رغم موقفها أثناء الحرب على غزة: مجلة عالمية تختار مس رايتشل كامرأة العام

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 29 أكتوبر 2025 زمن القراءة: 4 دقائق قراءة
مقالات ذات صلة
نجوم الفن يتفاعلون مع وقف الحرب على غزة: سيوقف نزيف الألم
خواكين فينيكس عن حرب غزة: لا يوجد مبرر لتجويع الأطفال
كيم كارداشيان على غلاف مجلة في البكيني رغم الحمل!

أعلنت مجلة "غلامور" العالمية اختيار صانعة المحتوى الأمريكية الشهيرة للأطفال "مس رايتشل"، واسمها الحقيقي رايتشل أكورسو، ضمن قائمتها السنوية "نساء العام 2025"، لتكريم النساء الأكثر تأثيرًا حول العالم.

وجاء التكريم رغم الجدل السياسي الذي رافق مواقفها المؤيدة للأطفال الفلسطينيين في غزة، والتي أثارت انقسامًا واسعًا في الأوساط الأمريكية.

بداية قصة مس ريتشل Miss Rachel

بدأت رايتشل أكورسو مسيرتها عبر منصة "يوتيوب" عام 2019، حين أطلقت قناتها بهدف مساعدة ابنها الذي كان يعاني تأخرًا في النطق. ومع الوقت، تحوّلت تلك المبادرة الأسرية الصغيرة إلى ظاهرة تعليمية عالمية، تجاوزت مشاهداتها 10 مليارات مشاهدة، وجذبت أكثر من 17 مليون مشترك.

اعتمدت "مس رايتشل" على أسلوب بسيط يدمج بين الألوان، والموسيقى، والتفاعل المباشر مع الأطفال، لتعليمهم المهارات الأساسية في مرحلة الطفولة المبكرة. وبفضل هذا الأسلوب، أصبحت رمزًا تربويًا محبوبًا لدى ملايين الأسر حول العالم.

من التعليم إلى النشاط الإنساني

لم تتوقف شهرة "مس رايتشل" عند حدود التعليم، إذ استثمرت انتشارها الواسع في الدفاع عن الأطفال المتضررين من الحروب، وخاصة في غزة.

نشرت مؤخرًا سلسلة منشورات وصور لأطفال مصابين وسوء تغذية، ما أثار انتقادات من جماعات مؤيدة لقوات الاحتلال طالبت بالتحقيق معها بدعوى "التحيّز السياسي".

غير أنها أوضحت في أكثر من مناسبة أن دعمها موجه لكل الأطفال الذين يعانون من آثار الحروب، سواء في غزة أو إسرائيل أو السودان أو أوكرانيا، مؤكدة أن رسالتها إنسانية وليست سياسية.

لقاء إنساني مع طفلة من غزة

لفتت "مس رايتشل" الأنظار مؤخرًا بعد لقائها الطفلة الفلسطينية "رهف"، البالغة من العمر ثلاث سنوات، والتي فقدت ساقيها في قصف على غزة وتم نقلها إلى الولايات المتحدة للعلاج عبر "صندوق إغاثة أطفال فلسطين".

حرصت صانعة المحتوى على إقامة حفل خاص للطفلة، لكنها كشفت في فيديو مؤثر أن ثلاثة أماكن رفضت استضافة الحفل بسبب جنسية رهف الفلسطينية. وأوضحت أن أحد الأماكن وصف الحدث بأنه "معقّد"، فيما ألغى آخر الحجز بدعوى الخوف على سلامة العاملين.

وبعد محاولات عديدة، وجدت مكانًا وافق على استضافة الحفل، وامتنعت عن ذكر اسمه لتجنب أي ضغوط عليه، قائلة إن الترحيب الذي لاقته هناك "أعاد لها الأمل بالإنسانية".

تكريم رغم الجدل

اختيار "مس رايتشل" ضمن قائمة "نساء العام" جاء إلى جانب الممثلة الأمريكية رايتشل زيغلر، والمغنية تايلا، والممثلة ديمي مور، وفنانة المكياج بات مكغراث.

ورأت "غلامور" في الشخصيات المختارة رموزًا للجرأة والالتزام بالقيم الإنسانية في زمن يعاني فيه الخطاب العام من الانقسام.

دعم متواصل من الجمهور

تصدّر اسم "مس رايتشل" قوائم البحث بعد إعلان التكريم، إذ احتفى بها آلاف المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي واعتبروا تكريمها "انتصارًا للضمير الإنساني".

كتب أحد المتابعين أن المجلة "أثبتت أن التعاطف مع الأطفال لا يجب أن يُعتبر جرمًا سياسيًا"، بينما قالت مستخدمة أخرى إن "رسائل رايتشل تُعيد تعريف الشهرة بوصفها مسؤولية أخلاقية تجاه من لا صوت لهم".

رايتشل زيغلر في المشهد ذاته

من جانبها، واجهت الممثلة رايتشل زيغلر الجدل نفسه بعد نشرها تغريدة تقول "فلسطين حرة"، ما أثار انتقادات من جهات مؤيدة للاحتلال.

ورغم الضغوط التي واجهتها من شركات الإنتاج، لم تتراجع عن موقفها الإنساني. وأكدت في أكثر من ظهور إعلامي أنها لا تستطيع "مشاهدة الأطفال يموتون ثم تلتزم الصمت".

رسالة التكريم

يمثل تكريم "مس رايتشل" و"زيغلر" معًا رسالة رمزية عن تغيّر الخطاب في هوليوود والإعلام الأمريكي، حيث باتت الأصوات الداعمة للعدالة الإنسانية تجد مساحة في المشهد العام رغم حملات التشويه والضغط.
وبحسب مراقبين، فإن اختيار مجلة "غلامور" لهاتين الشخصيتين لم يكن تكريمًا فنيًا فحسب، بل إشارة إلى أن الضمير الإنساني يمكن أن يكون معيارًا للنجاح بقدر الموهبة والتأثير.

ما وراء الأضواء

تعكس مسيرة "مس رايتشل" تحوّلًا نادرًا في مفهوم الشهرة الرقمية؛ من صانعة محتوى للأغاني التعليمية إلى صوت عالمي للطفولة المتألمة في مناطق النزاع.

وفي حوارها مع المجلة، قالت إنها تفكر كثيرًا في أوضاع الأطفال في السودان، وتجري لقاءات مع منظمات مثل "أنقذوا الأطفال" و"برنامج الأغذية العالمي"، مؤكدة أن رسالتها ستظل "أن يعيش كل طفل في أمان مهما كانت هويته".