عزت أبو عوف

يُعدّ عزت أبو عوف واحدًا من أبرز وجوه الفن المصري والعربي، وصاحب مسيرة فنية وثقافية متفرّدة جمعت بين الطب والموسيقى والتمثيل والإعلام. لم يكن مجرد فنان، بل شخصية راقية تركت أثرًا إنسانيًا وفنيًا كبيرًا في قلوب الجمهور وزملائه.

النشأة والبدايات

وُلد عزت أحمد شفيق أبو عوف في القاهرة في 21 أغسطس 1948 داخل أسرة فنية ومثقفة. أحبّ الموسيقى منذ صغره، لكنه التحق بكلية الطب وتخرّج طبيبًا متخصصًا في الأمراض العصبية، قبل أن يتجه تدريجيًا إلى الفن الذي اعتبره شغفه الأكبر.

من الطب إلى الموسيقى

1. انطلقت شهرته الأولى من خلال تأسيسه لفرقة موسيقية خضعت لعدد من التحولات، إلى أن أسّس في الثمانينيات فرقة "فور إم – Four M" مع شقيقاته.
2. حقّقت الفرقة نجاحًا واسعًا وقدّمت لونًا فنيًا مختلفًا جمع بين الغناء الاستعراضي والأداء العصري، فكانت بوابة دخول عزت أبو عوف إلى عالم النجومية.

التحول إلى التمثيل

1. دخل عالم التمثيل في بداية التسعينيات، ليصبح بسرعة أحد أبرز نجوم الشاشة بفضل حضوره الهادئ وأدائه العفوي.
2. تميّز بقدرة نادرة على التنقل بين الأدوار الرومانسية والكوميدية والدرامية، كما اشتهر بتقديم شخصيات الرجل الأرستقراطي أو الأب الحنون أو الطبيب والمثقف.

من أبرز أعماله:

• السينما: عودة أخطر رجل في العالم، آيس كريم في جليم، عصافير النيل، عمر وسلمى، العبقري، واحد من الناس، حالة حب.
• التلفزيون: راجل وست ستات، الرجل الآخر، زيزينيا، عبودة ماركت، أهل كايرو، الحرافيش.
• كما شارك في عدد كبير من المسلسلات التاريخية والاجتماعية والدرامية.

أدواره في الوسط الفني

1. لم يقتصر عطاؤه على التمثيل فقط، فقد شغل منصب رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لعدة دورات، وكان مثالًا في الرقي والانضباط والالتزام.
2. كما عمل مقدّم برامج، وكتب مقالات إنسانية متعلقة بالفن والحياة، وكان دائم التشجيع للمواهب الشابة.

الحياة الشخصية

عُرف عزت أبو عوف بعلاقته الإنسانية العميقة بزوجته الأولى فاطيما التي رافقته رحلة عمر طويلة حتى رحيلها. تأثر بوفاتها بشدة وعبّر عن ذلك في أكثر من لقاء.
لاحقًا تزوّج من أميرة، التي وقفت إلى جانبه في سنواته الأخيرة.

المرض والرحيل

1. في سنواته الأخيرة عانى من مشكلات صحية بالقلب والكبد، وظل رغم ذلك محتفظًا بابتسامته وهدوئه المعهود.
2. رحل الفنان عزت أبو عوف في 1 يوليو 2019 بعد مسيرة فنية وإنسانية امتدت لعقود، تاركًا إرثًا كبيرًا من الأعمال والذكريات.

إرث فني وإنساني خالد

لم يكن عزت أبو عوف نجمًا عابرًا، بل مدرسة في الذوق والالتزام والإنسانية.
قدّم نموذجًا للفنان المثقف المتواضع، وحافظ على مكانته في قلوب الجمهور بروحه الهادئة وحضوره الراقي… ليظل اسمه أحد أكثر رموز الفن المصري احترامًا ومحبة.