أول بيان رسمي من الجيش اللبناني حول التحقيق مع فضل شاكر بعد تسليم نفسه

بعد سنوات طويلة من الغياب والجدل، سلّم الفنان اللبناني فضل شاكر نفسه للسلطات اللبنانية مساء السبت 4 أكتوبر 2025 عند مدخل مخيم عين الحلوة في صيدا.

هذه الخطوة جاءت لتضع حدًا للتكهنات حول وضعه القانوني، بعد اتهامه في أحداث عبرا جنوب بيروت عام 2013، والتي أسفرت عن سقوط شهداء من الجيش اللبناني.

الجيش اللبناني يصدر بياناً بعد تسليم فضل شاكر نفسه

أصدرت قيادة الجيش اللبناني، عبر مديرية التوجيه، بيانًا رسميًا يوم الأحد 5 أكتوبر، أكدت فيه أن تسليم فضل شاكر نفسه جاء نتيجة سلسلة اتصالات بين الجيش والجهات المعنية، وجرى استلامه عند مدخل مخيم عين الحلوة في صيدا.

وأوضح البيان أن التحقيق معه سيُباشر بإشراف القضاء المختص، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل التزامه بالقانون، وتتيح للسلطات استكمال الإجراءات القضائية بشكل رسمي بعد سنوات من الغياب والجدل حول ملفه القانوني.

كما اعتبر البيان أن هذه الخطوة تفتح المجال أمام مراجعة دقيقة لمسؤوليات شاكر القانونية فيما يخص أحداث عبرا وغيرها من الوقائع المنسوبة إليه.

أزمات فضل شاكر القانونية

صدر حكم غيابي على فضل شاكر عام 2017 عن المحكمة العسكرية اللبنانية، بالسجن لمدة 5 سنوات، وغرامة مالية قدرها 500 ألف ليرة لبنانية، وتجريده من حقوقه المدنية، بتهمة التهجم على دولة شقيقة خلال مقابلة صحفية أجراها في عام 2014 داخل مخيم عين الحلوة.

وشهدت السنوات الماضية سلسلة من التقلبات في حياة الفنان، بين الاعتزال والظهور الإعلامي المحدود، وسط جدل حول موقفه السياسي والديني.

التحوّل من الغناء إلى النشاط السياسي والديني

بدأت مسيرة شاكر الفنية بصوت رومانسي حالِم، إلا أن تحوّله الشخصي جعل الجمهور يشهد جانبه المختلف، حيث انخرط في النشاط السياسي والديني بعد اعتزاله الفن في 2012.

وفي لقاءات سابقة، برر اعتزاله بأنه جاء توبةً إلى الله ونصرةً للدين، مشيرًا إلى رفضه للموسيقى الصاخبة التي اعتبرها تُحرّك المشاعر بطريقة لا تتوافق مع القيم الدينية.

تأثر شاكر في تلك الفترة بداعية لبناني معروف، وبدأ يظهر تعاطفه مع الثورة السورية، مخصصًا جزءًا من أرباح حفلاته لدعم الثورة، حتى أنه صرّح في إحدى المناسبات بأن "الفن صفر أمام بطولة الثوار"، كما نشر دعوات لتشكيل كتائب مقاومة حرة نصرةً للشعب السوري، وهو ما أثار جدلاً واسعًا حول دوره السياسي والديني.

الأحداث المؤسفة في عبرا

ارتبط اسم فضل شاكر بأحداث عنف وقعت في منطقة عبرا جنوب بيروت عام 2013، والتي أسفرت عن سقوط شهداء من الجيش اللبناني.

وأكد شاكر في تصريحات لاحقة أنه لم يشارك مباشرة في أي اعتداء، وأن مشاركته اقتصرت على التظاهرات السلمية ضد نفوذ حزب الله في صيدا، معتبراً أن الحكم الصادر ضده بالسجن غيابيًا كان ظالمًا.

محاولات نفي الشائعات والعودة للحياة الطبيعية

حرص شاكر خلال السنوات الماضية على نفي الشائعات حول عودته للغناء أو التحريض على الجيش، مشيرًا إلى أن بعض الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لا تمثله. كما أعرب عن دعمه لعودة الجنود اللبنانيين المختطفين من تنظيمات إرهابية، وأثنى على جهود بعض الشخصيات السياسية اللبنانية في حل الأزمات المحلية.

ورغم التوترات القانونية والسياسية، تابع ابنه محمد فضل شاكر مسيرة الغناء، مستعينًا بصوت والده في بعض التسجيلات، ما أبرز استمرار الإرث الفني للأسرة رغم غياب الأب عن الساحة الفنية. وأكد شاكر في حوارات صحفية أنه سيبقى إلى جانب ابنه لدعمه، وأنه يعتبر نفسه فنانًا سابقًا، مع التزامه بحياته الجديدة بعيدًا عن الأضواء.

تأتي خطوة شاكر بتسليم نفسه بعد سنوات من الانتظار، لتتيح للسلطات اللبنانية التحقيق معه مباشرة، واستكمال الإجراءات القضائية المتعلقة بأحداث عبرا وغيرها من الوقائع المنسوبة إليه.

وتوضح هذه الخطوة التزامه بالقانون، بعد فترة طويلة من الصمت والاختفاء عن الأنظار، وتفتح الباب أمام مراجعة قضائية دقيقة لتحديد مسؤولياته والتعامل مع ملفه القانوني وفق الأنظمة اللبنانية.