قصص الأنبياء والرسل عليهم السلام

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 17 مايو 2022 آخر تحديث: الإثنين، 05 سبتمبر 2022
قصص الأنبياء والرسل عليهم السلام

إن القرآن الكريم حافلاً بقصص الأنبياء والرسل والأقوام السابقة، ولم يكن ذلك من باب سرد القصص للأجيال القادمة، بل كانت الغاية من هذه القصص أخذ العبرة، والعظة والدروس من الأنبياء وصبرهم في سبيل الدعوة إلى الله والهداية، وموقف أقوامهم وما فعلوه للأنبياء، وعقاب الله للأمم الظالمة، والتخلص منها، وجزاء الله للأقوام التي آمنت ونصرت الأنبياء، وساندتهم واتبعوا ما جاءوا به من رسالة التوحيد التي كانت رسالة جميع الأنبياء عليهم السلام.

قصص الأنبياء في القرآن

ذكر القرآن بعض قصص لأنبياء ورسل، إذ لم يأتِ الحديث عنهم جميعهم، قال تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ) (78 سورة غافر) فقد ذُكر خمسة وعشرون نبياً ورسولاً، جاء ذكر ثمانية عشر منهم في سورة الأنعام متتاليين، قال تعالى: وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ. (83-86 سورة الأنعام).

وذُكر باقي الأنبياء، وهم: آدم، وهود، وشعيب، وصالح، وإدريس في مواضع متفرقة في القرآن الكريم، ومن ثم جاء الحديث عن خاتم الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وذكر في القرآن عن الخضر، ويوشع بن نون الذي جاء بعد سيدنا موسى عليه السلام، وقام بفتح بيت المقدس، وأما بالنسبة للترتيب الزمني للأنبياء؛ فإن أول نبي هو سيدنا آدم عليه السلام، ومن ثم إدريس، نوح، هود، صالح، إبراهيم، ومن أولاده إسحاق وإسماعيل، يوسف، نبي الله أيوب، ذو الكفل، سيدنا يونس، موسى وهارون، والخضر، يوشع بن نون، وإلياس واليسع، داوود، زكريا، يحيى، عيسى، وجاء بعد ذلك خاتم الأنبياء محمد، عليهم السلام جميعاً. [1]

قصة نوح عليه السلام

وردت قصة نوح عليه السلام في القرآن بمواضع مختلفة، وكثيرة، إذ جاء ذكره هو وقومه في سورة هود، والأعراف، ويونس، والشعراء، والعنكبوت، والصافات، والأنبياء والفرقان، كما خصص القرآن لقصته سورة كاملة وهي سورة نوح.

وتبدأ قصة سيدنا نوح مع قومه، إذ كانوا يعبدون الأصنام ويسمونها بأسماء لم ينزل الله بها من سلطان، وما كان منه عليه السلام إلا أن ينصحهم ويدعوهم بكل لطف ويسر، قال تعالى: قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوۡتُ قَوۡمِي لَيۡلٗا وَنَهَارٗا  فَلَمۡ يَزِدۡهُمۡ دُعَآءِيٓ إِلَّا فِرَارٗا ، فهو رسول من عند الله أراد أن يبلغ بما أمره به الله عز وجل، ولكنهم لم يصدقوه وأصروا على كفرهم وطغيانهم، ومع ذلك استمر يدعوهم ما يقرب الألف سنة، ولم يؤمن برسالته إلا القليل.

أنذر سيدنا نوح قومه مراراً من العذاب لكن دون جدوى، وعندها أمر الله نبيه نوح بصنع السفينة وأن يركبها هو ومن آمن معه، فسخر قومه منه لأنهم في الصحراء، ولكن الله أخرج لهم الماء من تحت الأرض وأنزل عليهم أمطاراً من السماء، نجى الله سيدنا نوح ومن معه من الغرق، وكان مصير الكافرين الموت غرقاً، حتى ابنه الكافر الذي أصر على كفره لم يستجب لدعوة والده فكان له نفس مصير قومه. [2]

قصة يوسف عليه السلام مع إخوته

ذكر القرآن قصة سيدنا يوسف كباقي قصص الأنبياء، لكن هذه القصة ذكرت في موضع واحد وهو سورة يوسف، إذ جاءت القصة كاملة فيها، قال تعالى: نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن (3 سورة يوسف).

بدأت القصة عندما رأى سيدنا يوسف عليه السلام مناماً، وكان فيه أحد عشر كوكباً والشمس والقمر  جميعهم يسجدون له، فعندما رواه لوالده سيدنا يعقوب أمره بألا يخبر إخوته حتى لا يفسد الشيطان بينهم. وكان سيدنا يعقوب يحب يوسف حباً كبيراً دوناً عن إخوته، فقرروا التخلص منه، فاستأذنوا يعقوب أن يأخذوه معهم إلى الصحراء ليتسابقوا، ولكن يعقوب كان يخاف أن يأكله الذئب وهم عنه غافلون، فرد أخوته أنهم سوف يحفظوه.

وأخذوه أخوته بالفعل، واقترح أحدهم بأن يقتلوه، لكن استقر الأمر على أن يلقوه بالبئر، وعندما عادوا إلى والدهم أخبروه بأن الذئب قد أكله، وأحضروا له قميص يوسف وهو ملطخ بالدماء، ولكن سيدنا يعقوب لم يصدق أن يوسف قد مات.

وجدت قافلة سيدنا يوسف في البئر فأخرجوه، وأخذوه معهم حتى يبيعوه في أسواق مصر، وفي هذا الوقت كان عزيز مصر هناك ورأى يوسف فاشتراه وذهب به إلى زوجته، وطلب منها أن تحسن إليه وتكرمه، وتهتم به، فعاملوه مثل ابنهم، فبذلك مكّنه الله في الأرض، وكبر وأصبح قوياً وما يزال في مصر في قصر عزيز مصر.

فلما كبر وأصبح شاباً يافعاً راودته امرأة العزيز عن نفسه ولكنه رفض فجذبته من قميصه ثم اتهمته بأنه هو من راودها فشهد شاهد من أهلها وقال إذا قميصة قد تمزق من مقدمته فهو كاذب أما إذا كان تمزق من خلفه فهو صادق، ولما كان تمزق من خلفه فقد صدق يوسف وكذبت امرأة فرعون.

ومع ذلك دخل يوسف السجن ومكث بضع سنوات وقابل رجلين أحدهما رأى في منامه أنه يعصر نبيذاً ففسر يوف أنه سيسقى الحاكم، والآخر رأى في منامه أن على رأسه خبزاً تأكل الطير منه، فكان تفسيره أنه يُصلب وتأكله الطيور. ووصى يوسف الرجل الأول أن يقول لسيده عن برائته عندما يخرج من السجن ولكنه نسى، ثم تذكره عندما رأى الحاكم في منامه سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات، ولم يفلح أحد في تفسير هذا الحلم، وحينها تذكر الرجل الذي كان يرافق يوسف في السجن فطلبه الحاكم ليفسر له منامه.

وكان تفسير الحلم أنه يمر على البلاد 7 سنوات رخاء يزداد فيها الزرع ثم تليهم 7 سنوات شداد تبور فيها الأرض ولذا عليهم أن يدخرو أثناء السنوات الرخاء ما يكفيهم لسنوات العجاف، وطلب يوسف من عزيز مصر أن يؤمنه على خزائن البلاد، ووافق وأصبح يوسف رفيع المقام يعطي لكل الناس من البلدان المجاورة ما يكفيهم من المحاصيل.

وذات يوم أتى أخوة يوسف ليأخذوا نصيبهم فعرفهم ولكنهم لم يعرفوه، وطلب منهم أن يأتو في المرة القادمة مع أخ لهم، وكان الأقرب لسيدنا يوسف، فطلبو من سيدنا يعقوب أن يذهب معهم في المرة القادمة ولكنه خشي أن يحدث له كما حدث ليوسف، ولكنهم وعدوه وأخذوا موثقاً من الله أن يعودوا به.

ولما ذهبوا به إلى يوسف قال له أنه أخوه وألا يخاف شيئاً، ونادى منادي في الناس أن السقاية مفقودة، وهي المكيال الذي يُكال به، وقد وضعوه في رحال  أخيه فاستبقاه. عرض أخوة يوسف أن يأخذ أحداً منهم مكانه ولكنه رفض، وعادو إلى سيدنا يعقوب دونه فحزن حزناً شديداً ولكنه بث همه وحزنه إلى الله.

ثم أقبل يوسف وأمه وإخوته إلى مصر ولما استعلى العرش خروا له سجداً، فعرف أن هذا تأويل الحلم الذي رآه عندما كان صغيراً. [3]

قصة موسى عليه السلام

ولد سيدنا موسى في مصر في زمن فرعون، وكانت نشأته عليه السلام في بيت فرعون عندما ألقته والدته بالنهر خوفاً عليه من أن يُقتل على يد فرعون، وعندما كبر كان قوياً وقتل رجل مصري ومن ثم خرج من المدينة هارباً إلى مدين وعمل هناك راعياً لدى رجل صالح وتزوج إحدى ابنتيه.

وبعد مدة من الزمن بعدما قرر الرجوع إلى مصر جاءته الرسالة في صحراء سيناء، وكلمه الله تعالى وأخبره بأن يذهب مع أخيه هارون إلى فرعون وقومه ويدعوه إلى عبادة الله وحده، واستجاب موسى عليه السلام لأمر الله، وعندما ذهبوا إلى فرعون رفض وأصر على ضلاله، وجاء موعد خروج موسى عليه السلام ومن آمن معه من مصر متجهين إلى سيناء ومنها إلى بيت المقدس، ولكن لحقهم فرعون وجنودهم لقتلهم، حينها شق الله البحر لموسى ليعبره، ولما عبره، عاد كما كان فغرق فرعون وجنوده، ونجى الله موسى عليه السلام وقومه من فرعون وظلمه.

وفي سيناء صعد موسى الجبل ليكلم الله فشعر قومه بغيابه فصنع السامري لهم عجل من ذهب ليعبدوه، فزجرهم موسى، ولما طلب منهم دخول بيت المقدس رفضوا لأن فيها قوم جبارين، وطلبوا منه أن يقاتلهم هو وربه، فدعا عليهم موسى فكتب عليهم الله التيه في الصحراء 40 سنة. [4]

قصص القرآن من القصص التي يجب أن نعتبر منها، ولنعرف ماذا جابه الأنباء في سبيل إعلاء كلمة الحق وهداية الناس لدين الله الحق.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار