تفاصيل تورط طبيب ماثيو بيري في تزويده بالكيتامين قبل وفاته
ألقى الطبيب سالفادور بلاسنسيا بظلال جديدة على قضية وفاة الممثل الشهير ماثيو بيري Matthew Perry، بعدما أقرّ بذنبه أمام محكمة فيدرالية بمدينة لوس أنجلوس بتهمة توزيع مادة الكيتامين التي أودت بحياة بطل "فريندز".
خطوة قضائية فتحت الباب لمزيد من التساؤلات حول كواليس الأيام الأخيرة في حياة النجم الذي ظلّ حديث الجمهور والإعلام حتى بعد رحيله.
Matthew Perry: مسيرة متوهّجة ونهاية مأساوية
كان ماثيو بيري رمزًا للأجيال التي عرفت مسلسل "فريندز"، إذ جسّد شخصية تشاندلر بينغ التي منحته شهرة عالمية لم تنطفئ رغم مرور عقود على عرض المسلسل.
ورغم بريق الشهرة، لم يخفِ بيري يومًا صراعه الطويل مع الإدمان، وهو ما وثّقه بنفسه في مذكراته التي صدرت عام 2022 بعنوان "أصدقاء، عشّاق، والشيء الرهيب الكبير".
كيف تحوّل الطبيب إلى متهم؟
وفق ما أكدته التحقيقات، بدأ اسم الطبيب بلاسنسيا يتردد في أوراق القضية بعدما وُجهت إليه تهم بتزويد بيري بجرعات كبيرة من الكيتامين خلال أسابيعه الأخيرة.
وتشير الوثائق إلى أن بلاسنسيا زار بيري شخصيًا وحقنه بالعقار داخل سيارة متوقفة، إلى جانب تزويد مساعده كينيث إيواماسا بقوارير إضافية رغم علمه بأن الممثل يعاني من هشاشة نفسية وإدمان سابق.
وبحسب ما كشفته صحيفة "رولينغ ستون"، وقع بلاسنسيا اتفاقًا مع الادعاء منتصف يونيو، اعترف فيه بأنه حصل على مبالغ ضخمة مقابل تزويد بيري بنحو 20 قارورة من الكيتامين، إذ تقاضى ألفي دولار عن القارورة الواحدة، رغم أن تكلفتها الفعلية لم تتجاوز 12 دولارًا فقط.
ويُعتقد أن بيري تناول الكيتامين من 6 إلى 8 مرات يوميًا في الأيام التي سبقت وفاته في أكتوبر 2023.
شبكة المتهمين: أدوار مختلفة وسيناريو واحد
القضية لم تتوقف عند بلاسنسيا، بل امتدت لتشمل طبيبًا آخر هو مارك شافيز، الذي تشير التهم إلى أنه ساعد في تسهيل حصول بيري على الدواء، إلى جانب المتهمين إريك فليمنج وكينيث إيواماسا، فضلاً عن جاسفين سانغا التي أطلق عليها الإعلام لقب "ملكة الكيتامين".
وتتهم السلطات سانغا بأنها وفرت الجرعة القاتلة التي أنهت حياة بيري بشكل مأساوي، فيما لا تزال تنفي أي دور لها وتصرّ على براءتها.
رسائل نصية تكشف عقلية بلاسنسيا
التقارير القضائية أظهرت أدلة صادمة من بينها رسائل نصية متبادلة بين بلاسنسيا وزملائه، وصف فيها ماثيو بيري بـ"الأحمق"، متسائلًا عن المبلغ الذي قد يدفعه لقاء الكيتامين، ما يعكس استهتاره بحالة نجم ظلّ يحارب الإدمان علنًا ويدعو الآخرين إلى عدم الوقوع في فخ المخدرات.
تسلسل جلسات المحاكمة والحكم المرتقب
من المقرر أن يمثل بلاسنسيا مجددًا أمام المحكمة في الثالث من ديسمبر المقبل للنطق بالحكم، بينما سيخضع شافيز لجلسة منفصلة في سبتمبر، وتنعقد جلسة فليمنج في نوفمبر، ويتوقع أن يكون الحكم على إيواماسا قبل نهاية العام.
أما سانغا فلم تتمكن حتى الآن من الوصول إلى اتفاق مع الادعاء، إذ تصر على المضي في محاكمة كاملة ستبدأ الشهر القادم وسط تغطية إعلامية واسعة.
ندم متأخر وتنازل عن رخصة الطب
في تصريحات محاميه، عبّر بلاسنسيا عن "ندم عميق" لتورطه في قراراته الطبية، مؤكدًا استعداده للتخلي عن رخصته الطبية بشكل طوعي، في إشارة إلى تحمله المسؤولية أمام أسرته والرأي العام.
ومع ذلك، لا يزال احتمال سجنه مفتوحًا لفترة قد تصل إلى 40 عامًا، بحسب ما نص عليه القانون الأمريكي في قضايا توزيع المخدرات.
إرث ماثيو بيري: شهرة لم تنتهِ برحيله
بينما تتواصل المحاكمات، لا يزال اسم ماثيو بيري حاضرًا في ذاكرة جمهوره حول العالم، الذي تابع عن قرب قصته مع الأضواء والاضطرابات الصحية والنفسية.
وبرحيله، فتحت قضيته بابًا واسعًا للنقاش حول استغلال بعض الأطباء لحاجة المشاهير للعلاج بطرق غير قانونية، ما يطرح أسئلة جديدة حول مسؤولية الأطباء والأطر الرقابية لحماية مرضى يعانون من الهشاشة النفسية والإدمان.
شاهدي أيضاً: لحظة دخول نجوم مسلسل Friends جنازة ماثيو بيري