أنواع التحرش وطرق علاج آثاره النفسية على المدى البعيد

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 09 فبراير 2021 آخر تحديث: السبت، 06 أغسطس 2022

التحرش الجنسي من أبشع صور العنف ضد المرأة، والشائع فيه هو الفعل الجنسي، فهل تعرضتِ لموقف أو محادثة شعرتِ فيها بالضيق دون معرفة الأسباب؟ في هذا المقال، نطلعك على تعريف التحرش الشامل وأسبابه وأنواعه وتأثيره النفسي على الضحية وكيفية علاجه.

ما هو التحرش

التحرّش الجنسي هو أي صيغة من الكلمات غير مرغوب بها أو من الأفعال ذات الطابع الجنسي التي تنتهك جسداً أو خصوصية أو مشاعر شخص ما، وتجعله يشعر بعدم الارتياح أو التهديد أو عدم الأمان أو الخوف أو عدم الاحترام أو الترويع أو الإهانة أو الإساءة أو الترهيب أو الانتهاك. [1]

أنواع التحرش الجنسي 

يمكن للتحرّش الجنسي أن يأخذ أشكالاً مختلفة وقد يتضمن شكلاً واحداً أو أكثر في وقت واحد، وتتمثل أنواع التحرش الجنسي في الآتي: [2]

  • النظرة المتفحّصة للمتحرش: التحديق أو النظر بشكل غير لائق إلى جسم امرأة ما، أو أجزاء معينة من جسمها أو عينيها.
  • تعبيرات الوجه للمتحرش: أي نوع من تعبيرات الوجه التي تحمل اقتراحاً ذا نوايا جنسية، مثل: الغمز أو اللحس أو فتح الفم.
  • نداءات المتحرش: التصفير أو الصراخ أو الهمس، وأي نوع من الأصوات ذات الإيحاءات الجنسية.
  • لمس المتحرش للضحية: اللمس أو التحسس أو النغز أو الحك أو الشد أو الاقتراب بشكل كبير أو الإمساك بجزء معين، وأي نوع من الإشارات الجنسية غير المرغوب بها تجاه شخص ما.
  • تعري المتحرش: إظهار أجزاء حميمة أمام شخص ما أو الاستمناء أمام أو في وجود امرأة ما دون رغبتها.
  • تهديد وترهيب المتحرش للضحية: التهديد بأي نوع من أنوع التحرّش الجنسي أو الاعتداء الجنسي، بما فيه التهديد بالاغتصاب.
  • تعليقات وإيماءات المتحرش للضحية: إبداء ملاحظات جنسية عن جسد إحداهن، مثل: وصف ملابسها أو طريقة مشيتها أو تصرفاتها، أو إلقاء النكات والكلمات التي تحمل إيحاءً جنسياً، أو طرح اقتراحات جنسية أو مسيئة أو عرض صور جنسية.
  • الملاحقة أو التتبع: تتبع امرأة ما، سواء بالقرب منها أو عن بُعد، مشياً أو باستخدام سيارة، بشكل متكرر أو لمرة واحدة، أو الانتظار خارج مكان العمل أو المنزل أو السيارة الخاصة بإحداهن.
  • الدعوة لممارسة الجنس: طلب ممارسة الجنس، ووصف الممارسات الجنسية أو التخيلات الجنسية، أو طلب رقم الهاتف، أو توجيه دعوات لتناول العشاء أو اقتراحات أخرى قد تحمل طابعاً جنسياً بشكل ضمني أو علني.
  • الاهتمام غير المرغوب به: التدخل في عمل أو شؤون شخص ما من خلال السعي لاتصال غير مرحب به، أو الإلحاح في طلب التعارف والاختلاط، أو طرح مطالب جنسية مقابل أداء أعمال معينة أو غير ذلك من الأمور، أو تقديم الهدايا بمصاحبة إيحاءات جنسية، أو الإصرار على المشي مع امرأة أو إيصالها بالسيارة إلى منزلها أو عملها على الرغم من رفضها.
  • التحرش الجنسي الجماعي: يشمل مفهوم التحرش الجنسي الجماعي الأفعال السالف ذكرها جميعاً، ولكن يرتكبها مجموعة كبيرة من الأشخاص المتحرشين تجاه فرد أو عدة أفراد.

ما هو التحرش الإلكتروني

التحرش الإلكتروني أصبح من أكثر أنواع التحرش السائدة، في ظل تزايد منصات التواصل الاجتماعي، ومن أشكال التحرش الإلكتروني، ما يأتي: [3]

  • إرسال التعليقات أو الرسائل أو الصور أو الفيديوهات غير المرغوبة أو المسيئة أو غير اللائقة عبر الإيميل أو وسائل التواصل الاجتماعي أو المنتديات أو المدونات أو مواقع الحوار عبر الإنترنت.
  • إجراء مكالمات هاتفية أو إرسال رسائل نصية تحمل اقتراحات أو تهديدات جنسية لشخص ما.

أسباب التحرش الجنسي

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التزامه التام بسياسة الأمم المتحدة المتمثلة في عدم التسامح على الإطلاق مع التحرش الجنسي، مرجعاً أسباب التحرش إلى الثقافة الذكورية التي تتخلل الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات الدولية وحتى بعض المجالات في المجتمع المدني. [1]

ووفقا لبعض المتخصصين في مجال حقوق المرأة والخبراء النفسيين، فإن التحرش الجنسي ضد المرأة يرجع لعدة أسباب نفسية واجتماعية من ضمنها ما يأتي: [1]

  1. الاضطراب السلوكي للمتحرش: ومعنى ذلك أن المتحرش ليس مريضاً نفسياً بل إنسان ذو سلوك مضطرب بصرف النظر عن عمره أو مستواه الاجتماعي أو الثقافي، فهو شخص مُدرك لأفعاله، ولكنه يعاني خللاً يجعله يتصرف بعنف تجاه الآخرين.
  2. المتحرش رد فعل: بحسب بعض الدراسات، فإن العدوان الذي يمارسه المتحرش يكون كرد فعل لعدة أسباب منها؛ أسباب بيولوجية، مثل: ارتفاع معدلات التلوث البيئي، ما يسبب ميلاً إلى العنف، وأسباب نفسية واجتماعية وسياسية، مثل: التفكك الأسري، والزحام، والقمع، والحرمان من الاحتياجات الأساسية.
  3. التربية غير السليمة: من ضمن أسباب التحرش الجنسي غياب الضمير والمبادئ والتربية الصحيحة، إذ يصبح سلوك الشخص مائلاً لكل أشكال العنف بشكل عام، ومنها التحرش الجنسي.
  4. الشعور بالانكسار: المتحرش بسبب الاضطرابات النفسية التي يعانيها يشعر دائماً بالانكسار، لذلك فإن ممارسة التحرش الجنسي تُشعر المعتدي بلذة وقتية، ليس فقط من لمس جسم الأنثى أو مغازلتها بكلمات ذات إيحاءات جنسية، بل من فكرة التعدي والقمع والشعور بالتفوق على مَن لا حيلة له، فكلما انزعجت الضحية وأظهرت امتعاضها وتأذيها من هذا الفعل شعر هو بمتعة أكبر.
  5. تواطؤ المجتمع: يدعم تواطؤ المجتمع شعور المتحرش ويشجعه على تكرار فعلته، إذ إن رد فعل المجتمع المتساهل والمؤيد للمتحرش، الذي ينظر إلى الضحية على أنها الطرف الأضعف، الأمر الذي يعكس تمييز ضد المرأة.

آثار التحرش على المدى البعيد

للتحرش آثار عديدة وطويلة المدى، فهو يؤثر على الصحة العقلية والجسدية والنفسية، ومن بين آثار التحرش الجنسي على المدى البعيد ما يأتي: [4]

  • التوتر والقلق والكآبة وصعوبة التركيز والصداع والأرق واضطرابات النوم والكوابيس.
  • اضطرابات الطعام والتعب والإعياء ونوبات الهلع وتعاطي المخدرات والتفكير في الانتحار.
  • فقدان الثقة بالنفس وعدم تقدير الذات وفقدان الثقة بالآخرين.
  • الإدمان على الكحول والانسحاب والانعزال.
  • فقدان الوظيفة أحياناً، وبالتالي فقدان الدخل.
  • الغضب والخوف والإذلال والشعور بالإثم والعار والعنف والعجز وفقدان السيطرة.
  • انخفاض مستوى الأداء الدراسي أو العملي وزيادة التغيب خوفاً من تكرار التحرش.
  • التأثير بشكل سلبي على الحياة الجنسية، مما قد يؤدي إلى الطلاق.
  • الاضطرار لتغيير نمط الحياة أو مكان الإقامة أو مكان العمل.
  • فقدان الدافع أو الرغبة في الحياة.

علاج التحرش الجنسي نفسياً

عندما تتعرض النساء للتحرش، مثلما ذكرنا في السابق تكون لديها رغبة بالانفصال عن الحدث، وإبعاده عن ذاكرتها، ومحاولة نسيانه تماماً، ورغم ذلك تفشل مجهوداتها في تخطي الأمر نفسياً، لذلك عليها اتباع الخطوات الآتية لعلاج التحرش الجنسي نفسياً: [5]

إدراك اضطراب ما بعد الصدمة

في البداية يجب أن تعرف الفتاة أن هناك نحو 20-40% من السيدات اللاتي تعرضن للتحرش يعانين مما يعرف بـ"اضطراب ما بعد الصدمة"، وتظهر هذه الأعراض على شكل اضطرابات النوم، والخوف الشديد، والانزعاج، والتوتر، واستعادة الحادث في الذاكرة أكثر من مرة وتذكر أدق تفاصيله.

الحكي لذوي الثقة

عليكِ أن تحكي لمن تطمئنين لهم من القريبين منكِ، والقادرين على تفهم المشكلة، فبمجرد مشاركة المشكلة مع آخرين تطمئنين لهم، وشعوركِ بوجود من يشاركك قلقك وألمك، سيساعدك ذلك بشكل كبير على التعافي، فقط تذكري اختيار المقربين الذين سيعتنون بك ويشاركونك ألمك.

المساعدة النفسية

التوجه إلى أحد الأطباء الاستشاريين في مجال الأمراض النفسية، حيث تخضع الفتاة التي تعاني من "اضطراب كرب ما بعد الصدمة" إلى نوعين من العلاج؛ الأول: هو العلاج الدوائي، الذي يهتم بإزالة آثار القلق والتوتر والخوف وقلة النوم، والثاني: المشاركة في جلسات العلاج النفسي والجمعي، والأفضل هو أن يُطبق النوعان جنباً إلى جنب.

تمارين الاسترخاء

في جلسات العلاج النفسي، يبدأ الطبيب في إزالة التوتر الذي تعاني منه الفتاة، ويتم التدريب عبر تمارين الاسترخاء لإخراج المريض من التوتر، فإذا كان هناك اضطراب في النوم، يتم استخدام أشكال مختلفة من التمرينات.

استعادة الثقة بالنفس

تذكري أن المرض النفسي مثل أي مرض عابر قد يمر بالإنسان، وأنه ربما يعطل حياتك، لذا يجب علاجه، والمرض النفسي ليس بالضرورة أن يكون اضطراباً عقلياً، لذا عليكِ استعادة ثقتك بنفسكِ، خاصة أنه من آثار التحرش أن تظهر أعراض الخوف والقلق والاكتئاب عليكِ.

التحرش بالأطفال ومواجهته

التحرش الجنسي بالأطفال هو أي إساءة استغلال فعلية أو محاولة إساءة استغلال لحالة ضعف أو لتفاوت في النفوذ أو للثقة من أجل تحقيق هدف جنسي من الأطفال. [6]

وبحسب بعض الخبراء في مجال حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، المعنين بالإتجار بالأطفال، فإن هناك ارتفاعاً غير مسبوق في استغلال الأطفال جنسياً خاصة عبر الإنترنت. [6]

وقد حذر الخبراء من سوء الصحة النفسية والعاطفية للأطفال بعد التعرض لأي نوع من أنواع التحرش، خاصة أن عواقب وآثار التحرش الجنسي على الأطفال عبر الإنترنت تكون طويلة الأمد، وتستمر حتى بلوغ سن الرشد. [6]

ومن أفضل سبل مواجهة التحرش بالأطفال ما يأتي: [6]

  • وضع إطار قانوني شامل واستراتيجيات لحماية الأطفال في البيئة الرقمية تقع على عاتق الدول، وذلك بموجب التزاماتها بالعديد من معاهدات حقوق الإنسان. 
  • ضرورة الكشف المبكر عن حالات التحرش الإلكتروني بالأطفال، وتوفير الخدمات وآليات الإبلاغ عنها، التي من المهم أن تكون فعّالة وملائمة للأطفال.
  • الوقاية من التحرش الجنسي بالأطفال عن طريق توفير المزيد من الموارد والخبرات الفنية، للحد من التحرش عبر الإنترنت، من خلال البرامج التعليمية وحملات التوعية التي تستهدف الأطفال أنفسهم.
  • توفير الدول آليات الكشف عن مواد الاستغلال الجنسي للأطفال والإبلاغ عنها، ومنعها لدى قطاع تكنولوجيا المعلومات.

وبذلك، فإن هناك 35% من النساء حول العالم عانين من التحرش الجنسي من شركائهم أو من مجهولين، بينما يتعرض نحو 40-60% من النساء حول العالم للتحرش اللفظي في الشوارع، خصوصاً في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بحسب تقرير منظمة الأمم المتحدة المعنية بشؤون المرأة (UN Women) الصادر العام الماضي.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار