الكحل العربي يزين قائمة اليونسكو للتراث غير المادي

  • تاريخ النشر: الجمعة، 21 نوفمبر 2025 زمن القراءة: 3 دقائق قراءة | آخر تحديث: الأربعاء، 26 نوفمبر 2025
مقالات ذات صلة
جمال ورشاقة: أحلام بإطلالة تراثية يزينها خنجر
بالفيديو: طريقة وضع الكحل العربي
أجمل مواقع التراث العالمي لليونسكو الموجودة في النمسا

الكحل العربي ليس مجرد مستحضر تجميلي، بل تقليد تراثي يمتد عبر عدة دول عربية ويُعتبر عنصرًا اجتماعيًا وثقافيًا مهمًا. مؤخرًا تم ترشيحه ليدرج ضمن قائمة التراث اللامادي لليونسكو، وهو خطوة تهدف لحماية هذا الموروث وضمان استمراريته للأجيال القادمة.

الترشيح يشمل تسع دول عربية: سوريا، العراق، الأردن، ليبيا، عُمان، فلسطين، السعودية، الإمارات وتونس، ويعكس مدى انتشار الممارسة عبر المجتمعات العربية وتنوع الطقوس المرتبطة بها.

أهمية الكحل العربي

الكحل العربي يصنع من مكونات طبيعية مثل حجر الأثمد الذي يطحن بعناية ويستخدم بأداة رفيعة توضع في العين، ويتميز بأنه ليس فقط للجمال بل له بعد صحي في بعض التقاليد. كما تُستخدم مكونات أخرى مثل نواة التمر المحمصة والمطحونة كبديل طبيعي.

في بعض المناطق، يُعتقد أن تكحيل عيون الرضع يحميهم من الحسد، وهو جزء من الموروث الشعبي. ويستمر كبار السن، وخاصة النساء، في صناعة الكحل يدويًا، منقلين هذا التقليد من جيل إلى جيل.

مواجهة الحداثة والحفاظ على التراث

في عصر تتسابق فيه ماركات التجميل العالمية وتستخدم مركبات كيميائية، يظل الكحل العربي خيارًا طبيعيًا يجمع بين الجمال والصحة. هذا التقليد المقاوم للحداثة يعكس قيمة كبيرة للممارسات التقليدية، ويثبت أن التراث قادر على الصمود أمام التغيرات الحديثة.

معنى إدراج الكحل في اليونسكو

إدراج الكحل العربي ضمن التراث اللامادي سيمنحه مكانة عالمية ويضمن حمايته من الاندثار، خاصة مع قلة الحرفيات التقليديات في المدن، بينما يبقى نشاطه أكثر في المناطق الريفية.

كما سيزيد الإدراج الوعي لدى الأجيال الشابة بأهمية هذا التراث، وقد يحفز مشاريع تعليمية لتعليم تصنيع الكحل بالطريقة التقليدية. من الناحية الثقافية، يعزز الإدراج فكرة أن الجمال التقليدي العربي ليس مجرد طقوس قديمة، بل جزء حي من الهوية العربية.

الجدول الزمني لما هو متوقع

من المتوقع الإعلان الرسمي لإدراج الكحل العربي في بداية ديسمبر 2025 خلال اجتماع الدورة العشرين للجنة الحكومية لصون التراث اللامادي في مدينة نيودلهي بالهند.

إذا تمت الموافقة، سينضم الكحل العربي إلى قائمة التراث اللامادي العالمي، معترفًا به كعنصر ثقافي حي يحتاج إلى حماية ودعم مستدام.

ردود الفعل والتمثيل التراثي

في تونس، تم التركيز في ملف الترشيح على وصف عملية تصنيع الكحل واستخدامه في الطقوس اليومية والمناسبات، مع تسليط الضوء على نقل المعرفة بين الأجيال. في سوريا، يعتبر المسؤولون أن هذا الترشيح سيكون إضافة قوية لتراثهم الثقافي.

بعض النساء الحرفيات عبّرن عن فخرهن بمساهمة تراثهن الشخصي في ملف دولي معتبرات أن هذا الاعتراف سيُعزز قيمة ممارستهن التقليدية.

الكحل العربي

الكحل العربي ليس مجرد مستحضر تجميل، بل تقليد ثقافي يحمل الكثير من التاريخ والهوية والصحة. إدراجه في قائمة التراث اللامادي يعيد التأكيد على أن التراث العربي التقليدي حي ومؤثر، ويُبرز الكحل كرمز جمالي وثقافي عالمي، ليس فقط للعرب، بل لكل من يقدّر العمق والجذور في الجمال.

عناصر تراثية عربية في قائمة اليونسكو

في العالم العربي هناك عدة عناصر تراثية غير مادية أدرجتها اليونسكو على قائمتها لحفظ التراث الثقافي. من هذه العناصر: العرضة النجدية (Al‑Ardah Najdiah)، وهي رقصة شعبية تقليدية تعتمد على الطبول والشعر وتتشارك بها عدة دول عربية، وتعد جزءًا مهمًا من هوية الجزيرة العربية.

كما أدرج فن الزخرفة الجدارية التقليدية في منطقة عسير المعروفة باسم القط الأصيري، حيث تزين النساء منازلهن برسومات هندسية وزخارف ملونة تعكس التراث المحلي.

كذلك طُبّق الاعتراف على الخط العربي (Calligraphy)، الذي يعبر عن مهارة كتابة الحروف العربية بطريقة فنية تدمج بين الجمال والمعرفة.

هناك أيضًا حداء الإبل، وهو تراث شفوي يعبر عن التواصل التقليدي بين رعاة الإبل وأغنامهم باستخدام الألحان والإشارات الصوتية، ويمارس عبر أجيال في بعض البلدان العربية الصحراوية. هذه العناصر تمثل جزءًا من التراث الثقافي العربي الذي يوثقه العالم ويوضع ضمن قائمة يُستحق الحفاظ عليها لأهميته التاريخية والروحية.