نجمة مجلة ليالينا.. سارة بركة: "أدواري لا تشبهني"

  • تاريخ النشر: السبت، 26 أبريل 2025 آخر تحديث: الخميس، 08 مايو 2025

في وقت يفيض بالوجوه المتشابهة، تفرض سارة بركة حضورها بنعومة وجرأة، وبصوت لا يشبه إلا نفسه. تألقت من خلال دورها اللافت في مسلسل "تحت سابع أرض"، لم تكن مجرد بطلة على الشاشة، بل مرآة لحقيقة غائرة في الواقع... أدّتها بشغف جعلها من الأسماء التي لا تُنسى بسهولة.

في هذا الحوار الحصري مع ليالينا، تكشف سارة بركة عن كواليس العمل الذي شكّل نقطة تحوّل في مسيرتها، وعن التحديات التي خاضتها لتصل إلى هذه المحطة من النجومية... نتحدث معها عن الفن، عن الشخصية التي أثّرت فيها، وعن سارة الإنسانة خلف الكاميرا... فكونوا معنا.


❓ ما اللحظة الفاصلة التي شعرتِ فيها سارة بركة أن التمثيل ليس مجرد شغف، بل قدر؟

أظن أن البدايات تعود إلى مرحلة الطفولة، فقد ظهرت ميولي الفنية مبكراً. كنت مولعة بالموسيقى، وأفضّل البقاء في المنزل لمشاهدة التلفاز على الخروج واللعب. ومع مرور الوقت، تطوّر هذا الشغف ليأخذ شكل حلم حقيقي، فتوجهت نحو دراسة التمثيل.

لم تكن رحلة الالتحاق بالمعهد سهلة؛ واجهت العديد من العقبات، أبرزها رفض عائلتي دخولي هذا المجال. لكن الغريب أن كل عقبة كنت أواجهها كانت تزيدني إصراراً، وتُعمّق تعلقي بالفن. لم أملك شغفاً آخر، ولا أرى نفسي في أي مهنة سواه.

سارة بركة

"بين معارضة العائلة ونداء الشغف... لم يكن الفن خيارًا، بل قدر" 

❓ ما هي الشخصية التي أثرت فيكِ أكثر من غيرها؟

أظن أن شخصية "رولا" في مسلسل مع وقف التنفيذ كانت أولى تجاربي الحقيقية في عالم التمثيل، وهي أبعد ما تكون عن شخصيتي الواقعية. من خلالها دخلت عوالم لم أكن أعرفها، وتعرّفت إلى طبائع وتجارب كانت غريبة عني.

التمثيل – في جوهره – يجعلك أكثر تعاطفاً مع الآخرين؛ لأنك تلامسين طبقات إنسانية مختلفة، و تغوصين في أبعاد نفسية معقدة، حتى تصلين إلى مرحلة تتقبلين فيها التنوع البشري بكل اختلافاته... بل وتفهمينه.


❓ هل تميل سارة بركة لاختيار الشخصيات التي تشبهها وتعكس جانباً من حقيقتها؟ أم تفضل التحدي؟

منذ أيام دراستي في المعهد، كنت أميل لاختيار الشخصيات البعيدة تماماً عني، لأنني أؤمن أن التمثيل الحقيقي يبدأ حين تبتعد عن منطقة الراحة.

في عالمنا العربي، غالباً ما تُتهم المرأة الجميلة – خاصة إن كانت ممثلة – بالاعتماد على شكلها فقط، ولهذا سعيت منذ البداية إلى كسر هذا القالب، فاخترت أدواراً لا تمت لي بصلة، سواء كانت فتاة "تِكنو"، أو شريرة، أو منافقة، أو حتى هامشية في الظاهر.

التحدي الحقيقي بالنسبة لي هو أن أُجسّد شخصية مختلفة، وأن أُخرج منها ما هو إنساني... أن أجعل الناس يرون الإنسان خلف القناع.

"أدواري لا تُشبهني... وأرفض أن يُختزل فني في شكلي"


❓ ما أكبر تحدٍ واجهتِه كامرأة في الوسط الفني؟ وكيف استطعتِ تجاوزه؟

أعتقد أن التحدي الأكبر الذي واجهته كامرأة لم يكن داخل الوسط الفني فحسب، بل في دخولي هذا المجال من الأساس.

نشأت في عائلة أكاديمية، والدتي دكتورة في علم الآثار، ولم يكن هناك أي رابط مباشر بيننا وبين عالم الفن. لذلك، كان اختياري لهذا الطريق صادماً نوعاً ما، وواجهت في بدايته الكثير من التساؤلات والرفض.

لكن التحدي الحقيقي كان في إثبات نفسي. في أن أقول "لا" لما لا يشبهني، و"نعم" لما أحب. أن أواصل رغم كل ما بدا غير مألوف، وأن أُثبت أن الفن لم يكن نزوة، بل شغف وحلم سعيت لتحقيقه بإصرار.

سارة بركة نجمة غلاف مجلة ليالينا


❓ رغم موهبتك اللافتة، إلا أن حضورك الإعلامي يبدو محدوداً... لماذا لا نراك كثيراً تحت الأضواء؟

أنا ممثلة... وهذه هي مهنتي الوحيدة، لا أبحث عن الأضواء من أجل الظهور فقط. بالطبع، أظهر من خلال أعمالي الفنية أو عبر مشاركتي في فعاليات فنية وثقافية، لكنني لا أؤمن بما يُسمى بـ"الظهور المجاني"، ولا أرى فيه إضافة حقيقية لمسيرتي.

حياتي الشخصية مساحة خاصة بي، أحرص على الحفاظ عليها بعيداً عن عدسات الإعلام، وأفضّل أن يكون حضوري نابعاً من أدائي على الشاشة، لا من تفاصيل حياتي الخاصة.

❓ كيف تتعاملين مع الانتقادات، سواء جاءت من الجمهور أو من داخل الوسط الفني؟

الانتقادات برأيي نوعان، وهناك فرق كبير بينهما… النوع البنّاء هو ما أرحب به دائماً، بل أبحث عنه، لأنه يساعدني على رؤية نفسي من زاوية مختلفة، ويساهم في تطوير أدائي وتفادي الأخطاء التي قد أقع فيها مجدداً.

أما النوع الهدّام، الذي يفتقد لأي موضوعية أو نية حقيقية للإصلاح، فلا ألتفت إليه مطلقاً. تعلّمت أن أضع مسافة بيني وبينه، لأن الانشغال به يُعيق التقدم ولا يخدم الفنان بأي شكل.

❓ ما الشخصية أو الدور الذي تحلمين بتجسيدها في المستقبل؟

في الحقيقة، هناك العديد من الأدوار التي أتمنى تجسيدها، فكل مرحلة في حياتي الفنية تولّد بداخلي رغبات جديدة وتحديات مختلفة…. من بين ما أتطلع إليه بشغف، هو تقديم دور كوميدي، وأعمل حالياً على دراسة مشروع في هذا الاتجاه، قد يرى النور قريباً إن شاء الله.

كما يراودني حلم تجسيد سيرة ذاتية لإحدى النجمات العربيات، وبشكل خاص شريهان، التي أعشقها منذ طفولتي وكنت أقلدها أمام المرآة، وأيضاً سعاد حسني التي تمثل قمة الرقي والعمق في الأداء.

ولا أخفي شغفي بالأدوار ذات الأبعاد النفسية العميقة، فهي تتيح مساحة للتعبير الإنساني الصادق، وتُشكل تحديًا ممثلاً أحب أن أواجهه.

بطلة مسلسل تحت سابع أرض سارة بركة

❓ لو لم تكوني ممثلة، ما المهنة التي كنتِ ستتجهين إليها بشغف؟ ولماذا؟

في الواقع، لا أعتقد أن هناك مهنة أخرى تستهويني كما يفعل الفن. التمثيل بالنسبة لي ليس مجرد وظيفة، بل فلسفة حياة، وشغف عميق أجد نفسي من خلاله.

صحيح أنني درست الإعلام في البداية، لكنني لم أشعر يوماً بالانتماء الحقيقي لأي مجال آخر.

الفن هو عالمي، وهو المساحة التي أستطيع أن أعبّر فيها عن ذاتي وأحلامي وأحاسيسي. ولهذا، لا أرى نفسي ناجحة في أي طريق سواه.

"لست ضد النقد... بل ضد الهدم المجاني"

❓ برأيكِ، هل الجمال يُسهم في نجاح الممثلة؟ أم أنه قد يقيّدها ضمن قوالب يصعب كسرها؟

لا أعتقد أن الجمال وحده يصنع تأثيراً أو نجاحاً حقيقياً في التمثيل… حين أشاهد أدواري أو أتأمل صوري من الأعمال، أشعر أن الشخصية التي أجسّدها هي ما يراه الجمهور، لا شكلي الحقيقي.

السر في نظري هو تحقيق التوازن؛ فلا يجب أن يطغى الجمال على الموهبة، ولا أن تُختزل الموهبة في الشكل فقط. مظهر الممثلة ينبغي أن يكون مرهوناً بالشخصية التي تؤديها، لا العكس... وهذا هو التحدي الحقيقي، وهذا هو الفن.

❓ برأيك، ما هي المقومات الحقيقية للنجومية؟

في زمن السوشيال ميديا، أصبح من السهل إطلاق لقب "نجم" على أي شخص يحظى بالشهرة أو عدد كبير من المتابعين… لكن في رأيي، النجومية الحقيقية لا تُقاس بالانتشار، بل تُبنى على أسس متينة.

هي مزيج متكامل من الاتزان، الأخلاق، الموهبة، والاجتهاد، إلى جانب العمل المستمر والتطور الدائم. النجومية ليست لحظة، بل مسار طويل من الالتزام والمسؤولية، وهي لقب يجب أن يستحقه صاحبه، لا أن يُمنح له بسهولة. 

❓ هل يفرض النجاح عبئاً على الفنان؟ وما هي الحدود التي تحدد إبداعك الفني؟

أؤمن أن للفن تأثيراً كبيراً في تغيير المجتمعات والأفراد وحتى القوانين، كما حدث مع مسلسل "تحت الوصاية" الذي أسهم في تعديل قانون الحضانة في مصر، وأيضاً كما غير الفن في ألمانيا وفي مختلف أنحاء العالم. وبالتالي، فإن النجاح بلا شك يضع عبئاً كبيراً على الفنان.

أما بالنسبة لي، فلا أضع حدوداً لعملي الفني، فبمجرد أن أبدأ التمثيل، أتحول إلى الشخصية التي أقدمها، وأكون وفية لها وأؤدي كل ما تطلبه على أكمل وجه. ومن هنا أعتبر نفسي محظوظة لأنني عملت مع مخرجين رائعين.

جلسة تصوير سارة بركة لغلاف مجلة ليالينا

❓ عملتِ مع العديد من النجوم الكبار، أي تجربة كانت الأكثر تأثيراً بالنسبة لك؟

لقد كنت محظوظة بالعمل مع العديد من الأسماء اللامعة في مجال الفن. عملي مع المخرج سيف سبيعي كان بداية مهمة لي، حيث قدمت شخصية "رولا" الجريئة التي شكلت تحدياً كبيراً. 

كما أن تجربتي مع باسل خياط كانت من أهم التجارب في مسيرتي الفنية. أحب العمل مع المخرجين المصريين، وقد كنت محظوظة بالتعاون مع طارق العريان وبيتر ميمي، فكل تجربة كانت غنية ومليئة بالفرص التي توسع آفاقي.

أما بالنسبة لشخصية "راما" في مسلسل "تحت سابع أرض"، فهي كانت الأنضج بالنسبة لي على المستوى الإخراجي والإنتاجي. العمل مع تيم حسن له طابع خاص فهو ممثلي المفضل، كما أن شخصية "العربجي" كانت نقلة نوعية في مسيرتي. لذلك، أؤكد دائماً أنني كنت محظوظة جداً بشركائي من الممثلين والمخرجين.

من هي سارة بركة؟

سارة بركة ممثلة عربية شابة لمع نجمها سريعاً في سماء الدراما، بفضل حضورها المختلف، وموهبتها الصادقة، واختياراتها الجريئة للأدوار. بدأت رحلتها مع الفن منذ الطفولة، مدفوعة بشغف داخلي، رغم معارضة عائلتها الأكاديمية لهذا المسار.  

اختارت التمثيل لأنه المساحة الوحيدة التي شعرت فيها بذاتها، فدرست بإصرار، وتسلحت بالموهبة والمعرفة لتفرض مكانتها تدريجياً في الوسط الفني.

قدمت أدوراً مميزة منها مسلسل "تحت سابع أرض" الدور الذي شكّل نقطة تحوّل في مسيرتها، "مع وقف التنفيذ" – أدت فيه شخصية "رولا"، التي كانت أول تجربة حقيقية لها خارج منطقة الراحة.

شاركت أيضاً في مسلسل "العربجي" بجانب النجم تيم حسن، وهو ما مثل نقلة نوعية في مسيرتها. كما تعاونت مع عدد من أبرز الأسماء في الإخراج العربي، منهم سيف سبيعي، طارق العريان، وبيتر ميمي.

تؤمن أن للفن قدرة على تغيير المجتمعات والقوانين، ولهذا تأخذ أدوارها على محمل الجد، وتختار ما يتوافق مع قيمها وشخصيتها الفنية.  

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار