نصائح الدكتور أحمد ليري حول التغذية وخسارة الوزن والعمليات الجراحية

  • تاريخ النشر: الإثنين، 05 نوفمبر 2012 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
الدكتور أحمد ليري

بدأ حديثه عن العمليات الجراحية التي تجرى لخسارة الوزن  حيث اعتبر أنها  استغلال من بعض الأطباء للضعف الذي يعتري المريض تجاه اتباع حمية غذائية أو نظام غذائي محدد وبسيط بإمكانه أن يقود إلى صحة مثالية، خالية من أي مخاطر طبية أو أضرار جانبية قد تصيبه.

وقدم مجموعة من النصائح خلال حواره مع مجلة ليالينا تميزت باجتهاده من خلالها لنشر ثقافة تحدي الإنسان مع وزنه من خلال اتباع النظام الغذائي السليم الذي يقوده إلى حياة خالية من الأمراض، ومع ذلك لا يزال يصادف أشخاصاً يلجؤون إلى مختصر الطرق الخطرة، ويهملون السهل منها!

نترككم مع حوار الدكتور أحمد ليري ونصائحه الصحية المميزة:

ماهي المشاكل التي تواجه أخصائيي التغذية هذه الأيام بالأخص مع وجود كم هائل من تداول المعلومات وسرعتها؟

أعظم المشاكل التي تواجه أخصائيي التغذية هي لجوء بعض  الناس إلى أخذ معلومة التغذية من مصادر غير موثوق بها علمياً، مثل أفواه المغردين، مصففي الشعر أو الرياضيين ممن يمتلكون الخبرة بالتمارين الرياضية والذين ينصحون على أثرها بنوعية الأطعمة التي تساعد على خسارة الوزن، هذا إلى جانب المواقع الإلكترونية بأنواعها مثل المنتديات والفيسبوك والشبكات الأخرى، وما لا يعلمه البعض أن  أغلب هذه المعلومات خاطئة.

يعني مثلاً ما يتم تناقله حول  فوائد الشاي الأخضر بأنه مفيد جداً معلومة غير دقيقة؟

الشاي الأخضر يمتلك فوائد جمة لجسم الإنسان، فهو يحتوي على مادة الكاتيشين التي تساعد على حرق الدهون بنسبة كبيرة، كما يمتلك مواد مضادة للأكسدة والتي تقي الجسم من الأمراض وخصوصاً أمراض السرطان والزهايمر، لكن ما لا يعيه غالبية الناس، هو التوقيت الذي يلجأون به إلى الشاي الأخضر، فبعد الوجبات الدسمة، شرب الشاي الأخضر  لن يفعل سوى حرق ما يقل عن 10% لا أكثر، ولن يفعل دون ذلك إن تم الاستمرار بأكل المأكولات غير الصحية قبل شربه.

ماهي طرق خسارة الوزن؟

لابد لنا أن نعرف بأن هناك عوامل رئيسية وطرق فرعية لخسارة الوزن. العوامل الرئيسية تتعلق باتباع نظام غذائي يُوصف من اختصاصي تغذية إلى شخص بعينه (دون اتخاذه جاهزاً من شخص آخر يملك ما يخالف حجم وزنه وعضلات جسمه، وجنسه، وعمره.(وغيره   إلى جانب الرياضة والتي تعتبر أحد أهم العناصر المهمة للتحلي بقوام ممشوق. أما الطرق الفرعية فهي تتمثل بالشورت الحراري، والحزام الحراري، والشاي الأخضر والمساج و تناول العلك و شرب الأعشاب والزهوريات وغيرها من المواد المساعدة والتي يمكن اعتبار اتباعها منفردة لا يعود بفائدة تذكر.

ماذا عن المكملات الغذائية؟

هناك مكملات غذائية يستخدمها بعض ممارسي رياضة الحديد كالبروتين أو الأحماض الأمينية التي تساعد على بناء العضلات. تعتبر هذه المكملات غير ضارة و يمكن اللجوء إليها بشرط أن تتم تحت إشراف شخص مختص بهذا المجال. كما ينصح بعمل تحليل دم شامل لمعرفة الحالة الصحية للشخص نفسه ومدى تناسبها مع الجسم. ولكن قد يوجد قصور في الفيتامينات والمعادن و لذلك فإن الاتكال على هذه المكملات لوحدها لايعتبر الحل الأساسي لبناء العضلات. ولكن يجب أن تستخدم كمكمل للنظام الغذائي الصحي.

هناك من يستخدم حبوب لخسارة الوزن؟

بعض حبوب خسارة الوزن تحتوي على الكافيين وهي مادة مفيدة جداً تساعد على زيادة سرعة حرق السعرات الحرارية في الجسم كما تساعد الجسم على القيام بوظائفه بنشاط أكبر، ولكن الإفراط في تناول الكافيين ( كما في هذه الحبوب ) قد يؤدي إلى أربع مشاكل أساسية: اضطراب في النوم، زيادة في دقات القلب، حالة من الجفاف وكما أثبتت بعض الدراسات مؤخراً أن الإفراط في تناول الكافيين قد يؤدي إلى العقم وخصوصاً عند النساء.

هل لمشروب الطاقة أضرار على الصحة؟

 بالنسبة إلى الرياضيين، فإن مشروبات الطاقة التي يلجأون إليها من أجل الحصول على طاقة أكبر تحتوي على نسبة كافيين عالية جداً، التفريط بها يؤدي إلى التسبب في حالة جفاف، والتي قد تؤدي إلى  تمزق وضرر بالعضلات. ولكن الطريقة الصحية للحصول على كميه طاقة كبيرة هي عن طريق تناول كمية كبيرة من الكربوهيدرات معقدة التركيب مثل الأرز أو المعكرونة أو الخبز الأسمر قبل ممارسة الرياضة بفترة، وأستدل على هذا الكلام بتصريح من نجم فريق مانشستر يونايتد و منتخب إنجلترا واين روني عندما صرح بأنه يكره المباريات المقامة في تمام الساعة 12 ظهراً لأنه سيظطر لتناول الباستا في التاسعة صباحاً.

كثيرون ينصحون بتناول وجبة الإفطار ويعتبرونها أساسية للصحة؟

بإمكان اعتبار وجبة الإفطار أولى البوابات المؤدية إلى الأكل الصحي، وهناك دراسة أوروبية تمت على فئتين من الأشخاص، فئة تلجأ إلى الإفطار والأخرى تتنازل عنه، وجد بأن مستوى الضغط والكولسترول مع من يتناولون الإفطار يهبط أكثر من الذين لا يتناولونه، كما أنهم يتمتعون بطاقة جبارة حتى ساعات طويلة في وضح النهار، وهو ما يبعث على الإيجابية.

الاعتماد على الأكل الجاهز أو الوجبات الجاهزة أصبح ظاهرة لدى الكثيرين من أفراد المجتمع.

في الآونة الأخيرة بدأ الكثيرون من الكويتيين خصوصاً بالتوجه نحو الوجبات الجاهزة كوجبة رئيسية في حياتهم اليومية خصوصاً لدى الشباب. و هنا يجب التنويه نحو الفروق الأساسية بين الأكل المعد في البيت والوجبات مسبقة الإعداد في المطاعم:

1. الهدف الأساسي لأي مطعم هو بيع أكبر كمية من الوجبات خلال اليوم الواحد لتحقيق أعلى نسبة أرباح وهذا حق مشروع، ولكن الشيف أو الطباخ في المطعم لايهتم لكمية السعرات الحرارية التي تحتويها كل وجبة ولا يهتم لكمية الدهون خلال إعداد الوجبة بل ومن الممكن أن يزيد من كمية الدهون حتى يتحسن مذاق الوجبة أو يخفي (الزفر). و لهذا السبب نلاحظ بأن وجبات المطاعم غالباً ما تحتوي على نسبة دهون أعلى من أكل البيت.

2. نوع اللحوم والأجبان والخبز المستخدم في المطاعم غالباً ما يكون منخفض الجودة وقليل التكلفة وذلك كي يحقق المطعم الربح (تكلفة قليلة وبيع أكثر).

3. طبخ الخضراوات لفترة طويلة يفقدها قيمتها الغذائية ولذلك فإن أغلب الخضراوات في المطاعم لا تتعدى كونها مصدراً إضافياً للسعرات الحرارية دون أي قيمة غذائية.

رغم ما تكلمت عنه إلا أنني لا أنصح بالتوقف التام عن تناول الوجبات مسبقة الإعداد. لا أنصح بالحرمان ولا أنصح بالإفراط. يمكن تناول الوجبات من المطاعم مرتين أسبوعياً مع معرفة كيفية الطلب من المطاعم و كيفية التقليل من أضرارها.

هناك من يتوجه لإجراء عمليات جراحية لخسارة الوزن.. ما رأيك؟

العمليات الجراحية هي من اختصاص الجراحين وليس أخصائي التغذية ومنها أنواع: تحويل مسار المعدة، قص المعدة (التكميم)، والحلقة التي يتم غرسها على رأس المعدة، وشفط الدهون و ما شاء لله كل يوم نسمع بعملية جديدة.

من وجهة نظري الشخصية والتي قد تختلف عن الكثيرين، فإن العديد من الكويتيين بدأوا يلجأون للحل السريع نظراً لضعف في إرادة الشخص نفسه. كما أن بعض الأطباء ينصحون بهذه العمليات ويؤيدونها. كمية الأكل القليلة جداً (الشحيحة)  تؤدي إلى كسب الجسم لطاقة قليلة مما يؤدي إلى الإصابة بحالة من الإغماء كما أن العمليات الجراحية  قد تؤدي إلى نقص امتصاص الجسم للفيتامينات والمعادن التي من الممكن أن تؤدي إلى تساقط الشعر والخمول وفقر الدم. أيضاً قد يصاب الجسم بالجفاف نتيجة قلة كمية الماء التي يشربها الشخص.

أما الإيجابية الوحيدة (في راي بعض الناس) هي خسارة الوزن السريعة. ولكن فقدان الوزن بسرعة يعني نزول بعض الدهون وكذلك نزول كمية كبيرة من العضلات مما يؤدي إلى مشاكل الترهلات. كما أن فقدان كمية كبيرة من العضلات في الجسم يؤدي إلى بطء في عملية الحرق في جسم الإنسان ولذلك أنا شخصياً لا أنصح بإجراء العمليات إلا لمن يكون في أمس الحاجة إليها وهذه حالات نادرة يوجب فيها تدخل الجراحة لإنقاذ حياة الشخص  ولذلك فانا شخصياً لا أنصح أي أحد بالقيام بالعملية إلا أن كان غير قادر على ممارسة أي نوع من الحركة اليومية. و أنصح كل من يفكر بإجراء العمليه بتقوية إرادتهم والتوجه نحو تغيير نمط حياتهم. فالحمية الغذائية (الريجيم أو الدايت) لا يحتاج سوى عزيمة والتزام!

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار