مجموعة Rabanne لما قبل خريف 2026: عندما تلتقي الحِرَفية الغربية بإرث الأناقة الباريسية

  • تاريخ النشر: منذ 14 ساعة زمن القراءة: 5 دقائق قراءة
مقالات ذات صلة
فساتين زفاف Nardos لخريف 2026: حيث تلتقي الحرفية العريقة بالأناقة الحديثة
مجموعة Rabanne في أسبوع باريس للموضة خريف 2024
مجموعة Rabanne ما قبل خريف 2025

في مجموعة ما قبل خريف 2026، يُقدّم جوليان دوسينا رؤية دقيقة ومتعددة الطبقات لدار رابان، حيث يُعيد صياغة هوية الدار من خلال حوار بصري وثقافي بين عالمين متباعدين ظاهريًا: بساطة الغرب الأمريكي الخام، وإرث باكو رابان المستقبلي المستوحى من عصر الفضاء، والنتيجة ليست تصالحًا بين نقيضين، بل توليفة ذكية تُبرز قوة العلامة في قدرتها على التحوّل دون فقدان جوهرها.

تأتي هذه المجموعة في لحظة نضج واضحة لدار رابان Rabanne، حيث لم تعد المستقبلية هدفًا بحد ذاتها، بل أصبحت أداة ضمن لغة تصميم أوسع، تُفسح المجال للحِرَفية، والملمس، والتاريخ الشعبي، دون التخلي عن البريق المعدني الذي شكّل حجر الأساس لهوية الدار منذ تأسيسها. هنا، لا يبدو التراث الريفي خروجًا عن روح رابان، بل امتدادًا لها.

لمسة باريسية: المزاج العام للمجموعة

  1. يحمل الجو العام للمجموعة ملامح واضحة من مدينة سانتا فيه، بكل ما ترمز إليه من روح حرة، ألوان ترابية، وحِرَفية متجذرة في الثقافة المحلية.
  2. لكن هذه الروح لا تُقدَّم بنسخة حرفية، بل تُصفّى عبر عدسة باريسية دقيقة، تحافظ على انضباط الخطوط ودقة التنفيذ.
  3. النتيجة هي خزانة ملابس تبدو مألوفة وغريبة في آن واحد: دافئة ولكن لامعة، مريحة ولكن مدروسة بعناية.

ألوان مجموعة Rabanne

الألوان تلعب دورًا محوريًا في ترسيخ هذا المزاج الهجين:

  • درجات الكراميل، الجمل، والبيج الرملي تهيمن على الإطلالات، لتُشكّل خلفية مثالية للبريق المعدني الذهبي والفضي.
  •  ولألوان أكثر جرأة مثل العنابي، دم الثور، والبني المحروق.

هذه اللوحة اللونية تعكس فلسفة المجموعة: العودة إلى الأرض، دون التخلي عن اللمعان.

التنانير الطويلة: حركة هادئة ودراما محسوبة

  1. تُعدّ التنانير الطويلة التي تلامس الأرض أحد أبرز ملامح هذا الموسم، حيث تمنح المجموعة إحساسًا بالحركة والدراما الهادئة، فهي ليست تنانير استعراضية، بل قطع تُرافق الجسد بانسيابية، وتمنحه حضورًا واثقًا دون مبالغة.
  2. فستان مطرز بالترتر، يُرتدى تحت معطف ترنش من جلد الغزال بلون الكراميل، يُجسّد هذا التوازن ببراعة: لمعان خافت ينساب تحت خامة طبيعية دافئة، في مشهد بصري يجمع بين الفخامة والواقعية.

في المقابل، يبرز فستان محبوك بلون الجمل، مُحدد بحزام عريض بلون دم الثور، ليُبرز القوام بثقة غير متكلّفة، وكأنه يروي قصة امرأة تعرف جيدًا كيف تُوازن بين القوة والنعومة.

حوار مع الماضي: استحضار حقب زمنية متعددة

تُواصل مجموعة ما قبل خريف 2026 لعبتها الذكية مع الزمن، حيث لا تكتفي بإحالة واحدة إلى الماضي، بل تُجري حوارًا مفتوحًا بين عدة عقود:

  1. ففساتين البراري المزهرة تُحيل مباشرة إلى العصر الفيكتوري، لكن دون أن تسقط في الرومانسية المفرطة، تأتي هذه القطع بخطوط أكثر تحررًا، وأقمشة أخف، تجعلها مناسبة لامرأة معاصرة.
  2. في المقابل، يظهر طقم قميص البولينغ بألوان الباستيل مع تنورة طويلة، ليُجسّد أناقة الخمسينات بروح مرحة، أما قمصان البولو المخططة، والمُزينة بحلقات معدنية، فتستدعي سحر السبعينات الرياضي، لكن مع لمسة رابان الواضحة التي تُحوّل القطعة من رياضية إلى بيان أسلوبي.

هذا التنقّل بين العقود لا يبدو عشوائيًا، بل مدروسًا بعناية، ليؤكد إحدى نقاط قوة الدار الأساسية: قدرتها على دمج فترات زمنية مختلفة في إطلالة واحدة دون المساس بهويتها.

الجلد والمعاطف: سينما وأناقة عملية

  1. تلعب المعاطف دورًا محوريًا في سردية المجموعة، لا سيما تلك المصنوعة من الجلد، معطف ترنش من الجلد العنابي، بياقة من الفرو الخشن، يفرض حضوره كقطعة سينمائية بامتياز.
  2. إنه معطف يحكي قصة، يُذكّر بأفلام الطريق الأمريكية، لكنه يُنفّذ بدقة باريسية تجعل منه قطعة استثمارية طويلة الأمد.
  3. جلد الغزال يظهر بدوره في أكثر من إطلالة، سواء في المعاطف أو التنانير، ليُعزز الإحساس بالدفء والملمس الطبيعي.

هذه الخامات لا تُستخدم كعنصر تزييني فحسب، بل كوسيلة لربط المجموعة بالأرض، وبفكرة الحِرَفية التي تُقدّر الوقت والجهد المبذول في صناعة كل قطعة.

المعدن من الفستان إلى الإكسسوار

لا يمكن الحديث عن رابان دون التوقف عند المشغولات المعدنية، التي تظل ركيزة أساسية لهوية الدار:

  1. لكن في مجموعة ما قبل خريف 2026، يتجاوز المعدن دوره التقليدي في فساتين السلاسل ليشمل عالم الإكسسوارات بشكل أوسع وأكثر تنوعًا.
  2. تعيد الحقائب ابتكار تصميم القرص الأيقوني لعام 1969، ولكن بمواد جديدة تُضفي دفئًا غير متوقع: جلد مدبوغ، خرز خشبي، وألواح معدنية متداخلة.
  3. هذا التحديث لا يُفقد الحقيبة روحها المستقبلية، بل يمنحها بعدًا إنسانيًا أكثر قربًا من الحياة اليومية.

حتى النظارات الشمسية، التي أُعيد إحياؤها من الأرشيف، تأتي بإطارات جلدية سميكة، لتُجسّد هذا الحس الهجين الذي يوجّه الموسم بأكمله: أصالة ممزوجة بابتكار، وماضٍ يُعاد قراءته بعيون معاصرة.

الإكسسوارات كاستراتيجية لا كإضافة

  1. من اللافت أن تكاد كل إطلالة في المجموعة تأتي مع حقيبة، في إشارة واضحة إلى التركيز الاستراتيجي لدار Rabanne على تطوير فئة الإكسسوارات، هنا، لا تُعامل الحقيبة أو الحذاء كعنصر ثانوي، بل كجزء لا يتجزأ من السرد البصري للمجموعة.
  2. هذه المقاربة تعكس فهمًا عميقًا لسوق الموضة المعاصر، حيث تُشكّل الإكسسوارات نقطة تواصل مباشرة مع الجمهور، وقطعة إرث يمكن أن تعيش لسنوات، بل لعقود. وتُثبت رابان مرة أخرى أنها لا تُصمم فقط لإبهار المنصات، بل لبناء خزانة متكاملة تدوم.

رابان اليوم: بين الرغبة والراحة

في المجمل، تُجسّد مجموعة Rabanne لما قبل خريف 2026 لحظة توازن نادرة بين الرغبة والراحة، بين الجرأة والعملية:

  1. إنها مجموعة لا تسعى إلى الصدمة، بل إلى الإقناع، إقناع المرأة بأن الأناقة يمكن أن تكون مريحة، وأن الحِرَفية يمكن أن تكون معاصرة، وأن المستقبل لا يعني التخلي عن الجذور.
  2. برؤية متماسكة وحس تصميمي ناضج، يُثبت جوليان دوسينا مرة أخرى أن دار رابان قادرة على التطوّر دون أن تفقد صوتها الخاص.
  3. مجموعة متجذرة في الحِرَفية، مشبعة بالذاكرة، لكنها تتطلع بثقة إلى الأمام، تمامًا كما اعتدنا من دار جعلت من التناقض فنًا، ومن المعدن لغة، ومن الموضة حكاية مستمرة.