فيديو حوت يفترس مدربته يجتاح مواقع التواصل وهذه حقيقته

تداولت منصات التواصل الاجتماعي مؤخرًا فيديو مزيفًا يزعم وقوع هجوم عنيف من حوت الأوركا قاتل على مدربة بحرية تدعى جيسيكا رادكليف  Jessica Radcliffe، خلال عرض مباشر في أحد المتنزهات البحرية، مما أثار حالة من الهلع والقلق بين المتابعين.

حوت الاوركا وجيسيكا

ظهر الفيديو المتداول وكأنه يُظهر لحظة هجوم حوت أوركا على مدربة بحرية شابة تبلغ من العمر 23 عامًا، قيل إنها تُدعى جيسيكا رادكليف، خلال عرض أمام جمهور حي. كما تضمن الفيديو تعليقًا صوتيًا يشرح الحادثة ويدعي أنها انتهت بوفاة المدربة بعد دقائق من إنقاذها.

وأُرفق الفيديو بادعاءات تفيد بأن دماء الدورة الشهرية للمدربة في الماء كانت السبب في إثارة الحوت ومهاجمته، وهو ادعاء غير مدعوم بأي دليل علمي.

فيديو حوت الاوركا وجيسيكا / ملحوظة الفيديو المفبرك قد يحتوي على مشاهد حساسة.

حقيقة فيديو حوت الاوركا وجيسيكا

أفادت تقارير إعلامية ومصادر بحثية موثوقة بعدم وجود أي مدربة بحرية تدعى جيسيكا رادكليف ضمن قوائم العاملين في المرافق أو الحدائق البحرية. كما أوضحت إدارة المتنزهات البحرية أن منشآتها لم تشهد أي حادث من هذا النوع، ولم تُسجَّل بلاغات أو وثائق طبية أو قانونية تثبت وقوع هجوم أو وفاة للمدربة المذكورة.

وبحسب المختصين، فإن المقطع المنتشر تم إنشاؤه باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنتاج مشاهد وصوتيات مزيفة تُحاكي الواقع، بغرض لفت الانتباه وحصد المشاهدات عبر شبكات التواصل. ويعتمد هذا النوع من المحتوى على دمج عناصر مرئية وصوتية اصطناعية ليبدو مقنعًا، رغم أنه لا يمت للحقيقة بصلة.

سياق حوادث حقيقية مشابهة مع حيتان الأوركا

في الحقيقة، وقعت حوادث حقيقية في الماضي حيث هاجمت حيتان أوركا مدربين بحريين، أدت في بعض الأحيان إلى إصابات أو وفاة الضحايا.

أشهر هذه الحوادث كانت في ديسمبر 2009 حين قُتل المدرب الإسباني أليكسيس مارتينيز خلال تدريب في لورو باركي بإسبانيا، وكذلك وفاة المدربة الأمريكية داون برانشاو في فبراير 2010 أثناء عرض في سي وورلد أورلاندو.

ومع ذلك، لا توجد أي علاقة بين هذه الحوادث والفيديو المتداول الخاص بجيسيكا رادكليف، إذ أن الأخير ملفق بالكامل ولا يمت للواقع بصلة.

دحض خرافة دماء الدورة الشهرية كسبب للهجوم

أكد الخبراء البيولوجيون عدم وجود أدلة علمية تربط بين هجوم حيتان الأوركا أو أسماك القرش ووجود آثار دماء الدورة الشهرية في الماء.

هذه الفكرة تُعد من الخرافات التي لا تستند إلى أي حقائق أو أبحاث، وتكررت في سياقات مختلفة بشكل غير علمي.

تُسلط هذه الحادثة الضوء على ضرورة توخي الحذر في التعامل مع المحتوى المتداول على الإنترنت، خصوصًا ما يتعلق بالأحداث الخطيرة التي قد تُثير الذعر دون تمحيص الحقائق. ويشدد المختصون على أهمية الاعتماد على المصادر الرسمية والجهات المختصة للتحقق قبل نشر أو تصديق مثل هذه الأخبار.