اعترافات سوزي الأردنية أمام النيابة: "كنت أحتاج المال"
تشهد مصر موجة جديدة من ملاحقات صانعي المحتوى، حيث تحقق نيابة الطفل في مجمع محاكم الأميرية بالقاهرة مع البلوغر المعروفة بـ"سوزي الأردنية"، عقب توقيفها من قبل الأجهزة الأمنية في منطقة القاهرة الجديدة.
وجاء القبض عليها بناءً على عدد من البلاغات التي تقدم بها محامون، اتهموها بنشر مقاطع مصورة تتضمن ألفاظًا خادشة للحياء، واعتُبرت مخالفة للآداب العامة وتمثل خطرًا على سلوك النشء والمجتمع.
مداهمة المنزل وإحالتها للنيابة
نجحت الأجهزة الأمنية في تحديد موقع إقامة البلوغر، التي يتابعها آلاف المستخدمين عبر "تيك توك" ومنصات أخرى، قبل تنفيذ مداهمة أسفرت عن توقيفها رسميًا، وتحرير محضر بالواقعة.
وبحسب مصادر مطلعة، لم تقتصر الاتهامات على مقطع واحد، بل شملت عدة فيديوهات أثارت ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع السلطات إلى إحالتها إلى نيابة الطفل للتحقيق العاجل.
الاعترافات الأولية: "كنت بحاجة للمال"
أمام رجال مباحث القاهرة، اعترفت سوزي الأردنية بقيامها بنشر فيديوهات تحتوي على ألفاظ غير لائقة، وأوضحت أن هدفها الأساسي كان رفع نسب المشاهدة وتحقيق أرباح مالية.
وقالت خلال التحقيق: "أدرك التجاوزات التي فعلتها لكن كنت بحاجة للمال"، مؤكدة أنها لم تكن تتوقع أن تتسبب هذه المقاطع في كل هذا الجدل، وأنها لم تدرك حجم تأثير محتواها على الجمهور.
تحفظ على الأجهزة الإلكترونية وتحقيقات فنية
تم التحفظ على الهاتف المحمول الخاص بالمتهمة وعدد من الأجهزة الإلكترونية الأخرى التي استخدمتها في تصوير الفيديوهات، تمهيدًا لفحصها من قبل الجهات الفنية المختصة، ضمن الإجراءات القانونية الجارية.
وأكدت وزارة الداخلية أنها اتخذت خطواتها استنادًا إلى البلاغات المقدمة، وفي إطار جهودها لمواجهة أي محتوى إلكتروني يتجاوز القيم المجتمعية.
واقعة سابقة: "تريند الشارع اللي وراه" وسب والدها
وتُضاف هذه الواقعة إلى سلسلة من القضايا المثيرة للجدل التي ارتبطت باسم سوزي الأردنية، من أبرزها قضية "الشارع اللي وراه"، التي تضمنت اتهامها بسب والدها خلال بث مباشر على الهواء، وهو الحادث الذي أثار حينها موجة من الانتقادات.
ورغم صدور حكم بحبسها لمدة عامين، إلا أن محكمة مستأنف شمال القاهرة قبلت استئنافها لاحقًا، واكتفت بتغريمها مبلغ 300 ألف جنيه.
تحقيقات النيابة: التهم لا تزال قيد الفحص
النيابة العامة تواصل التحقيقات في جميع التهم الموجهة لصانعة المحتوى، وسط تأكيدات بأن الإجراءات تتم وفقًا للقوانين التي تضمن حماية الأطفال وضبط المحتوى الإلكتروني، في وقت تتزايد فيه المطالب الشعبية بوضع قيود أكثر صرامة على مستخدمي المنصات الرقمية، خصوصًا من يقدمون محتوى يُعتبر مسيئًا للقيم الأخلاقية العامة.
دعوات لضبط المحتوى ومحاسبة المخالفين
وتسلط القضية الضوء مجددًا على ظاهرة المحتوى غير اللائق على منصات التواصل الاجتماعي، في ظل دعوات متكررة لتشديد الرقابة الإلكترونية وتفعيل القوانين الخاصة بالتحرش الإلكتروني والإساءة للآداب العامة. وتؤكد الجهات الرسمية أنها تتابع باستمرار كل ما يُنشر على هذه المنصات، وتتخذ إجراءات فورية بحق من يتجاوز الحدود القانونية.
الجدير بالذكر أن سوزي الأردنية احتفلت مؤخراً بتخرجها من المرحلة الثانوية، حيث حصلت على مجموع نصفي لا يتجاوز 52%، إلا أنها أبدت سعادة كبيرة بتجاوزها مرحلة الدراسة المدرسية، مقررة الالتحاق بالجامعة.
سوزي الأردنية أثارت جدلاً واسعاً أيضاً بعد نجاحها، إذ أكدت في مقطع فيديو أنها ستنتقم من منتقديها بدخول كلية "طب خاص"، حتى تتمكن من معالجتهم هم وذويهم بطريقة "فاشلة" على حد وصفها، ورغم استحالة التحاقها بهذا المجموع بأي كلية طبية داخل مصر، إلا أن تصريحاتها تسببت في موجة هجوم أخرى ضدها.
شاهدي أيضاً: حبس سوزي الأردنية بتهمة نشر أخبار كاذبة