الإعلان عن موعد جلسة محاكمة فضل شاكر الأولية

أعلن رئيس محكمة الجنايات في بيروت، القاضي بلال ضناوي، تحديد جلسة استجواب تمهيدية للفنان اللبناني فضل عبد الرحمن شمندر، المعروف باسم فضل شاكر.

موعد جلسة محاكمة فضل شاكر

وحدد القاضي للمحاكمة يوم الأربعاء 22 تشرين الأول، ويأتي هذا الاستدعاء بعد سنوات طويلة من اختفاء الفنان عن الأنظار، إثر تورطه في قضايا تتعلق بأعمال مسلحة وملاحقته قضائيًا في لبنان.

سلّم فضل شاكر نفسه لقوة تابعة لاستخبارات الجيش اللبناني عند حاجز الحسبة المؤدي إلى مخيم عين الحلوة في صيدا. وأكد شهود عيان لوكالة "رويترز" أن الفنان تحرك باتجاه الحاجز سيرًا على الأقدام، وكان في حالة هدوء ومرتّاح، متحدثًا إلى مرافقيه بتفاؤل، قبل أن يتسلمه ثلاثة ضباط من الجيش تمهيدًا للشروع في استجوابه الرسمي لاحقًا.

مشوار فضل شاكر

ولد شاكر في صيدا عام 1969 لأب لبناني وأم فلسطينية، واشتهر بصوته الدافئ وأغانيه الرومانسية التي حظيت بانتشار واسع في العالم العربي. قبل اعتزاله الغناء في 2012، كان شاكر من أبرز المطربين اللبنانيين، لكنه اختار الانخراط في جماعة الشيخ أحمد الأسير المسلحة، ما دفعه لاحقًا إلى التواري بعد مواجهات مسلحة مع الجيش اللبناني في بلدة عبرا 2013.

أسفرت تلك المواجهات عن مقتل 18 عسكريًا و11 مسلحًا، وانتهت بسيطرة الجيش على المجمع الذي كان يتخذه الأسير ومناصروه مقرًا لهم. بعد ذلك، لجأ شاكر إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، حيث ظل بعيدًا عن الأنظار لسنوات، وسط إشراف الفصائل الفلسطينية على أمن المخيم الذي لا تدخل إليه قوات الجيش اللبناني عادة.

أحكام ضد فضل شاكر

على الصعيد القضائي، صدرت ضد شاكر أحكام غيابية من قبل المحكمة العسكرية اللبنانية. ففي سبتمبر 2017، حكمت المحكمة بسجنه 15 عامًا مع تجريده من حقوقه المدنية. وفي 2020، أصدرت المحكمة حكمين غيابيين آخرين بتهمة "التدخل في أعمال إرهابية" لدعمه مجموعات متشددة شاركت في نزاعات مسلحة ضد الجيش.

وفي أبريل الماضي، أصدر فضل شاكر بيانًا أكد فيه أنه تعرض للظلم على مدى أكثر من ثلاثة عشر عامًا، وأن التهم الموجهة إليه كانت نتيجة "تصفية حسابات سياسية ضيقة"، نافياً أي تورط مباشر في أعمال إرهابية. وأوضح أنه لجأ إلى مخيم عين الحلوة هربًا من تهديدات بالقتل، وأن المذكرات القضائية صدرت بحقه لاحقًا دون مبرر واضح.

وفق القانون اللبناني، تعتبر الأحكام الغيابية قائمة إلى أن يتم القبض على المحكوم عليه أو تسليم نفسه، وعند حدوث ذلك يُلغى الحكم الغيابي وتعاد المحاكمة أمام القضاء المختص. ويؤكد مقربون من شاكر ثقته في استقلالية القضاء اللبناني وقدرته على البت في قضيته بطريقة عادلة.

عودة فضل شاكر للفن

في السنوات الأخيرة، عاد فضل شاكر إلى النشاط الفني من خلال نشر أغاني منفردة على حسابه في يوتيوب، وحققت بعض هذه الأعمال نجاحًا واسعًا، لا سيما الأغاني التي أداها مع ابنه محمد الصيف الماضي. وقد عكست هذه العودة رغبة شاكر في استعادة موقعه الفني، بعيدًا عن الأضواء العامة، مع استمرار متابعته لقضيته القانونية التي طال انتظارها.

إجراءات تسليم الفنان للقضاء اللبناني تشير إلى التزامه بالقانون ورغبته في مواجهة الملف القضائي الذي طال تأجيله. كما أن جلسة الاستجواب المقررة تفتح الباب أمام إعادة تقييم الأحكام السابقة وإعادة النظر في التهم الموجهة إليه، بما يتماشى مع مبادئ العدالة القانونية.

يأتي هذا التطور في وقت يواصل فيه لبنان مواجهة تحديات قانونية وأمنية متعددة، ما يجعل متابعة ملف شاكر محط اهتمام إعلامي واسع، نظرًا لمكانته الفنية وشهرة قضيته التي امتدت لأكثر من عقد من الزمن.

وقد ربط كثيرون بين عودته المقررة للقضاء ونشاطه الفني المتجدد، ما يثير تساؤلات حول تأثير هذه العودة على مساره المهني والشخصي.

تبقى الأنظار موجهة نحو جلسة الأربعاء، حيث سيبدأ القضاء اللبناني بمباشرة الإجراءات القانونية الرسمية، بعد أن ظل الفنان بعيدًا عن الملاحقات القانونية لسنوات طويلة. وبذلك، يعيد هذا الاستجواب ملف فضل شاكر إلى دائرة الضوء، ليس فقط كقضية قانونية، بل أيضًا كحدث متابع من قبل جمهور واسع في لبنان والعالم العربي، بعد سنوات من الغياب والصمت الفني.