التكنولوجيا قربت البعيد فلا تجعلها تبعد القريب

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 09 يوليو 2014 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
التكنولوجيا قربت البعيد فلا تجعلها تبعد القريب
يبدو أن سرعة العصر وإيقاع الأيام التي نعيشها قد ترك أثراً كبيراً على جميع نواحي حياتنا الاجتماعية اليومية حتى أن التكنولوجيا وحلولها السريعة قد دخلت في كل شيء إلى أن أصبحت جزءاً لا يتجزأ من أيامنا.
 
فبات لا يخفى على أحد دور التكنولوجيا الإيجابي والكبير في إعادة بناء العلاقات القديمة  وتجديدها بعد أن مر عليها الكثير من الوقت.
 
كما كان لها الفضل الكبير خلال الشهر الفضيل حيث سمحت للأحبة و المغتربين بتبادل التهاني والتبريكات والأمنيات بحلول شهر رمضان. فهاهي إذاً تقتل المسافات. إلا أن سلبياتها باتت أيضاً تنعكس على الحياة الاجتماعية والعلاقات الإنسانية.
 
ومن منطلق حرصها على العلاقات الإنسانية والعائلية المميزة، وضمن حملتها الرمضانية لتحفيز العلاقات العائلية ترفع فيمتو شعارها لليوم ،التكنولوجيا قربت البعيد فلا تجعلها تبعد القريب.
 
حيث لم تعد العلاقات الإنسانية والاجتماعية ذات ميثاق قوي، وأصبح التعبير عن المشاعر والتواصل جافاً عبر وسائل التكنولوجيا ومواقع التواصل بما يتناسب مع الحياة العصرية السريعة.
 
وعلى الرغم من كل الجسور التي مدتها هذه التكنولوجيا لتجمع الأحبة مهما ابتعدوا. حيث جعلت العالم يبدو وكأنه قرية صغيرة، إلا أنها اختصرت الكثير من المعاني والقيم الجميلة.
 
فقد كانت العائلة في رمضان تجتمع لقضاء الشهر الكريم ولم الشمل بعد غياب طويل، بعد أن كان كل يسعى وراء انشغالاته وأعماله.
 
فتلتف الأسرة حول موائد الإفطار والسحور وتتبادل العائلات الزيارات الرمضانية وتقام السهرات العامرة.
 
أما اليوم فقد اقتصرت هذه الطقوس على تبادل التهاني بواسطة رسائل قصيرة أو صورة.
 
حتى أن البعض أصبح يتواصل مع والديه بهذه الطريقة نظراً لانشغاله، مما أصاب العلاقات الإنسانية بالجفاف والفتور.
 
فكثيراً ما نجد الأسرة الواحدة تجلس في نفس المكان إلا أن كل منهم مشغول بهاتفه أو بأحد وسائل التكنولوجيا الأخرى والتي أصبحت متاحة بشكل كبير في عالمنا هذا.  بينما كانت العائلة من قبل تتجاذب أطراف الحديث والكلام المفيد، وتتباحث بشؤونها وتقضي أجمل وأمتنع الأوقات مع بعضها في هذه السهرات الرمضانية المميزة.
 
حتى الواجبات الإنسانية والتي كانت موجودة بشكل عميق بين الناس أصبحت تتخذ شكلا سطحياً. وتحول واجب التعزية أو التهنئة بين أقرب الناس إلى كلمة ترسل له عبر جهاز ليس فيه روح.
 
وأخيراً تنصحكم فيمتو بأنه مهما كبرت مسؤوليات الحياة وتسارع إيقاعها، اجعلوا الأسرة دائماً في المقام الأول واحرصوا على أن تستثمروا دور التكنولوجيا الفعال في قتل المسافات بين الأحبة البعيدين، ولكن احذروا أن تبعد بينكم وبين من حولكم وأن تسرق منكم أجمل وأمتنع اللحظات التي لا تعوض مع العائلة.
 
فيمتو تتمنى لكم أجواء عائلية رمضانية مميزة 
 
وكل عام وأنتم بخير
 
 
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار