حوار مع مبتكرتي علامة Mesh–Mesh: حقائب تحوّل الخيال إلى واقع
هوية محلية بروح عالمية: Mesh–Mesh علامة مصرية في عالم الطباعة ثلاثية الأبعاد
في عالم الإبداع حيث تلتقي التكنولوجيا بالفن، وتتمازج الدقة التقنية مع الروح الشاعرية، وُلدت علامة Mesh–Mesh كصوتٍ جديد ومميز في عالم تصميم الإكسسوارات، هي ليست مجرد علامة تجارية، بل رؤية مستقبلية تستمد قوتها من الأصالة والخيال، وتعيد تعريف مفاهيم الموضة والابتكار من خلال الطباعة ثلاثية الأبعاد.
حوار: هدير سامي
تقف وراء العلامة الأختان المصريتان فاطمة العلوي وشيماء العلوي، جمعتهما صداقة وشغف مشترك بالفن، لكن برؤى مختلفة، إحداهما تنجذب نحو الطابع المرح والخيالي، بينما تستكشف الأخرى آفاق التكنولوجيا في الموضة بفضول ورؤية مستقبلية، تمتلك كل منهما روحاً حرة وفكراً متقدماً، ويقدّمان معاً تصاميم تجمع بين الحنين والثورة، وبين البساطة المعمارية والتفاصيل الساحرة.
من خلال هذا الحوار الحصري، نُبحر مع مؤسِّستَي Mesh–Mesh في رحلة الإلهام، ونكشف كيف تتحوّل الأحلام المجنونة إلى قطع فنية ملموسة، تُلبَس وتُروى وتُحبّ.
ما الذي ألهم إطلاق Mesh–Mesh؟ وما كانت الشرارة الأولى؟
لطالما جمعنا حب التصميم والموضة، لكن بأساليب مختلفة تماماً، فاطمة تحب الأسلوب المرح والخيالي، بينما كنت دائماً مفتونة بالتكنولوجيا في الموضة، أردنا أن نبتكر قطعًا تمزج بين عالمينا المختلفين، الشرارة الأولى جاءت عندما بدأنا بتجربة الطباعة ثلاثية الأبعاد، والتي مكنتنا من تنفيذ تصاميمنا غير التقليدية وإحياء Mesh–Mesh.
اسم العلامة لافت ورائع، يمزج بين المعنى الرقمي والشاعري كيف توصلتما إليه؟
Mesh–Mesh هو تلاعب ممتع بالكلمات يعكس جوهر العلامة، "Mesh" هو العنصر الأساسي في التصميم ثلاثي الأبعاد باستخدام الحاسوب، وهذا يعبر عن مقاربتنا الرقمية والدقة التقنية، أما الطبقة الشاعرية فمأخوذة من التعبير العامي العربي "في المشمش"، الذي يصف حلمًا جميلاً أو طموحًا يبدو بعيد المنال.
هذه العبارة تجسّد تماماً الجانب المرح والطموح في تصاميمنا، دمجنا بين هذه الجوانب، التقنية والشاعرية، يُلخص الروح الابتكارية والرؤية الفنية لـ Mesh–Mesh.
في عالم مزدحم بالحقائب، ما الذي شعرتن بأنه مفقود؟ وكيف ملأت Mesh–Mesh هذه الفجوة؟
ما تقدمه Mesh–Mesh في هذا السوق المزدحم هو: "التمثيل".
العالم العربي يضم نسبة كبيرة من الشباب، ومع صعود دعم المنتجات المحلية والاحتفاء بالمصممين العرب، برزت مساحة ناشئة نعبّر من خلالها عن أنفسنا، وعن القصص والجماليات التي نريد إيصالها للعالم، من خلال حقائب منحوتة وفريدة مصنوعة رقمياً.
Mesh–Mesh ليست مجرد علامة تجارية، بل رؤية تمزج بين التقنية والشاعرية لإعادة تعريف الإبداع في الموضة.
هل يمكنكما أن تصفان لنا العملية الإبداعية من الإلهام حتى الطباعة والتشطيب النهائي؟
رحلتنا الإبداعية في Mesh–Mesh تبدأ بشعور أو فضول عميق، غالباً ما يكون مستوحًى من العمارة أو مفاهيم مجردة، مثلاً، مجموعة "Alhambra" استُلهمت مباشرة من تصاميم المقرنصات المعمارية الفاخرة في قصر الحمراء.
نحوّل هذه الإلهامات إلى نماذج رقمية باستخدام برامج التصميم، حيث نقوم بصياغة الأشكال والهياكل بدقة، ثم تُصبح هذه النسخة الرقمية حيةً من خلال الطباعة ثلاثية الأبعاد، مما يُتيح لنا تصميم نماذج أولية سريعة، وتجربة العديد من الاختلافات، تكمن جمال الطباعة ثلاثية الأبعاد في قدرتها على تحويل التصاميم المعقدة إلى واقع ملموس بدقة، بعد الطباعة، تبدأ مرحلة التشطيب اليدوي، من التنعيم والتلوين النهائي، لضمان الجودة والجاذبية البصرية، إنه مزيج بين التكنولوجيا المتقدمة والحرفية الدقيقة، لتكون كل حقيبة عملًا فنيًا متكاملاً.
شاهدي أيضاً: خاص لليالينا: حوار مع مصمم الأزياء العالمي طوني ورد
كيف غيّرت الطباعة ثلاثية الأبعاد عملية التصميم مقارنة بالطرق التقليدية؟
الطباعة ثلاثية الأبعاد غيّرت قواعد اللعبة تماماً، فقد حرّرتنا من قيود التصنيع التقليدي، خلال مراحل التصميم، يمكننا تجربة عدة أشكال وأحجام بسرعة، كما تتيح لنا الطباعة تنفيذ تفاصيل دقيقة للغاية، أقل من 1 ملم أحياناً، وتجاوز مرحلة التجميع، لأن كل حقيبة تطبع بالكامل كقطعة واحدة، وما زالت الاحتمالات أمامنا لا نهائية! مثل التخصيص الفردي لكل تصميم، وتجريب أنماط معقدة، أو الطباعة بألوان وخامات متعددة، وهذا يحمّسنا كثيرًا للمرحلة القادمة.
ومن ناحية تجارية، تمنحنا الطباعة المرونة في إنتاج كميات صغيرة حسب الطلب، مما يسمح لنا بالاستجابة الفورية لملاحظات الزبائن وتطوير المنتجات باستمرار.
الطباعة ثلاثية الأبعاد حررتنا من قيود التصنيع التقليدي، وفتحت أمامنا احتمالات لا نهائية للتجريب والإبداع.
حقائبكن مرحة وشاعرية في آن واحد كيف تحافظان على هذا التوازن بين المرح والقابلية للاستخدام؟
نبدأ دائماً من أفكار تثير فينا شعور الدهشة الطفولية، ويجب أن تكون العملية الإبداعية ممتعة ومليئة بالتحدي، وهذا ينعكس في كل حقيبة نصممها، نزرع الجانب المرح منذ مراحل الفكرة والتصميم الأولى، وصولًا إلى الحقيبة كقطعة فنية قابلة للارتداء، كما أن اختبار نسخ متعددة خلال مرحلة النماذج الأولية يساعدنا كثيرًا في تحقيق التوازن بين الشكل والوظيفة.
عبارة "في المشمش" تحمل حمولة عاطفية في الثقافة المصرية كيف ترين Mesh–Mesh في حوار مع الهوية المحلية؟
"في المشمش" هو رد ساخر على حلم يبدو مستحيلاً، هو تعبير عشوائي وفيه طرافة، يحمل هذا التعبير روح الدعابة المصرية، ونحن حتمًا متحمسون لاستكشاف كيف يمكن استخدام هذا الحس الفكاهي في بناء علاقة مع جمهورنا، نؤمن أن التفاعل مع مكونات هويتنا الثقافية يساعدنا في الحفاظ على تفرد تصاميمنا، وكان هذا أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت من "اللعب" عنصرًا أساسيًا في فلسفتنا التصميمية.
تمزجان بين الحنين إلى الماضي والمستقبل هل هذا مقصود؟ وكيف تعرفان "المستقبلية المصرية" في التصميم؟
نعم، المزج بين الحنين والمستقبل مقصود تمامًا، نحن نؤمن أن الابتكار الحقيقي لا ينبثق من فراغ، بل من إعادة تأويل الماضي، نستلهم من تراثنا الثقافي، والفنون العالمية، والتكنولوجيا الحديثة، ونُعيد صياغتها برؤية مستقبلية.
الهدف ليس مجرد تكرار رموز تقليدية، بل استخلاص جوهرها وترجمتها لأشكال معاصرة تلامس جمهورًا عالميًا، مع الحفاظ على طابع مميز وهوية أصيلة، نطمح لابتكار تصاميم جريئة ومترسخة في الثقافة، تعبّر عن التقدّم دون أن تنسى الجذور.
اخترنا اسم Mesh–Mesh لأنه يجمع بين التقنية الرقمية وروح الدعابة المصرية: بين الجدية والمرح، بين الدقة والحلم.
ما الخطوة التالية لـ Mesh–Mesh؟ هل سنرى خامات جديدة، تعاونات، أو حتى ظهورًا عالميًا؟
نحن نقترب من الذكرى السنوية الأولى في أغسطس، ومليئون بالحماس لكل ما نحلم به لـ Mesh–Mesh، حاليًا، نعمل على حقيبتنا الثالثة باستخدام مواد مرنة، ونتشوق لإطلاقها قريبًا! كما أننا نخطط للمشاركة في مزيد من الفعاليات والمعارض الإقليمية والدولية، أحببنا كثيراً تفاعل الجمهور معنا عند إطلاق ألوان الصيف في pop-up "La Suite 7B" في قطر، كانت تجربة مجزية جداً وسنكررها بالتأكيد!
وأخيراً، ما الرسالة التي تأملان أن تحملها كل حقيبة Mesh–Mesh لمن ترتديها؟
نأمل أن تحمل كل حقيبة Mesh–Mesh رسالة بالفردية والابتكار والفخر الثقافي، نريد لحقائبنا أن تكون أكثر من مجرد إكسسوارات، أن تكون محادثات بصرية، رموزاً لعقلية مستقبلية، وجسراً يربط بين تراث غني وعالم عصري.
كل حقيبة هي شهادة على قوة التصميم، حيث يلتقي الفن بالتكنولوجيا والرواية، وتُمكّن من ترتديها من التعبير عن شخصيتها وتخيل مستقبل لا حدود لإبداعه.
شاهدي أيضاً: نجمة مجلة ليالينا ماغي بوغصن.. نجمة العام