مجموعة Emilia Wickstead خريف وشتاء 2025-2026

  • تاريخ النشر: الأحد، 23 فبراير 2025 آخر تحديث: الإثنين، 14 أبريل 2025
مجموعة Emilia Wickstead خريف وشتاء 2025-2026

وسط أجواء تسودها الرهبة والجمال الخفي، قدّمت إميليا ويكستيد Emilia Wickstead عرضها لموسم خريف وشتاء 2025-2026، مستلهمةً من عالم ألفريد هيتشكوك الكلاسيكي، وتحديداً فيلمه الشهير "The Birds" عام 1963، ببطولة "تيبي هيدرن" وتصميم أزياء "إديث هيد" والكاتبة "دافني دو مورييه".

العرض لم يكن مجرد استدعاء بصري لفيلم رعب، بل كان استحضاراً دقيقاً لمشاعر الخوف غير المرئي، ولحظات التوتر الكامنة تحت السطح، من خلال قصة أزياء أنيقة، راقية، وعصرية في آن.

إلهام المجموعة من ثلاث نساء أيقونات

  1. لم تكن المجموعة مجرد محاكاة لتفاصيل شخصية هيدرن المألوفة، بل توسعت رؤية ويكستيد لتشمل الجماليات الشاملة لفيلم "The Birds"، بدءًا من سترة المعلمة الحمراء وصولًا إلى بدلات التويد التي ارتداها سكان خليج بوديغا.
  2. كما استعانت بتفاصيل مميزة لثلاث نساء شكلن ركيزة أساسية في إنتاج الفيلم: مصممة الأزياء الأسطورية، "إديث هيد"، والممثلة تيبي هيدرن، والروائية "دافني دو مورييه"، التي ألهمت قصة الفيلم، وشرحت ويكستيد رؤيتها بالقول: "أردت إزالة البريق الخيالي لهيتشكوك، وجعل هذه الأزياء أكثر ملاءمة لعصرنا الحالي، وأكثر واقعية".

إديث هيد: خياطة السينما في قماش الموضة

كرّمت ويكستيد عبقريّة هيد (التي فازت بـ8 جوائز أوسكار لأفضل أزياء) عبر:

  • بدلات "حديقة الصوف": باللون الرمادي الممزوج مع قماش كادي شارميلين الأسود، بتركيبة أزرار غير تقليدية.

  • ياقات عالية مُهندمة: تُحاكي حركة أجنحة الطيور في الفيلم، مصنوعة من الساتان المطوي بدقة.

  • أكمام "مُرفرفة": تُعيد تفسير مشهد الهجوم الشهير، حيث تصبح الملابس امتدادًا للجسد المُتوتر.

"هيد علمتنا أن التفاصيل الصغيرة هي ما تبني الشخصية" — إميليا ويكستيد.

تيبي هيدرن: الجمال تحت الضغط

احتفت المجموعة ببراعة هيدرن التمثيلية عبر:

  • بدلة "عين الطائر": بالأخضر المصفر (إشارة إلى فستانها الأخضر في الفيلم)، مع أحزمة جلدية تشبه قيود الطيور.

  • تناقضات لونية: ألوان ترابية هادئة مقابل كريب السمور الأحمر الجريء، كتعبير عن الاضطراب النفسي.

  • أقمشة مُتدفقة: تلتقط لحظات الهروب في الفيلم، مع شرائط حريرية تُحاكي الريش المتساقط.

دافني دو مورييه: التشويق يصبح نسيجاً

استلهمت ويكستيد من قصتها القصيرة "الطيور":

  • ألوان أدبية: أزرق كوبالت (كالبحر العاصف)، أرجواني ملكي (كالإثارة القوطية).

  • طباعات جاكار: مُستوحاة من وصف دو مورييه للريش كـ"أوراق شجر مظلمة".

  • فساتين "مُعلقة": بقطع غير متماثل، كإشارة إلى التوتر السردي في أدبها.

الابتكار في التقنيات: عندما تصبح الأقمشة لغة

  • أزهار المينا الفوتوغرافية: المطبوعة على النايلون التقني (3D Flowers) لتجسيد الطبيعة المُهددة.

  • ساتان "الدوقة": المُقصب لتقليد التويد الكلاسيكي بلمسة أنثوية.

  • ترتر مُتعرج: على شكل ريش، يتحرك مع كل خطوة.

الاستعادة النسوية: إعادة كتابة التاريخ السينمائي

في سابقة ذكية، تُصحح ويكستيد النسيان التاريخي لدور النساء في أفلام هيتشكوك عبر:

  1. إبراز عمل إديث هيد: (التي غالبًا ما طغى عليها ذكر المخرج).

  2. تكريم تيبي هيدرن: التي عانت من سوء معاملة هيتشكوك.

  3. إحياء أدب دو مورييه: الذي حوّله الرجال إلى أفلام.

أسلوب بصري يُترجم إلى أناقة خالدة

  1. تجلى إعجاب ويكستيد العميق ليس فقط في السيناريو، بل أيضاً في الشخصيات التي شكّلت خلفية هذا العمل الفني، الكاتبة دافني دو مورييه التي ألهمت القصة، والمصممة إديث هيد التي ترجمتها إلى أزياء أيقونية.
  2. لا طيور هنا على منصة العرض، لكن الريح الهائجة التي هاجمت هيدرن في مشهد العلية الشهير حضرت بقوة عبر حركة الأقمشة، وياقات القمصان التي رفرفت كأنها أجنحة. كانت العارضات وكأنهن في مواجهة غير مرئية مع عاصفة مشاعر.

ظلال أنثوية تغلفها الغرابة

  1. الألوان لعبت دور البطولة كما في أفلام هيتشكوك، حيث اختارت ويكستيد درجات أرجوانية ناعمة، رمادية غائمة، وردية باهتة، لتخلق توازنًا بين الدفء والغموض.
  2. الألوان كانت مألوفة لكن مقلقة، أنيقة لكن مريبة، كما وصفتها المصممة نفسها: "ليست فورية التأثير، لكنك تشعر بشيء غير مريح يختبئ خلفها"، هذه الازدواجية تجلت في إطلالة رمادية بطبقة داخلية حمراء زاهية، استحضاراً مباشراً لمشهد رمزي في الفيلم.

تصاميم تأسر الروح وتُحرر الجسد

  1. احتفت ويكستيد بجوهر الأنوثة من خلال تفاصيل مستوحاة من القصّات الكلاسيكية لفترة الخمسينات والستينات، لكنها تخلّت عن المقاسات المقيدة.
  2. جاءت الفساتين بقصات A-line المريحة، والبلوزات البيبلوم المنظمة، والسترات المحبوكة الناعمة، لتجسّد الأناقة الراقية، ولكن بأسلوب يسمح بالتحرّك، بالتعبير، بالتحليق.

رسالة خفية في التكرار

  1. أحد المفاتيح الذكية التي استخدمتها المصممة هو إعادة توظيف الفكرة المركزية من الفيلم: تيبي هيدرن ترتدي الزي ذاته طوال الفيلم تقريبًا.
  2. هذه الفكرة تحوّلت إلى بيان نسوي معاصر في عرض ويكستيد، حيث دعت النساء إلى تكرار ارتداء قطع أساسية بطرق متعددة حسب المناسبة، مؤكدة على استدامة الذوق وأهمية الاختيار الشخصي في تشكيل الأسلوب.

موضة تسرد أكثر من مجرد قصة

  1. كان عرض خريف وشتاء 2025-2026 بمثابة قصيدة بصرية لكل من يعشق الموضة التي تقول شيئاً،. كل طية، كل رفرفة، كل درجة لونية، كانت محملة بإيحاءات ذكية، تربط بين الخوف والأنوثة، بين الماضي والآن، بين الشاشة الفضية ومنصة العرض.
  2. وكما اختتم هيتشكوك فيلمه بسماء تملؤها الطيور، تستعد إميليا ويكستيد لرحلتها الخاصة، إذ كشفت أنها ستصمم زياً رسمياً جديداً لشركة طيران نيوزيلندا، إعلان يأتي في توقيت مثالي، كأنما يمنح مصممة الأجنحة الجديدة الضوء الأخضر لتُحلّق أبعد من مجرد عرض موسمي، نحو رمز عالمي للأناقة الجوية.
  3. هذه المجموعة ليست مجرد ملابس، بل بيانٌ ثقافي يُذكّرنا بأن الإبداع الحقيقي غالباً ما يكون جماعياِ، وأن النساء كنّ دائمًا الخيط الخفي الذي ينسج القصص الكبرى.
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار