قصة ملهمة ناجية من حروق بركانية بنسبة 70% تكشف روتين تعافيها
عندما غادرت ستيفاني برويت منزلها في ملبورن لقضاء عطلة عائلية، لم تكن تدري أن تلك الرحلة إلى جزيرة وايت آيلاند في نيوزيلندا ستكون لحظة مفصلية تقلب حياتها رأسًا على عقب.
احتراق في البركان
الكارثة التي وقعت في ديسمبر 2019 بفعل ثوران بركاني مفاجئ، لم تترك فقط حروقًا تغطي 70% من جسدها، بل أخذت معها والدها وشقيقتها، وتركتها في مواجهة رحلة تعافٍ مؤلمة وشجاعة، دفعتها لاحقًا إلى مكانة لم تكن تحلم بها.
فقدت أصابعها، ومكثت في غيبوبة أسبوعين، وأمضت شهورًا طويلة داخل المستشفيات تتلقى العلاج المكثف والجراحات الترميمية، لكن المدهش في القصة ليس فقط نجاتها، بل ما بنته بعد ذلك. لم تقف ستيفاني عند حدود الألم، بل أعادت تعريف هويتها كامرأة وناجية، وصعدت من بين الرماد لتصبح واحدة من أبرز المؤثرات في مجال التوعية بعالم الحروق والصحة النفسية.
روتين يومي مشبّع بالحبّ والعناية... وبشرة تحتاج حنانًا لا شفقة
في حياتها الجديدة، صار للعناية بالبشرة معنى مختلف. كل قطرة زيت تُدلّك بها ستيفاني جسدها هي فعل حبّ، وكل جلسة علاج طبيعي تخضع لها أسبوعيًا، هي تذكير بأنها تستحق العودة لنفسها، لا كما كانت، بل كما تريد أن تكون.
تحرص يوميًا على ترطيب بشرتها بعمق، وتخصص وقتًا لتدليك المناطق المتضررة بزيوت مغذية وكريمات مرطبة. لم تعد تلك الخطوات ترفًا، بل أصبحت فعل مقاومة ناعم، تقاوم به آثار الحروق وتحيي من خلاله جلدها وروحها معًا.
وتقول حول هذه القصة: "أضع الكريم صباحًا ومساءً وأدلّكه بعمق. أستعمل أيضًا الزيوت لأن بشرتي تستحق هذا الحب والرعاية".
وتُكمل طقوس العناية باستخدام سيروم خاص لمعالجة الاحمرار وتغير لون البشرة، وتنهي خطواتها اليومية بوضع واقي الشمس الذي تعتبره "أهم خطوة" في روتينها.
حياة تحت الضوء... لكن بوعي وقوة
ستيفاني لم تختبئ من العالم. بل اختارت أن تُريه وجهها وجسدها كما أصبحا. ومرة بعد مرة، كانت تزيح الحجاب النفسي قبل الجسدي، وتُطل عبر حساباتها على تيك توك وإنستغرام بروحها أولًا، وجسدها ثانيًا.
اليوم، يتابعها أكثر من 1.8 مليون شخص على تيك توك وحده، إلى جانب مئات الآلاف على إنستغرام، تتابعهم يوميًا وتشاركهم تفاصيل شفائها، وأحيانًا نكساتها، بلا خجل أو خنوع. في كل فيديو، تظهر ستيفاني كما هي، امرأة تتنفس بين الألم والأمل، وتهدي غيرها مساحات من التفهّم والشجاعة.
شاهدوا روتين بشرة ستيفاني الناجية م حريق بركاني غادر وهائل:
This browser does not support the video element.
لم تعد كما كانت... لكنها أصبحت أكثر إشراقًا من أي وقت مضى
النجاة من البركان كانت البداية، لكن ستيفاني تعلّمت أن البقاء لا يعني فقط التنفس، بل إعادة بناء الذات، بحبّ وصبر وصدق. من جلسات العلاج الوظيفي إلى الرياضة والفيزيو، ومن العناية بالبشرة إلى الكتابة والمشاركة، تصنع يومها بيديها رغم كل ما فقدته من أطراف.
أكبر خساراتها لم تكن في الجسد، بل في الذاكرة التي لا تنام، في فقدان والدها وشقيقتها، في الليالي التي تبكي فيها دون صوت. لكنها اليوم لا تسير وحدها. تُشعل دربها بالملايين الذين يتابعونها، ويجدون فيها انعكاسًا لشجاعتهم المخبّأة.
أمّها... ملاكها الباقي، وسندها الصامت
وسط كل هذا، كانت الأم هي الجدار الذي استندت عليه ستيفاني منذ اليوم الأول. لم تخسر كل عائلتها، لأن والدتها كانت هناك، ولا تزال، تشد على يدها، تخفف عنها، وتضعها أولًا في كل شيء. الأم التي لم تصب جسديًا بأي أذى، تحمل اليوم ندوبًا داخلية لا تُرى، لكنها أكثر قسوة. ومع ذلك، تضع ابتسامتها وتمضي، مثل ابنتها تمامًا.
شاهدي أيضاً: انتحار مؤثرة أمريكية بسبب التنمر يثير ضجة عالمية