مصطفى محمود: مسلسل سيرة ذاتية في رمضان 2026

تستعد المنتجة مها سليم لخوض تجربة درامية جديدة تُعيد للأذهان مكانة الشخصيات الفكرية المؤثرة، وذلك عبر تقديم السيرة الذاتية للمفكر المصري الراحل الدكتور مصطفى محمود، ضمن موسم دراما رمضان 2026، بعد أعوام طويلة من المحاولات المتعثرة.

مسلسل مصطفى محمود: خطوة جديدة بعد سنوات من التوقف

بحسب ما كشفته تقارير صحفية متادولة، نجحت مها سليم مؤخرًا في إنهاء جميع الترتيبات مع أسرة الدكتور مصطفى محمود، لتأمين حقوق تقديم سيرته في عمل تلفزيوني ضخم يُعاد من خلاله تقديم قصة صاحب "العلم والإيمان" للأجيال الجديدة.

ومن المنتظر أن تُعلن الشركة المنتجة خلال أسابيع عن فريق العمل وأسماء الأبطال، في خطوة تُنعش آمالًا ظلت مؤجلة منذ سنوات.

من هو مصطفى محمود؟

يُعد مصطفى محمود من أبرز المفكرين الذين جمعوا بين الطب والفلسفة والعلوم، إذ تخرج في كلية الطب عام 1953، وترك تخصص الأمراض الصدرية ليكرّس حياته للبحث والكتابة منذ مطلع الستينيات.

تجاوزت مؤلفاته 89 كتابًا بين الفلسفة والدين والعلم والروايات القصيرة، من بينها أعمال شهيرة لا تزال تُطبع حتى اليوم مثل "لغز الموت"، "القرآن محاولة لفهم عصري"، "رحلتي من الشك إلى الإيمان"، إلى جانب كتبه الحوارية مثل "حوار مع صديقي الملحد".

كما يُعد برنامجه التلفزيوني الشهير "العلم والإيمان" علامة فارقة في مسيرته، إذ قدم عبره أكثر من 400 حلقة ناقشت موضوعات علمية معقدة بلغة مبسطة بقيت محفورة في ذاكرة الجمهور.

خالد النبوي ومصطفى محمود

تعود فكرة تحويل قصة حياة مصطفى محمود إلى مسلسل تلفزيوني إلى عام 2013 تقريباً، حين جرى التحضير لمشروع كبير أسند بطولته حينها للفنان خالد النبوي. وتم بالفعل تصوير مشاهد دعائية قصيرة لاقت انتشارًا واسعًا، غير أن المشروع توقف لاحقًا بسبب عقبات إنتاجية مرتبطة بحجم الميزانية الضخمة التي يتطلبها العمل.

وكانت الخطة السابقة تشمل تقديم أكثر من 150 شخصية معاصرة من رموز الأدب والفن والسياسة في مصر، من بينهم أم كلثوم وصلاح جاهين وعبد الحليم حافظ وإحسان عبد القدوس، إضافة إلى نقل بعض أحداث المسلسل إلى الخارج لتوثيق مشاركات مصطفى محمود في مؤتمرات علمية عالمية.

وكان المسلسل الذي لم يخرج للنور أبداً من تأليف وليد يوسف وإخراج محمد جمعة وإنتاج أحمد عبد العاطي، وجرى الترويج حينها إلى أن العمل قد يُعرض خارج السباق الرمضاني لتفادي الزحام الدرامي وضمان تقديمه بالشكل الذي يليق بمكانة الشخصية.

لكن مع مرور السنوات، ظل المشروع حبيس الورق رغم اكتمال جزء من السيناريو وتجهيز بعض المشاهد الترويجية، قبل أن تتجدد المحاولة الآن على يد المنتجة مها سليم أملاً في كسر دائرة التأجيل وإعادة إحياء العمل برؤية إنتاجية أكثر نضجًا.

أسرة مصطفى محمود لم تمانع ولكن!

من النقاط اللافتة في هذه التجربة أن أسرة مصطفى محمود لم تعارض المشروع منذ البداية، بل أبدت دعمًا كاملًا لعرض تفاصيل سيرته بما يليق بمكانته الفكرية والدينية. إلا أن ضعف الشراكة الإنتاجية والدعم المؤسسي في وقت سابق حالا دون استكمال التصوير.

وتؤكد التقارير الصحفية أن الاتفاق الأخير يمنح فرصة جديدة لإنعاش المشروع، خاصة مع اهتمام بعض الجهات بتوفير دعم إضافي لضمان خروج العمل بجودة تليق بقامة مصطفى محمود وتاريخ مصر الثقافي.

وتتزايد التوقعات بأن يشكل عرض المسلسل في رمضان 2026 نقلة مهمة لإعادة الاعتبار لمسلسلات السير الذاتية التي غابت عن الشاشات في السنوات الأخيرة لصالح أعمال تجارية اعتبرها الكثيرون سطحية.

فيما يتطلع جمهور مصطفى محمود إلى رؤية تفاصيل مسيرته في قالب درامي يُعيد تسليط الضوء على قيمة الفكر والعلم في مواجهة موجات الترفيه الفارغ.