أسباب وعلاج حموضة المعدة

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 | آخر تحديث: الخميس، 17 نوفمبر 2022
مقالات ذات صلة
حموضة المعدة: الأسباب والعلاج
أسباب الحموضة المعوية أثناء الحمل وعلاجها
إليكِ علاج قرحة المعدة وأسبابها

تُعرّف الحموضةُ بكونها إحساساً بالحرقة في الصدر، يحدث لدى كثيرين إثرَ تناول أطعمةٍ معينة كالوجبات الدسمة والمقليّة أو المشروبات الغنية بالكافيين، كما يمكن أن تترافق مع أعراضٍ أخرى كطعمٍ حامضٍ في الحلق، أو إحساسٍ بالتصاق الطعام على جدران وسقف الحلق، وقبل خوضنا في طرق علاج حموضة المعدة، سنتناول كيفية حدوث الحموضة أو الحرقة وأسباب حموضة المعدة.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

كيفية حدوث حموضة المعدة

يوجد في مدخل المعدة ما يُعرف بالدسّام أو الصمام (بالإنجليزية: Valve)، وهو عبارة عن حلقة عضلية تسمى بالمصرة المريئية السفلية (بالإنجليزية: Lower Esophageal Sphincter). [1]  

تُغلقُ هذه المصرة عادةً بعد أقصر وقت من دخول الطعام من المريء إلى المعدة، لكن إذا لم تُغلق بشكل كامل أو إذا بقيت مفتوحةً لفتراتٍ طويلة أكثر من اللازم، فإنّ الحمض الذي تنتجه المعدة (حمض كلور الماء HCl) سيصعد إلى المريء ويسبب الإحساس بالحموضة أو حرقة بالمعدة (بالإنجليزية: Heartburn). [1]

ملاحظة: إذا كان هذا الأمر يحدث أكثر من مرتين في الأسبوع، فذلك ربما يكون دلالةً على الإصابة بما يسمى بداء الجزر المعدي المريئي؛ (بالإنجليزية: Gastroesophageal Reflux Disease GERD) ويجب مراجعة الطبيب. [1]

أسباب حموضة المعدة

  • الحموضة شائعةٌ بعد وجبة ضخمة، خاصةً إذا كانت دسمة، كذلك بعد وجبات الوقت المتأخر من الليل قبل النوم.
  • بعض الأطعمة والمشروبات مثل: الشوكولاتة والفلفل الأسود والثوم والأطعمة الحارة والحمضيات كالبرتقال والليمون والبندورة والنعناع والقهوة والمنبهات عموماً. وليس من الضروري أن يتجنب الشخص هذه الأطعمة ما لم يعانِ من الحموضة.
  • تمارين رياضية معينة كبعض تمرينات المعدة واليوغا والأيروبيك والركض قد تكون سبباً في إثارة مشكلة الحموضة.
  • بعض الأدوية مثل: الأسبرين ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية كالبروفين والنابروكسين وبعض أدوية الضغط والقلب والثيوفيلين وهو من أدوية الربو ومسكنات الألم التخديرية وأدوية داء باركنسون ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة وبعض المكملات كالحديد والبوتاسيوم. [2]  

طرق علاج الحموضة

علاجات الحموضة المتعلقة بنمط الحياة

هناك العديد من العادات التي يمكن عند اتّباعها أن ينقص تواتر حدوث الحموضة، ومنها ما يأتي: [3]  

  • الحفاظ على وزن صحي: إنّ الوزن الزائد يسبب ضغطاً على البطن، الأمر الذي يؤدّي إلى دفع المعدة للأعلى، مما يسمح للحمض المعدي بالتسرّب إلى المريء والتسبب بالحموضة، لذلك يُنصح زائدو الوزن والبدينون؛ بأن يعملوا على تخفيض أوزانهم ببطء، وبأن يزوروا أطباءهم لوضع خطة للوصول إلى وزنٍ صحيٍّ.
  • تجنّب الملابس الضيقة: فالملابس التي تكون شديدة الضّيقِ عند الخصر تضغط على البطن والمصرة المريئية السفلية (بالإنجليزية: Lower Esophageal Sphincter)، مما يساهم في حدوث الحموضة.
  • تجنب الأطعمة والمشروبات التي تُحدث الحموضة: كالأطعمة التي ذكرناها في الفقرة السابقة، ويجب معرفة أن لدى كل شخص أطعمة معينة تُحدث الحموضة عنده عليه أن يلاحظها ويتجنبها.
  • تجنب الأدوية التي تُحدث الحموضة.
  • تناول وجبات صغيرة: يجب تجنب الإفراط في تناول الطعام والاعتماد دوماً على وجبات صغيرة.
  • تجنب الاستلقاء بعد تناول الطعام: يجب عدم الاستلقاء قبل مرور 3 ساعات على الأقل من تناول الطعام.
  • رفع رأس السرير: إذا كانت قمة السرير عالية، فسيكون صعباً على الحمض أن يصعد نحو المريء، يمكن فعل ذلك من خلال وضع كتلة من الخشب تحت السرير أو إسفين تحت الفراش، هذا النوع من الأسافين موجود لدى الأطباء والصيدليات.
  • إيقاف التدخين: لأن عادة التدخين تخفض المقدرة الوظيفية للمصرة المريئية السفلية.
  • تخفيف المشروبات الكحولية: يرخّي الكحول العضلات حول أسفل المريء مسبباً صعود الحمض المعدي نحو المريء.
  • الاسترخاء: فالتوتر والقلق يزيد احتمالية حدوث الحموضة.

علاجات طبية لحموضة المعدة

إذا كنتَ تعاني من حموضةٍ شديدةٍ لمدّة طويلة، فأنتَ على الأرجح تحتاج إلى العلاج الدوائي، وهناك الكثيرُ من الأدوية التي تستعمل في علاج الحموضة وهي متاحةٌ بوصفةٍ (بالإنجليزية: Prescription)، أو دون وصفة (بالإنجليزية: Over-the-counter)، وهذه الأدوية، هي: [4]  

  • الأدوية التي تعدّل حموضة المعدة: تسمى بمضادات الحموضة، ومنها: (Mylanta, Maalox, Rolaids, Tums)، فهي تؤمن تحسناً سريعاً كونها تنقص الحمض المعديّ، غير أنها لا تصلح الضرر الحاصل في المريء، ولا يستمر تأثيرها طويلاً فلا تمنع تكرار حدوث الحموضة، وهي متاحة دون وصفة.
  • الأدوية التي تخفّض إنتاج الحمض المعديّ: تسمى بحاصرات الهيستامين (بالإنجليزية: H₂ Blockers)، منها ما يحتاج وصفة طبية، ومنها ما لا يحتاج، وتحسنها يدوم أطول من مضادات الحموضة، لكن مفعولها يأخذ وقتاً أطول ليبدأ، وهي متوافرة بمسميات عديدة مثل: (Ranitidine, Zantac, Nizatidine, Axid, Cimetidine, Tagamet, Famotidine, Pepcid)
  • الأدوية التي تمنع إنتاج الحمض المعدي: مثل: (Omeprazole, Lansoprazole).

قد يحتاج المريض أكثر من نوع من هذه الأدوية، لذا يجب أن يستشير طبيبه لوضع الخطة المثلى لعلاج حموضة المعدة. [4]

العملية الجراحية لعلاج حموضة المعدة

العملية الجراحية الأكثر شيوعاً لحموضة المعدة الشديدة تدعى عملية تثنية القاع (بالإنجليزية: Fundoplication)، حيث يلف خلالها الجراح قمّة المعدة على أسفل المريء ليقويّه ويبقي الحمض بعيداً. [4]

تُجرى هذه العملية غالباً عن طريق تنظير البطن (بالإنجليزية: Laparoscopically)، وهو يتضمن قطعاً صغيراً يسمح للمريض بالعودة إلى منزله في غضون 3 أيام. [4]

تضييق المصرة المريئية السفلية

له نفس هدف الجراحة، غير أنّ الطبيب يضع خلاله أنبوباً رفيعاً يسمى بالمنظار (بالإنجليزية: Endoscope) في حلق المريض ويوصله إلى المريء، ثمّ يستخدم الإبر أو التسخين بإحداث نسيج ندبي لتضييق وشدّ المصرة المريئية السفلية، لمنع الحمض المعدي من التسرّب. [4]

علاج الحموضة للحامل

تشتدّ أعراض الحموضة عند المرأة الحامل، وذلك لأن المصرة المريئية تضعف خلال فترة الحمل، فهناك نحو 17-45% من النساء الحوامل يعانين من الحموضة. [3]

للأسف ليست هناك دراسات واضحة حتى الآن حول أمان أدوية الحموضة على الجنين، لذلك فإن تدبير الحموضة خلال الحمل يتألف من العلاجات المنزلية المتعلقة بنمط الحياة نفسها للحوامل. [3]

وتتلخص هذه العادات في الابتعاد عن الأطعمة التي تزيد من الشعور بحرقة المعدة، وتجنب بعض التمارين الرياضية واللجوء لنظام غذائي يعتمد على وجبات صغيرة. [3]

ختاماً، ما زالت الأبحاث مستمرة لاكتشاف علاجات جديدة للحموضة كزرع الطعوم، إَضافة إلى أنّ الالتزام بنمط حياة صحّي يعتبر خير مانع لأعراض الحموضة المزعجة، فالوقاية دوماً خيرٌ من العلاج.

  1. أ ب ت "مقال حموضة المعدة وارتجاع المريء" ، المنشور على موقع nhs.uk
  2. "مقال ما هو مرض ارتجاع الحمض المعدي" ، المنشور على موقع webmd.com
  3. أ ب ت ث "مقال أعراض حموضة المعدة وأسبابها" ، المنشور على موقع healthline.com
  4. أ ب ت ث ج "مقال أعراض حموضة المعدة وأسبابها وعلاجها" ، المنشور على موقع mayoclinic.org