة ثانية يحثّه للعمل على  تطوير الذات لبلوغ مرحلة متقدّمة من النضوج من أجل حياة أفضل.

على الرغم من النجوميّة التي حققّتِها ومحبّة الناس لكِ. ما الذي حفّزك على التواضع؟
على الأرجح الفضل يعود إلى والديّ والنظام التربويّ الذي اعتمداه في تربيتنا. نحن على يقين أنّ الإنسان مجرّد زائر في هذه الحياة، وعندما يحين موعد رحيله، لن يتبقّى له إلا أخلاقه وطريقة تعاطيه مع الناس.

هل من أمنية خاصّة بمناسبة عيد الميلاد؟
أتمنّى دوام الصحة التي تُعتبر الأهمّ، وأن يعمّ السلام في لبنان والعالم العربيّ، ويحقّق كلّ إنسان ما يصبو إليه في الحياة.

أيّ هديّة تطلبينها هذا العام؟
ثمّة هديّة معيّنة، وفي المناسبة كتبت منذ حواليّ الشهر رسالة إلى «بابا نويل» ووضعهتا تحت الوسادة.

إلى أيّ مدى يستجيب «بابا نويل» إلى طلباتكِ؟
يستجيب الحمدلله، لأنّها ليست مستحيلة على الإطلاق أو تعجيزيّة.

وهل تتسوّقين بنفسكِ هدايا العيد لكلّ أفراد عائلتكِ؟
طبعاً، والتسوّق في مناسبة هذا العيد يشعرني بسعادة عارمة، أحضّر له منذ حواليّ الشهر تقريباً.

هل ابتعتِ الهدايا الخاصّة بميلا وإيلا؟
ما زلت بانتظار كتابتهما للرسالة  الخاصّة بـ «بابا نويل».

في ظلّ التطوّر الذي نشهده، هل ما زال الأطفال يؤمنون بوجود «بابا نويل»؟
أحبّذ فكرة اعتقادهما بوجود «بابا نويل» دون أن يكتشفا أمره على الإطلاق، إلا بعد بلوغهما مرحلة معيّنة من العمر. وهذا يندرج ضمن الأطر التربويّة، فتأتي الهديّة بمثابة مكافأة إلى الأولاد مقابل حسن التصرّف والسلوك.

أين تمضين ليلة العيد؟
في منزلنا، وأساهم بنفسي بتحضير وجبات العيد والوقوف على كلّ «شاردة وواردة».

هذا ما يحسدكِ عليه كثر، خصوصاً أنّكِ من النجمات القليلات اللّواتي تمكّن من التوفيق بين حياتهنّ الخاصّة والفنّ؟
الغيرة ليست بالأمر المعيب، لكنّ الحسد يدفع إلى أذيّة الآخر ومن يضمره في الوقت ذاته. ليس بالأمر السهل التوفيق بين العائلة والفنّ، هذا الموضوع يتعبني للغاية، ويبقيني منشغلة دون أن أجد وقت فراغ للاعتناء بنفسي. لكنّني سعيدة بذلك، راجية من الله أن يمدّني بالقوّة للبقاء إلى جانب عائلتي والجمهور على حدّ سواء.

هل تحتاجين إلى وقت تمضينه بمفردكِ بعيداً عن كلّ المسؤوليّات؟
منذ سنة أحاول الاستحواذ على وقت أمضيه بمفردي للاعتناء بنفسي وعبثاً حاولت.  نحن على صراع دائم مع الوقت الذي يمرّ بسرعة ويسرقنا.

هل أنتِ سعيدة بما حقّقته حتى اليوم أم ثمّة ما تندمين عليه؟
لا أندم على شيء، أنا سعيدة بما حقّقته حتى اليوم في حياتي، والخالق منحني الكثير من النعم وأكثر ممّا أستحقّ. أطمح للمحافظة على ما حقّقته حتى اليوم على الصعيدين الشخصيّ والمهنيّ. الاستمرار بالنسبة إليّ أصعب من تحقيق النجاح ذاته.

وهل تحتاج العلاقة الزوجيّة إلى مقدار التعب ذاته الذي تبذلينه في الفنّ؟
النجاح ليس بالأمر السهل، فهو يحتاج إلى الكثير من الجهد، المثابرة والعمل المتواصل.

كيف لمستِ أصداء ألبومكِ الأخير «سوبر نانسي»؟
-    في الواقع قدّمت العمل إلى الأطفال لكنّه نال إعجاب الكبار قبل الصغار. الناس كلّهم يردّدون أغنيات الألبوم «بقوسة» و«يا بنات»، وتفاجأت بمحبّتهم للعمل. لم أكن خائفة من عدم نجاح الألبوم ولكن فكّرت أنّ أغنيتيّ «شخبط شخابيط» و«شاطر شاطر» حقّقتا الكثير من النجاح، وتساءلت إنْ كان هذا الأمر سيحدث مع الألبوم الجديد، فالناس يردّدون أغنية «يا بنات» أكثر من أغنيات ألبوم الأطفال الأوّل.

هل تفوّق عملكِ الأخير على ألبوم «شخبط شخابيط»؟
أعتقد ذلك، لمست نجاحه من الحفلات التي أحييها، وردود فعل الجمهور الذي يردّد على مسمعي أغنية «يا بنات».

سمعنا أنّ وائل جسار، أصالة نصري وشيرين عبد الوهاب سيقدّمون أعمالاً خاصّة بالأطفال. ما هو تعليقكِ؟
يسعدني ذلك، الأطفال في عصرنا هذا بحاجة ماسّة إلى تلك الأعمال التي من شأنها أن تصوّر لهم الحياة السعيدة.

هل لكِ أن تضعينا في صورة تحضير ألبومكِ المنتظر؟
من المتوقع أن يصبح جاهزاً في وقت قريب، فأنا خلال هذه الفترة موجودة في الأستديو لوضع صوتي على أغنيات العمل. سأطرح أغنية منفردة تحمل عنوان «بدك تبقى فيك» مع كليب صوّرته مع المخرج وليد ناصيف.

ستفتقدين المخرجة ليلى كنعان التي اعتزلت تصوير الكليبات بعد تعاونكما أكثر من مرّة؟
سأفتقدها وستترك فراغاً، ولا شكّ أنّني أحبّ التعاون مع العديد من المخرجين الموهوبين الموجودين اليوم على الساحة. «ما بعرف ليه بوحي لكلّ هالمخرجين بالاعتزال، مع مين ما اشتغلت بيعتزل من بعدي».

البعض وجد أنّ كلفة إنتاج كليب الأطفال أكبر من نتيجة العمل التي شاهدناها على شاشة التلفزيون. ما هو ردّكِ؟
هذا الكلام يفتقر إلى الدقّة وغير «موزون». الكليب تطلّب الكثير من العمل والتفاصيل الصغيرة والتي لن يدركها البعض بالعين المجرّدة.

ما هي الألبومات التي لفتت انتباهكِ في الآونة الأخيرة؟
إستمعت إلى العديد من الألبومات وأردّد من كلّ ألبوم أغنية أو اثنتين.

لاحظنا وجودكِ في حفل عيد ميلاد الفنّانة أليسا إلى جانب الفنّان وائل كفوري.
لبّيت دعوة أليسا لحضور عيد ميلادها برحابة صدر، لأنّها صديقة وبيننا لقاءات من حين إلى آخر. وأنا أكنّ الاحترام الجميع.

وماذا عن الدويتو بينكِ وبين الفنّان وائل كفوري؟
الدويتو مجرّد شائعة، ولم أفكر بهذا الموضوع على الإطلاق.

أخبرينا عن استعداداتكِ للمشاركة في برنامج Arab Idol؟
في البداية تردّدت، لكنّني سرعان ما تشجّعت لتنفيذها بعدما وجدتها مميّزة ولاقت استحسان الجمهور وقبوله.
ما الذي شجّعك للمشاركة في لجنة تحكيم برنامج للهواة، وهل لديكِ الوقت الكافي لتخصيصه؟
-    الناس تحبّ هذا النوع من البرامج والأصداء إيجابيّة جدّاً، كما أنّ نسبة المشاهدة عالية لذا قرّرت المشاركة. أمّا عن الوقت، فالبرنامج يتطلب التزاماً منّي مرّتين في الأسبوع، لذا أستطيع التنسيق.

برامج الهواة تخرج العديد من الأشخاص ولكن في النهاية لا يجدون من يدعمهم...
-    الظروف باتت صعبة في الوقت الحاليّ، لأنّ نسبة الفنّانين زادت كثيراً، ولكن من يعمل على نفسه ولديه الموهبة والقبول من عند الناس، سوف يلاقي النجاح من دون أدنى شكّ.

وهل ستحكمين بقسوة على المشاركين؟
سأكون نانسي ممّا يعني أنّني لن أستطيع أن أكون قاسية أو فظّة، لأنّ المشتركين يذكّرونني بنفسي عندما كنت في برامج الهواة. فكنت أتأثّر بلهجة الحكّام وأخاف من الملاحظات لذلك سأحاول تقديم النصائح المفيدة كي يستطيعوا الاستفادة منها.

حصلت بعض المشاكل بين الفنّان راغب علامة وأحلام. هل ستلعبين دور الوسيط بينهما؟
أتمنّى ألا تحصل تلك المشاكل «ويكون وجي خير».

هل صحيح أنّك تقاضيتِ مبلغ مليون ونصف المليون دولار؟
غير صحيح. لا أتدخّل في هذه التفاصيل وأتركها لمدير أعمالي جيجي لامارا.

ما الذي يجذبكِ إلى عالم تصوير الإعلانات؟
أختار الإعلانات الخاصّة بشركات عالميّة كبرى. وغالباً ما أستعمل أعمالي في الإعلانات لأنّها قد تحتاج إلى الانتشار، وهنا أستفيد من الترويج للإعلان ولأعمالي في الوقت ذاته.

هل بتِّ على درجة عالية من النضوج لاتّخاذ القرارات بنفسكِ في مختلف الصعد؟
الإنسان في مرحلة تطوّر مستمرّة ليفهم متطلّباته، وبالتالي في كلّ مرحلة أكتسب نضوجاً أكبر. لكن مهما كبر الإنسان لا يمكنه معرفة كلّ شيء، لذلك أستشير الأشخاص المقرّبين لي غالباً، وأطلب الآراء والنصائح قبل اتّخاذ القرار.

هل من مشروع سينمائيّ  في الأفق؟
لا أفكر بالموضوع في الوقت الحاضر ، ربّما في المستقبل البعيد، وحينها سأجمع بين الغناء والتمثيل.

متى تفكرين بالاعتزال؟
عندما أشعر أنّ الجمهور مجبر على محبّتي وتقبّلي كفنّانة.

نشاهدكِ في المجمّعات التجاريّة الكبرى برفقة عائلتكِ دون تبرّج على عكس الكثير من الفنّانات. ما الذي يدفعكِ إلى ذلك؟
أحبّذ الفكرة من منطلق محبّتي للعيش ببساطة بعيداً من الأضواء. وكأيّ أمّ تصطحب ابنتيها إلى المجمّعات التجاريّة لتعيشا بطبيعيّة، فلا يجوز حرمانهما من ذلك فقط لأنّني فنانة. ولم يصادف أن أزعجني أحدهم بتصرّفاته، أنا بطبيعتي أحبّ الناس، لم يحدث يوماً أن رفضت طلب التقاط الصور إلى جانب أحد المعجبين.   

نلاحظ أنّكِ من الفنّانات الناشطات على موقع «تويتر»...
صحيح، أتناول في تغريداتي على صفحتي الخاصّة كلّ ما له علاقة بأعمالي الفنيّة. أمّا بالنسبة إلى حياتي الخاصّة فلا أتطرّق إليها إلا بقليل من التغريدات، إحتراماً لخصوصيّتي.

هل تستشيرين زوجكِ بالأمور الفنيّة؟
أستشيره أحياناُ ويهمّني رأيه، فهو زوج ملمّ بالأمور الفنيّة.

ما هي الكلمة التي تتوجّهين بها إلى قرّائنا بمناسبة عيد الميلاد المجيد؟
أتوجّه بمعايدة للجميع، وأتمنّى أن يحمل العام الجديد الخير، الحبّ والسلام لجميع اللّبنانيّين والدول العربيّة. ولينتظروا أعمالي الجديدة خصوصاً ألبومي الذي أتمنّى أن يستحوذ على إعجابهم.

 أعجبك هذا المقال؟ للمزيد من أخبار نانسي عجرم على بريدك اشترك بنشرة ليالينا الإلكترونية

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار